الثلاثاء 21 مايو 2024

"أف.بي.آي" يحذّر من اندلاع عنف بسبب الانتخابات في بورتلاند

عرب وعالم3-11-2020 | 13:56

حذر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف.بي.آي" من اندلاع مواجهات مسلّحة بسبب الانتخابات الأمريكية، الثلاثاء، في بورتدلاند، في وقت تستعد المدينة في شمال غرب البلاد والتي تحولت إلى رمز للانقسامات العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة، لاضطرابات ممكنة.

ولا تزال المدينة التي تعد جيباً ليبراليا في أوريغون، تعيش تداعيات صيف شهد مسيرات حاشدة مناهضة للعنصرية، أججها وصول ضباط فدراليين وميليشيات يمينية، بينها مجموعة تعرف باسم "براود بويز".

وعززت انتخابات الثلاثاء التي قد يعاد انتخاب الرئيس دونالد ترامب بعدها أو يهزم على أيدي خصمه الديموقراطي جو بايدن، المخاوف من اندلاع المزيد من العنف في الشوارع.

ووضعت الأعمال التجارية في وسط المدينة ألواحاً خشبية على نوافذها مجدداً، في وقت يتوقع أن تشهد احتجاجات سواء فاز ترامب أو بايدن، أو حتى إذا بقي الوضع غامضاً بسبب التأخر المتوقع في فرز الأصوات في البلاد، بعد ارتفاع عدد الأصوات عبر البريد خلال الوباء.

وقال العميل الخاص لـ"إف بي آي" في بورتلاند رين كانون لفرانس برس: "الأمر الأكثر إثارة للقلق عندي، هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة".

وأضاف "بإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير، إذا ارتفع منسوب الغضب، وقد ينتهي الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأساوية"، مشيرا إلى إطلاق نار دامية من أحد أنصار اليمين المتشدد في المدينة في أغسطس (آب).

وكرس مكتب "إف.بي.آي" في بورتلاند موارد إضافية لجرائم الانتخابات تشمل قمع الناخبي،ن إضافة إلى التزييف، والتهديدات الإلكترونية الخارجية، وفق كانون.

وفي الأثناء، أصدرت حاكمة الولاية كيت براون الإثنين أمرا تنفيذيا يسلّم إدارة أمن بورتلاند إلى قوات الولاية، ما يعني عمليا نقض الحظر الذي فرضته الولاية على الغاز المسيل للدموع، ووضع الحرس الوطني في حالة تأهّب.

ولكنها قالت: "هذه انتخابات ليست  مثل غيرها في حياتنا".

وأثارت تحذيرات براون من المؤمنين بتفوق العرق الأبيض غضب محافظين محليين، بينهم مقدّم البرامج الإذاعية لارس لارسون الذي اتهمها الإثنين بالتزام "الصمت المطبق" على "عنف أنتيفا وحركة حياة السود مهمة" على مدى خمسة أشهر من الاحتجاجات.

وتعد أوريغون ولاية ديموقراطية، إلا أن مناطق بورتلاند الريفية، جمهورية ما جعلها مركزاً لحتجاجات انفّذها معتنقو جميع الأيديولوجيات، بينما وصلها مزيد من المتظاهرين من أنحاء مختلفة من البلاد هذا الصيف.

وقال كانون إن عملاء "إف.بي.آي" يولون "مزيداً من الانتباه" لتهديدات من شأنها "خفض قدرة الناس على ممارسة حقوقهم التي يكفلها التعديل الأول في الدستور، أو حقهم في التصويت".

وانعكست مخاوف المسؤولين من تجدد العنف في أوساط الناخبين الاثنين، بمن فيهم الطاهية لي سميث، التي قالت بعدما أرسلت بطاقة اقتراعها عبر البريد قرب المحكمة في وسط المدينة التي كانت مركزاً لاحتجاجات سابقة: "رأيت الجميع يضع ألواحا خشبية" لحماية متاجرهم.

وأضافت "إنه وضع لا يمكن أبداً التنبؤ به. قد يكون هادئاً للغاية... و قد تعم الفوضى".

لكن لعل أحد العوامل التي تدفع على التفاؤل بعض الشيء، أن أوريغون تصوّت بالكامل عبر البريد، ما يجعل تشكّل طوابير من الناخبين يمكن اتستهدافها أمراً مستبعداً الثلاثاء، وفق كانون.

وأضاف أن الأكثر إثارة للقلق هي التظاهرات العديدة المخطط لها في أوريغون بعد تصويت قد لا تصدر نتيجته قبل أيام أو حتى أسابيع.

وقال كانون :"لا أعرف هل سيكون هناك طابع مسلح لهذه التظاهرات أم لا"، دون أن يحدد التهديدات التي أمكن التعرّف عليها، حتى الآن.

وقالت إحدى المجموعات اليسارية التي تنظّم تظاهرة،  مجموعة "الاشتراكيين الديموقراطيين في الولايات المتحدة"، فرع بورتلاند، لفرانس برس إنها مستعدة للتصدي لعنف الشوارع الذي قد يثيره يمينيون للتعبير عن غضبهم من فشل مرشحهم" إذا فاز بايدن.

وقالت الرئيسة المشاركة للمجموعة أوليفيا كاتبي سميث: "مهمتنا هي الخروج لمواجهتهم"، مضيفة أنه إذا فشل المتظاهرون في حشد أعداد كبيرة، فإن عناصر الميليشيات "سيتجولون بسياراتهم ويعتدون على الناس".

وأضافت أن مجموعتها لا تدافع عن الرد المسلح على المتشددين اليمينيين.

وأعربت عن أملها، إذا جرب ترامب إعلان فوزه بشكل غير مشروع، في أن تحشد المجموعات الليبرالية متظاهرين بعشرات الآلاف مثل الذين شاركوا في مسيرة حقوق المرأة التي خرجت في بورتلاند في 2017.

وقالت كاتبي سميث: "سنمضي قدما بمطالب محددة تتعلق بالديموقراطية"، بما في ذلك الإطاحة بترامب أو إجراء انتخابات جديدة.

وأضافت "سيكون هناك حشد لليمين ضدنا بعد الانتخابات".