تساءل الصحفي هنري زيفمان إذا كانت الاستطلاعات التي تشير إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستخطئ مجدداً، بعد سيناريو مماثل في انتخابات 2014.
وقال في مقال في صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إنَ المرشح الديمقراطي جو بايدن سيفوز في السباق الانتخابي حتى إن وصل هامش الخطأ في الاستطلاعات في ولايات بنسلفانيا، وفلوريدا، وميشيغان، ويسكونسن إلى المعدل الذي ظهر في انتخابات 2016.
ومن جهة أخرى، يحتاج المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب إلى هامش خطأ أوسع من ذلك الذي ظهر في الانتخابات الماضية ليعود إلى البيت الأبيض. ويبقى ذلك الاحتمال وارداً، رغم أنَه غير مرجح.
وتحدث الكاتب عن مفاهيم خاطئة مختلفة حول حجم الخطأ الذي ظهر في استطلاعات الرأي منذ أربعة أعوام، ففي الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الحملة السابقة، سجلت استطلاعات الرأي نسبة مبالغاً فيها عن تقدم المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بنحو 3.1 نقاط مئوية، وفقاً لموقع "538" المتخصص في استطلاعات الرأي حول الانتخابات الأمريكية.
وسجلت الاستطلاعات في الانتخابات الماضية الخطأ الأكبر، إذ بلغ هامشه 5.2 نقاط مئوية، ما يعني أنَه مع اقتراب التصويت الشعبي الإجمالي قليلاً من النتيجة التي أظهرتها الاستطلاعات، لم يتمكن المراقبون من توقع فوز ترامب الصادم في المعاقل الديمقراطية، ومن بينها ولايات بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن.
استخفاف بقوة ترامب
ويعود السبب الأساسي للخطأ إلى الاستخفاف بقوة ترامب بين الناخبين الذين لا يحملون شهادات عليا. وفي الوقت الراهن، يولي أغلب مراقبي الاستطلاعات أهمية خاصة لعيناتهم لإظهار ميول هذه الفئة من الناخبين.
وأشار الصحفي إلى اختلافات مهمة أخرى بين الانتخابات الماضية والراهنة، بينها أنَ قيادة بايدن تعتبر أوسع وأكثر استقراراً على المستوى الوطني، من قيادة كلينتون.
وفي هذه المرة، أدرك المراقبون أهمية بعض الولايات، ومن بينها ولاية بنسلفانيا، وبالتالي عملوا على تكثيف الاستطلاعات فيها وتحسين جودتها.
تراجع عدد المترددين إلى ذلك، تراجع عدد الناخبين المترددين أو الذين يفكرون في دعم مرشحي الأحزاب الأخرى، الأمر الذي يقلص مجموعة الناخبين المتاحة لترامب للفوز في الجولة في آخر أيام الحملة.
والواقع أنَ نتائج بايدن في الاستطلاعات لم تتفوق على نتائج ترامب فحسب، بل على تلك التي حصلت عليها كلينتون حينها أيضاً.
"ترامب الخجول".
وفي المقابل، يعتمد الرئيس على ظاهرة "ناخب ترامب الخجول" التي تضم ناخبين لا يعلنون تصويتهم له، ولا يكشف الأخير منهجيته بتفاصيلها كافة، ما يشير إلى احتمال فوزه في الولايات المهمة مثلما فعل في 2016.
وفي الأشهر الماضية، أظهرت إحصاءات تسجيل الناخبين تفوّق الجمهوريين في ولايات مهمة، بينها ولاية فلوريدا أين حصل الجمهوريون على 344 ألف صوت إضافي، مقابل 198 ألف صوت فقط للديموقراطيين، وكذلك الأمر في ولايتي بنسلفانيا، وكارولاينا الشمالية.