الأربعاء 1 مايو 2024

مرشحة إفريقيا لرئاسة «التجارة العالمية» تؤكد أهمية دعم الدول النامية

عرب وعالم3-11-2020 | 13:56

تخوض خبيرة التمويل العالمية ووزيرة المالية النيجيرية السابقة، نجوزي أوكونجو- إيويلا المراحل الأخيرة لسباق الترشح لرئاسة منظمة التجارة العالمية وفي جعبتها خبرات متنوعة وممتدة لعشرات السنين، واتسعت خبراتها من النطاق المحلي كأول امرأة تتولى حقيبة وزارة للمالية في نيجيريا، إلى نطاقات إقليمية ودولية بانتقالها للعمل في منظمات إقليمية ودولية في جميع القارات على وجه الأرض باستثناء الإقيانوسية.


وتؤمن الجدة أوكونجو- إيويلا، بأنه " لو لم تكن هناك منظمة عالمية للتجارة.. لاخترعناها"، وانتهزت الفرصة - خلال كلمتها أمام مجلس الترشيح في 15 يوليو الماضي - للدفاع عن منظومة التجارة متعددة الأطراف وما تخلقه من مزايا وفرص يتعين استثمارها، غير أنها انتقدت أداء المنظمة أخيراً، معتبرة أن هناك دوراً جوهريا ينبغي أن تلعبه لمساعدة الدول، وخصوصاً بلدان الجنوب، وبالأخص في أفريقيا، التي عجزت عن الاستفادة من منظومة التجارة العالمية بهياكلها الموجودة حالياً.


ووعدت الخبيرة في الاقتصاد القادمة من ولاية دلتا النيجيرية، في حال فوزها بالمنصب، بالعمل على إطلاق أدوات وبرامج مثل "المساعدة من أجل التجارة"، أو ابتكار آليات أخرى تساعد على تعظيم مجالات الحركة والمشاركة أمام دول الجنوب ، كما شددت على أهمية إصلاح عمل سكرتارية المنظمة لزيادة قدرة المنظمة على علاج الاختلالات الواضحة سواء في تفشي الانقسامات، والافتقار إلى الثقة، واختلاف وجهات النظر بين الأطراف المتعددة.


كما أدرجت منظمة "الشفافية الدولية" الخبيرة أوكونجو- إيويلا، في المرتبة الثامنة عالميا بين النساء المحاربات للفساد في عام 2019، كما اختيرت ضمن أعظم 50 شخصية قيادية في العالم (فورتشن 2015)، وضمن أبرز مائة شخصية الأكثر نفوذا في العالم (مجلة التايم 2014 ).


وتناول كتابها الأخير تجربة ذاتية عايشتها أوكونجو- إيويلا أثناء توليها منصب وزارة المالية، أثناء خوضها معركة محاربة الفساد في نيجيريا وتفاصيل عن الفساد وسبله وألاعيبه التي تبدد موارد التنمية لمصلحة زمرة الفاسدين على حساب الفقراء ، وتنتقل إلى استعراض المخاطر الذاتية التي تعرضت لها شخصيا في عام 2012 أثناء حملتها الشرسة لمحاربة الفساد في قطاع النفط، إذ قامت عناصر تابعة للفاسدين باختطاف أمها المسنة البالغة 83 عاماً.


وكان أول مطلب للخاطفين استقالة أوكونجو- إيويلا من منصبها بخطاب متلفز يذاع مباشرة على الهواء، وأن تغادر البلاد دون رجعة ، وأصرت أوكونجو على الاستمرار في المنصب، ومن حسن الحظ تمكنت أمها المسنة من الهرب من الخاطفين، واستمر برنامج الإصلاح والحرب ضد الفساد، وتقول في كتابها "إن قول الحقيقة محفوف بالمخاطر، لكن عدم قولها خطر أيضاً."


وأثناء توليها وزارة المالية النيجيرية، قادت مفاوضات بلادها مع "نادي باريس للدائنين"ونجحت في إسقاط ديون قيمتها 30 مليار دولار عن كاهل نيجيريا، متضمنة إلغاء ديون حقيقية بلغت 18 مليار دولار.


وفي عهدتها الثانية من الوزارة خلال الفترة من 2011 إلى 2015، شنت حرباً شعواء ضد الفساد في نيجيريا، وأطلقت مبادرات إصلاحية حقيقية لتحفيز الشفافية في الحسابات الحكومية في البلاد، وتقوية المؤسسات المحاربة للفساد، وتصميم وإطلاق "نظام حكومي للإدارة المالية المتكاملة" GIFMS، و"نظام متكامل لإدارة لشؤون الأفراد وجداول الرواتب" IPPMS، "وحسابات الخزانة الموحدة" TSA.



نبذة شخصية:

وتعرف الدكتورة نجوزي أوكونجو- إيويلا بأنها خبيرة في التمويل، والاقتصاد، والتنمية الدولية ،وامتدت خبراتها وعملها على مدار 30 عاما في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية .


وتترأس حالياً مجلس إدارة "التحالف العالمي اللقاحات والتحصين" Gavi، الذي تأسس منذ عام 2000، وساهم في تطعيم 680 مليون طفل في أرجاء العالم ونجح في إنقاذ أرواح ما يقرب من 10 ملايين إنسان.


وتعمل كمستشارة بارزة في العديد من الهيئات والمؤسسات الخاصة الكبرى ومن بينها "لازارد"، ومجلس إدارة مؤسسة "ستاندرد شارترد" المالية، ومؤسسة "تويتر".


كما تولت منصب وزيرة المالية النيجيرية مرتين (2003- 2006) و(2011- 2015)، وعملت لفترة قصيرة كوزيرة للخارجية في عام 2006 ، وعملت كخبيرة اقتصادية تنموية في "البنك الدولي" لمدة 25 عاماً، وارتقت في المناصب إلى أن أصبحت الشخصية الثانية في المجموعة الدولية بتوليها منصب المديرة الإدارية للعمليات في مجموعة البنك الدولي.


وأشرفت خلال توليها المنصب القيادي في البنك الدولي على عمليات تمويل ومساعدات في أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا ووسط آسيا بقيمة 81 مليار دولار.


وقادت أوكونجو- إيويلا العديد من مبادرات البنك الدولي لمساعدة البلدان ذات الدخل المنخفض أثناء أزمة الغذاء في 2008- 2009، وبعدها أثناء الأزمة المالية العالمية ، كما تولت قيادة جهود البنك الدولي في عام 2010 لجمع 3ر49 مليار دولار لتقديمها في صورة منح وائتمانات وقروض ميسرة ومنخفضة الفائدة للدول الفقيرة في أنحاء العالم.


وحصدت أوكونجو- إيويلا عددا كبيرا من الجوائز الدولية وشهادات التقدير من مؤسسات أوروبية وأميركية وأفريقية وآسيوية بارزة، كما حصلت على 15 دكتوراة فخرية من جامعات مرموقة في أنحاء العالم.


ولم تنس دورها محلياً، حيث كانت أول شخصية نيجيرية تؤسس منظمة بحوث واستطلاعات رأي في البلاد NOI- Polls، كما أسست "مركز بحوث ودراسات للاقتصادات الأفريقية" C-SEA، وهو مؤسسة بحثية للفكر والرأي مقره أبوجا في نيجيريا.


وتساهم أوكونجو- إيويلا بمقالات ودراسات وتقارير متخصصة في المالية والاقتصاد والتنمية في مطبوعات عالمية بارزة، وألفت عدداً من الكتب أبرزها "إصلاح ما يستعصي إصلاحه: دروس من نيجيريا"، صدر عام 2012، وكتاب "مخاطر محاربة الفساد: القصة وراء عناوين الأخبار"، صدر عام 2018.


وتبلغ الجدة أوكونجو من العمر 66 عاماً، وولدت في ولاية دلتا النيجيرية، وهي متزوجة من جراح المخ والأعصاب إيكيمبا إيويلا، ولديهما أربعة أبناء، وثلاثة أحفاد.


    Dr.Randa
    Dr.Radwa