الجمعة 27 سبتمبر 2024

قومي البحوث ينظم سلسلة من الندوات عن دور الغذاء وسلامته في ظل جائحة كورونا

عرب وعالم3-11-2020 | 12:11

تنظم شعبة الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث سلسلة من الندوات العلمية بدءا من يوم 9 نوفمبر الحالي ولمدة 4 أيام تتناول فيها العديد من الموضوعات المهمة الخاصة بالتغذية في ظل جائحة فيروس كورونا، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد هاشم رئيس المركز.


وأكد الدكتور أحمد محمد سعيد حسين رئيس الشعبة - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن هناك العديد من العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدوى كوفيد-19 الشديدة، أهمها سوء التغذية والأمراض غير السارية أو غير المعدية مثل مرض السكرى وأمراض الرئة المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والعديد من الأمراض الأخرى (أمراض المناعة الذاتية)، والتي تجعل مناعة المريض معرضة للخطر ومعدل إصابته أعلى من الشخص السليم.


وأوضح أنه انطلاقا من دور المركز العلمي والبحثي سيتم خلال تلك السلسلة من الندوات إلقاء الضوء على أحدث الدراسات والأبحاث العلمية العالمية التي تتناول الغذاء وسلامة الغذاء والزيوت والدهون لتعزيز الصحة، والاتجاهات الحديثة في علوم الألبان وتصنيع أغذية وظيفية لتحسين جهاز المناعة في ظل جائحة كورونا، إلى جانب التحديات التي تواجهها صناعة الغذاء في ظل تلك الجائحة.


من جانبه، قال الدكتور محمد إبراهيم محمد رئيس قسم سموم وملوثات الغذاء إن مصر كغيرها من دول العالم، تخوض حربا بلا هوادة لصد جائحة كورونا المرعبة التي تجتاح كوكب الأرض وتفتك بالبشر، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أوصت بضرورة انتقاء الأغذية التي ترفع جهاز المناعة لمقاومة فيروس كورونا، والحذر من الأمراض التي تنتقل من الطعام.


وأضاف أن ملوثات الغذاء تتسبب في الإصابة بــ200 مرض بدءا من الإسهال وحتى السرطان، ومن ثم فقد أصبحت سلامة الغذاء عنصرا حيويا للعديد من الهيئات العلمية والدولية لوضع البرامج المناسبة لتعزيز سلامة الغذاء أثناء وباء كورونا، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار الفيروس وزيادة حالات الإصابة من خلال استهلاك أغذية آمنة وغير ملوثة.


كما أشار إلى أنه سيتم إلقاء الضوء خلال الندوة الخاصة بسلامة الغذاء على أهمية التحضير للموجة الثانية من جائحة كورونا، وعرض ما يجب أن يعرفه المستهلك للحماية من الفيروس والحفاظ على الصحة العامة.


وبالنسبة لندوة الاتجاهات الحديثة في علوم الألبان في ظل جائحة كورونا، أوضحت الدكتورة فايزة محمد عاصم رئيس قسم الألبان أنه نتيجة لما تمر به مصر ودول العالم أجمع من أثار وخيمة لانتشار وباء كورونا المستجد على الصحة والاقتصاد، فقد كان من الطبيعي البحث عن طرق لإنتاج لقاحات أو أمصال تقي من الإصابة بفيروس كورونا .. وأكدت أنه في ظل غياب دواء فعال ضد فيروس كورونا، ينصح الأطباء بتناول مواد لتقوية مناعة الجسم، وأظهرت العديد من الدراسات أن أنواعا محددة من الفيتامينات والأملاح المعدنية والبكتيريا، توجد في بعض الأطعمة، تساعد على تقوية المناعة وتجعل الجسم قادرا على التصدي للفيروسات.


وقالت إن خبراء التغذية ينصحون بتناول الأغذية الطبيعية الغنية بالفيتامينات مثل (فيتامين سي و فيتامين "أ" فيتامين ب وفيتامين د والمعادن مثل (الزنك والحديد)، الى جانب بكتريا "البروبيوتيك والموجودة في منتجات الزبادي وهي تعرف بأنها "كائنات دقيقة حية".


وأضافت أنه عند تناول البروبيوتك بكميات كافية يعمل على تحسين صحة الأمعاء عن طريق تنظيم التوازن البكتيري داخل الجهاز الهضمي، وكذلك تحفيز وتقوية جهاز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض أخرى مثل مقاومة مسببات الأمراض المعوية، وتأثيرها المضاد للفيروسات.


كما أوضحت أنه نتيجة لاعتماد الانسان على الأغذية الحيوانية فكان لابد من وضع اشتراطات صارمة لضمان جودة الغذاء المقدم بدءا من المزرعة وانتهاء بالمائدة، ولعل أهم هذه الاشتراطات عدم استخدام المضادات الحيوية كغذاء للحيوانات لما لها من أثار ضارة للجهاز المناعي للحيوان وكذلك الإنسان المستهلك لألبان ولحوم هذه الحيوانات.


وأشارت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي بادرت في حظر استخدام المضادات الحيوية في تغذية الحيوان واستخدمت بدائل اخرى كان من أهمها البروبيوتك (الدافعات الحيوية) ولها تأثيرات مفيدة لصحة وإنتاجية الحيوان المغذى عليها، لافتة إلى أنه سيتم خلال الندوة عرض مجموعة من المحاضرات التي توضح كيفية تحسين الجهاز المناعي.


وقالت الدكتورة ضحى عبده محمد رئيس قسم التغذية وعلوم الأطعمة إن سيتم خلال تلك الندوات الكشف عن دور التغذية في تقوية جهاز المناعة، الذي يحمي الإنسان من الكائنات المسببة للأمراض (البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، الطفيليات) وأن بعض العناصر الغذائية تلعب دورا مهما لعمل الجهاز المناعي بشكل فعال مثل الفيتامينات والمعادن.. بالإضافة إلى الأحماض الأمينية والأحماض الدهنية من نوع أوميجا-3، كما تلعب بكتيريا الأمعاء دورا في تنظيم عمل جهاز المناعة وبالتالي حدوث أي خلل فيها نتيجة الأمراض المعدية ومنها كوفيد-19 يؤدي إلى إضطراب في عمل الجهاز المناعي.


وأوضحت أنه يمكن من خلال التدخل الغذائي والمكملات الغذائية تصحيح الخلل الذي حدث في ميكروفلورا الأمعاء، لكي يعمل الجهاز المناعي بشكل فعال وهي إحدى الطرق الوقائية التي يمكن من خلالها تقليل تأثير الإصابة بكوفيد-19 لدى المصابين من كبار السن والمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.


وعن ندوة تصنيع أغذية وظيفية لتحسين جهاز المناعة، قالت الدكتورة عزة أنور قطب أبوعرب رئيس قسم الصناعات الغذائية إن نقص العناصر الغذائية وسوء التغذية يؤدي إلى نقص المناعة المكتسبة، كما أن الإفراط في تناول الغذاء يؤدي إلى بعض الأمراض التي تؤثر على وظائف جهاز المناعة مثل السمنة والسكرى.


واشارت إلى أن كثيرا من المواد الغذائية بالفاكهة والخضروات والأغذية الغنية بالأحماض الأمينية والفيتامينات والعناصر المعدنية والمواد النشطة حيويا تساهم في تقوية وتحسين جهاز المناعة .. وأوضحت أن الغذاء الوظيفي يشمل مفهوم الغذاء ليس ضروريا فقط للعيش ولكن أيضا كمصدر للرفاهية العقلية والجسدية، ويساهم في الوقاية والحد من عوامل الخطر للعديد من الأمراض أو تعزيز وظائف فسيولوجية معينة مثل وظائف الجهاز المناعي، مشيرة إلى أن استهلاك هذه المصادر المختلفة والمتنوعة من الغذاء تساعد في إنتاج الخلايا المناعية والأجسام المضادة وتحمي جسم الإنسان.


وأضافت أن خبراء التغذية ينصحون بالتخلي عن الأغذية التي تضعف الجهاز المناعى مثل الحلويات والأطعمة المقلية والبسكويت والمعجنات، ونوهت إلى تطرق الندوات للعلاقة الوثيقة بين الأغذية المصنعة والمناعة وجائحة كورونا، إلى جانب تسليط الضوء على تقنية النانوتكنولوجي لحماية المركبات النشطة حيويا من التحلل أثناء التصنيع الغذائي، والطرق التغذوية لتقوية جهازك المناعي والعلاقة بين تنوع استهلاك الغذاء ومناعة جسم الإنسان.