عرض مؤخراً على شاشات السينما المصرية، أحدث
أفلام الفنان العالمي روبرت دى نيرو “The
War with Grandpa” إخراج تيم هيل والفيلم كما كتب على أفيشه يعتبر
من أفلام الكوميديا العائلية، وأظن أن روبرت دى نيرو الفنان الأمريكى العملاق
والذى يعتبر من أيقونات السينما العالمية كان يريد أن يقدم فيلماً عائلياً خفيفاً، بعد أن قدم للسينما العالمية أهم وأقوى الأفلام على مدى عقود طويلة منها على سبيل
المثال لا الحصر، سائق التاكسى، والأب الروحى ، والثور الهائج الذى حصل عنه على
جائزة الأوسكار، بالإضافة إلى عشرات الأفلام التي نال عنها دى نيرو جوائز وتكريمات
لا تُعد.
وببساطة تحكى قصة الفيلم "الحرب مع
جدى" أو The War with
Grandpa
قصة الطفل بيتر الذى يأتي جده ليعيش معهم في المنزل بعد وفاة زوجته، وتُخصص للجد
حجرة الحفيد بيتر ليعيش فيها، وينتقل الحفيد ليعيش في حجرة غير مجهزة في الطابق
العلوى، مما يثير استياءه، ويصمم أن يسترجع حجرته التي شعر أن جده استولى عليها،
فيعلن الحرب على جده لاسترجاع حجرته، لكن الجد لا يستسلم ويعلن حرباً مضادة إلى
هنا والأمر مقبول، طالما أنه سيدور في إطار كوميدى عائلى محبب، ولكن أن ينقلب
الأمر إلى حرب حقيقية، كان من الممكن أن تؤدى بحياة أحدهما، فهذا هو المُستغرب
فعلاً.
يتفق الجد مع أصدقائه القدامى على معاونته في
تلك الحرب ضد الحفيد، كما يتفق الحفيد مع أصدقائه في المدرسة على شن الحرب على
الجد، فعلى سبيل المثال، يقوم أحد أصدقاء بيتر بشراء ثعبان ضخم ليضعه في
فراش الجد، ولكنه ينجو بمعجزة، ثم يزحف الثعبان ليندس في سيارة أم بيتر، ويكاد
يقضى عليها لولا أنها استطاعت – من شدة الرعب – أن تلقى به على أحد رجال الشرطة.
أما الجد فقد قام خلسه بحل جميع مفصلات أثاث
حجرة بيتر العلوية فيسقط الباب في وجه الحفيد ويتهاوى به السرير.
ورغم أن هذه المشاهد من المفترض أن تنتزع
الضحك إلا أنها قد أثارت اندهاش واستنكار مشاهدي السينما، وأعتقد أن ذلك منطقي للغاية، وخاصة أننا نعّلم أطفالنا دومًا أن احترام الكبار – وخاصة الأجداد والجدات
– واجب، بل أن الأحفاد عادة ما يميلون لجدودهم، ولو حدث وقامت أية مشاحنات أو
اختلاف في وجهات النظر بين الجد والحفيد، فمن غير المعقول أن تكون بهذا العنف الذى
رأيناه في الفيلم – واستحضر – على سبيل المثال – مسلسل هند والدكتور نعمان الذى
قدم فكرة مشابهة لفكرة فيم دى نيرو، وكان المسلسل كله يركز على العلاقة بين
الجد كمال الشناوى والحفيدة الطفلة ليزا، وكان المسلسل مليئًا بالمواقف الكوميدية،
والإنسانية، والمتوترة في كثير من الأحيان، ولكن لم يصل الأمر للإهانة أو الضرر
لأىٍ من الطرفين، لأن في حقيقة الأمر أن
العلاقة بين الجد والحفيد علاقة مقدسة، غالية، ولها خصوصية، لم يستطع فيلم دى نيرو
أن ينقلها إلا في بعض المشاهد النادرة، ولكن للأسف ركز الفيلم على مشاهد الصراع
المحتدم بين فريقى الجد والحفيد متجاهلاً المشاعر الإنسانية الثمينة التي يمكن أن
تكون بين الجد والحفيد.