الجمعة 17 مايو 2024

إذاعة «القرآن الكريم».. ميكرفون «أهل الذكر»

3-11-2020 | 17:25

فقرة تقليد سخيفة على السوشيال ميديا قام بها شاب يسخر من إذاعة القرآن الكريم أثارت غضب المصريين الذين لم يترددوا فى الدفاع عن الأذاعة الأكثر استماعاً فى مصر بل وربما المنطقة العربية، لكن الأهم أن هذه الفقرة المستفزة والتى تزامنت مع ذكرى المولد النبوى أكدت من جديد أهمية تسليط الضوء على ما تقدمه إذاعة القران الكريم بعد ٥٦ سنة من تأسيسها هل تحتاج إلى تطوير فى برامجها ولغتها وأسلوب مذيعها كما يرى البعض، أم أن نجاحها هو الذى يجعل البعض مترصداً لها ومتربصاً ببرامجها، ويسعى لتشويهها، المؤكد أن إذاعة القرآن الكريم هى الإذاعة الأكثر أهمية وتأثيراً، وأن نسبة الاستماع إليها هى الأعلى، لكن هل هذا يكفى.. فى ذكرى المولد النبوى نفتح ملف إذاعة القرآن الكريم مع أبنائها ونجومها الذين اتفقوا جميعاً أنه يمكن وصفها بمدرسة «تربوية متكاملة».. فإلى جانب أنها أول إذاعة متخصصة فى الإعلام الدينى العربى والإسلامى، فإنها تحمل على عاتقها مهمة توصيل رسالة سامية إلى العالم أجمع، وهو ما جعلها بمثابة «الضيف الدائم» المرحب به داخل كل بيت ومحل عمل ووسيلة انتقال ومواصلات، واستطاعت بمرور السنوات تكوين رصيد من الثقة والحب فى قلب كل مسلم لا ينكره أحد والأهم أنها نجحت فى التصدى للفكر المتطرف وجماعات الإرهاب من خلال نشر رسالة الدين الوسطى وهذا ما جعلها هدفاً لتلك الجماعات وميليشياتها على الفيس بوك

المتابع الجيد لـ«إذاعة القرآن الكريم»، وبرامجها المتنوعة، يدرك أنها تساهم بشكل كبير فى بناء الأوطان الذى يبدأ من بناء الإنسان، فبرامجها تواجه الفكر المتشدد المتطرف بالفكر الوسطى المعتدل، كما أنها تؤكد فى خطابها الدينى أن الدين الإسلامى لا يقوم على جناح أحكام العبادات، فحسب بل أيضًا على جناح آداب المعاملات وهو الطريق لحل كافة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.

هكذا يؤكد الدكتور حسن مدنى، رئيس إذاعة القرآن الكريم والذى يرى أن القرآن الكريم إذاعة رائدة فى محيطها الإسلامى والعربى وعلى مستوى العالم أجمع، ودورها الحفاظ على كتاب الله عز وجل، فهى تقدم السنة النبوية والقرآن الكريم، وتمتلك أشهر القراء فى العالم العربى والإسلامى، كما أنها تعتمد على المتخصصين فى برامجها والفترات المفتوحة وتتناول السنة النبوية من علماء الأزهر الشريف الذين يقدمون الدعوة الإسلامية، وتؤكد على أهمية التخصص فى كل ما تتناوله فى برامجها، فلا تتعامل مع الهواة ومن يطلقون على أنفسهم لقب دعاة لأنهم ليسوا أهل تخصص، فالمتخصص له أدواته الممثلة فى اللغة العربية ومعرفة أسباب التنزيل وتاريخ الأمم قبل الإسلام، والمعرفة البلاغية والصرفية والنحوية ليتصدى لموضوع التفسير، وفى نفس الوقت تعمل إذاعة القرآن الكريم على تقديم الفكر الإسلامى من خلال هؤلاء العلماء الذين تتعامل معهم، فهم خريجو مدرسة الأزهر الوسطية المبنية على الأخلاقيات والتسامح وبيان سماحة الإسلام المستمدة من اسمه كدين ودائما يدعوا إلى هذه الأخلاقيات التى تتفق مع الفطرة التى فطر الناس عليها.

مدنى يضيف أن إذاعة القرآن الكريم إلى جانب مؤسساتنا المتخصصة فى مجال الدعوة تقوم أيضا بدورها فى مجال تجديد الخطاب الدينى مبرزة دور هذه المؤسسات من خلال الحوار مع أصحاب الفكر الوسطى، ومن أهداف كل هذه البرامج مجابهة الفكر المتطرف وبيان فساده لحماية شبابنا وأبنائنا ومجتمعنا، والدليل أن المتابع لبرامجها يرى أنها تدور فى هذا النطاق والمحيط، ولا تبتعد إذاعة القرآن الكريم عن الواقع فهى تعيش الواقع المجتمعى وتؤكد على إيجابياته وتدعمه وتحارب السلبيات.

فى السياق نفسه قالت الدكتورة هاجر سعد الدين، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: إذاعة القرآن الكريم منذ أنشئت تخاطب العقل والوجدان وتعمل على تثقيف المجتمع والارتقاء بفكره وتوعيته دينيا، كما أنها تهتم ببرامج الأطفال والنشء لما لهم من دور فعال فى المجتمع، وتقدم الإسلام الوسطى وتحاول شرحه بمبادئه السمحة حتى يستوعبه كافة المستمعين من جميع الشرائح، سواء رجل الشارع أو المثقف، وتقدم الآن البرامج القصيرة لتوصيل معلومة سواء فقهية أو تفسيراً للقرآن الكريم خلال دقيقة، والذى يميز إذاعة القرآن الكريم دائما أنها على تواصل مستمر مع مستمعيها عن طريق الفترات المفتوحة التى تستضيف من خلالها المتخصصين لتوثيق الكلمة، كما أنها تناقش جميع المواضيع الحياتية التى تهم المستمع من منظور دينى، ومن خلال خبرتى حيث تشرفت بتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم لمدة تسع سنوات قدمنا لأول مرة ختم الأذان بصوت الشيخ الشعراوى، ثم عمم على كل الشبكات والمحطات الإذاعية التابعة لماسبيرو، والقنوات الفضائية أيضا.

وتابعت: وما يؤكد دور إذاعة القرآن الكريم وريادتها تقديمها برامج متجددة أيضا، مثل برنامج «فقه المرأة» وهذه الفكرة كانت تقدم لأول مرة فى إذاعة القرآن الكريم، ثم انتشرت بعد ذلك فى بقية الشبكات وجميع القنوات حتى إنها أصبحت تقدم بنفس الفكرة ولم تقتصر إذاعة القرآن الكريم على تقديم برامجها للناطقين باللغة العربية بل امتدت لغير الناطقين باللغة العربية سواء داخل أو خارج مصر لتوضيح حقيقة الإسلام بما جاء من مبادئ سمحة، هذا فضلا عن البرامج التى توضح حقوق المرأة التى أعطاها لها الإسلام منذ أكثر من ١٤ قرنا من الزمان، ومن البرامج المهمة أيضا «حقائق وشبهات» للرد على كل ما يثار حول الإسلام من قضايا مختلفة، وتعد إذاعة القرآن الكريم أكثر الإذاعات استماعا لدى المستمعين وهذا ما تؤكده مراكز البحوث المختلفة، كما أن لها دوراً ومكانة خاصة ليس داخل مصر فقط بل على المستوى العالمى والإسلامى بدليل حصولى على جائزة الأمم المتحدة عام ١٩٩٦ لدورى فى إثراء ثقافة المرأة العربية، وهذا يؤكد دور مصر الريادى فى الإعلام الدينى.

«د.هاجر» أضافت: أن من يدعى أن برامج إذاعة القرآن الكريم غير جاذبة، لا يستمع لها، لأنها أكثر الإذاعات استماعا فى العالم وأتذكر فى أحد مؤتمرات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية تقابلت مع مفتى إحدى الدول الإفريقية وأبلغنى أنه يأخذ البرامج الدينية التى تبث على إذاعة القرآن الكريم ويعيدون بثها مترجمة على إذاعتهم، وهو ما يؤكد أننا مرجع لكل الدول الإسلامية والعربية.

الإذاعى الدكتور عبدالله الخولى، نائب رئيس الإذاعة الأسبق: يرى أن من يحاولون السخرية من إذاعة القرأن الكريم لا يستحقون النظر اليهم لأنها أذاعة تلعب دورا مهما فى بناء أفراد المجتمع فى مختلف الفئات العمرية، لذلك برامجها متنوعة فمنها برامج للأطفال مثل «براعم الإيمان» ومنها الشبابية التى تعنى بقضايا الشباب، إضافة إلى البرامج الأخرى المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه والسنة النبوية، وكذلك البرامج الموسمية، فكل مناسبة دينية لها برامجها التى تفيد المجتمع فهى تقدم لكل فئة من المجتمع ثقافة إسلامية، حتى فى مجال المذاهب الفقهية لا تتعصب لمذهب، إنما تعنى برأى الجمهور من الفقهاء وهو مناسب لكل عصر لأن هؤلاء العلماء متطورون دائما وينظرون فى القضايا الحديثة ويبنون موقف الإسلام منها.

الخولى يدعو كل إنسان قبل أن يتحدث عن إذاعة القرآن الكريم أن ينصت إلى برامجها أسبوعا كاملا ويرصد ما تقدمه، والمؤكد أنه سيجد أنها تقدم كل ما هو مفيد فى صحيح الدين، ويؤخذ على الذين لا يستمعون إليها ويرغبون فى النقد لمجرد النقد أنها ليست متطورة، وهذا لا أساس له من الصحة، لأن كلمة التطوير تختلف من شخص لآخر ومن فئة لأخرى، والتطوير معناه أن نحافظ على الثوابت وأن نتفنن فى تقديمها للمستمعين وهذا ما تفعله إذاعة القرآن الكريم وكلمة تطوير التى يدعيها البعض مطاطة حيث تختلف باختلاف الثقافات، فصاحب الثقافة الدينية يرى فى التطوير تعميقا للمادة الدينية التى تذيعها إذاعة القرآن الكريم وغيره ينظر إلى التطوير نظرته لأى إذاعة أخرى، وهذا لا يستقيم لأن إذاعة القرآن الكريم تراثية فى ثوب يتجدد دائما، ومنهم من يرى التجديد من خلال السرعة فى الأداء والتخلى عن اللغة العربية وهذا هدم وليس بناء، فإذاعة القرآن الكريم تتميز الآن بالأسلوب الهادئ الرصين وباللغة العربية الفصحى وهى لغة القرآن الكريم والسنة النبوية والتراث الإسلامى، ورغم ذلك هناك لوم على إذاعة الإعلانات باللغة العامية فى إذاعة القرآن الكريم فهو يسىء إليها.

الخولى يشيد إلى أن ما حدث علىشبكات التواصل الاجتماعى من ردود أفعال الجمهور من مختلف ثقافتهم وبيئتهم، وهم ينتقدون ذلك الشاب الذى أساء إلى نفسه أولا وإلى إذاعة القرآن الكريم أكد مكانة هذه الاذاعة عند المصريين ، وقد حملت ردود الأفعال ردا صريحا على كل من تسِّول له نفسه النيل الظالم من إذاعة القرآن الكريم.

محمد عبدالحق مدير عام إدارة المذيعين، أوضح أن «إذاعة القرآن الكريم منذ ظهورها فى ٢٥ مارس عام ١٩٦٤ وهى تقوم على الوسطية والاعتدال ونشر الفكر المستنير من خلال علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وحرصا منها على مستمعيها الذين يعدون بالملايين على مستوى العالم الإسلامى والعربى تكون حريصة على اختيار الضيوف المتميزين من كبار العلماء وكذلك اختيار كبار القراء أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ومحمد صديق المنشاوى والحصرى ومصطفى إسماعيل ومحمود على البنا، وكبار المبتهلين أمثال النقشبندى والشيخ نصر الدين طوبار وعلى محمود وطه الفشنى وغيرهم، كما تقدم البرامج التى تهم الشباب منها «الأسرة والمجتمع»، «طلائع الإيمان»، «منبر الفكر»، «لغة القرآن» و«مجلة الشباب» وغيرها، فضلًا عن حلقات الشيخ محمد متولى الشعراوى التى تعد تفسيرا عصريا يواكب كل مقتضيات العصر، ومحمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق.

عبدالحق يضيف أن إذاعة القرآن الكريم تحرص على متابعة المناسبات الدينية مثل ذكرى الاحتفال بَمولد النبى صلى الله عليه وسلم، وتحتفل الإذاعة بهذه المناسبة بأمسية دينية يومية على الهواء مباشرة، تتضمن تلاوات لكبار القراء وأحاديث لكبار العلماء وابتهالات دينية لكبار المبتهلين، وتذاع هذه الأمسية من مسجد الهيئة الوطنية للإعلام طوال شهر ربيع الأول قبل أذان المغرب بـ ٥ دقائق ولمدة ساعة كاملة، هذا إضافة إلى مناسبات شهر رمضان والحج والهجرة، كما تتميز بإذاعة ثلاث فترات أسبوعيا على الهواء يومى الاثنين والأربعاء تحت عنوان «الإسلام والحياة»، تقدم فيهما موضوعات عصرية تواكب الأمور الحياتية اليومية حرصا منها على نشر الفكر المستنير والإسلام الوسطى المعتدل، وفقرة بعنوان «بين السائل والفقيه» يجيب فيها أحد علماء الإفتاء على كل تساؤلات المستمعين، وتهتم إذاعة القرآن الكريم بتنوع الضيوف المتميزين من علماء الأزهر والأوقاف والإفتاء والجامعات المصرية المختلفة.

محمد مصطفى يحيى، المذيع بإذاعة القرآن الكريم: الإذاعة أنشئت لهدف سامٍ وراق حيث تحمل على عاتقها تبليغ رسالة الإسلام السمحة، خاصة أنها تدخل كل بيت وتلتقى بعقول الناس وأفكارهم فى كل مكان، كما أن لها دوراً كبيراً فى التنوير الفكرى، والناظر إلى إذاعة القرآن الكريم فى الفترة الأخيرة يلحظ تطورا فى برامجها، حيث اتسعت مساحة التلاوات إلى ٨٠ فى المائة و٢٠ فى المائة للبرامج موزعة على التفسير والسنة والسيرة والأخلاق والفتاوى والعبادات والأسرة والمجتمع والمرأة، ومن ضمن التطوير أيضا الاستعانة بالدعاة الشباب الذين يتمتعون بثقافة وفكر مستنير، هذا فضلًا عن وجود بعض البرامج القصيرة مثل «سئل فأجاب»، «دقيقة فقهية»، «ومضة تفسيرية»، و«خاطرة دعوية»وهذا التغيير بدأ مع تولى رئيس الإذاعة المصرية، الحالى محمد نوار، ورئيس شبكة القرآن الكريم الدكتور حسن مدنى، التركيز على محتوى واقع الناس، كما أرد على من يدعى خطأ أن إذاعة القرآن الكريم جامدة، بأنه غير متابع لحركة التطوير، فنحن نجدد دائما من أنفسنا بمتابعة الأحداث وربطها بالواقع ومعالجتها بالقرآن والسنة ، محمد عوض نائب رئيس الإذاعة الأسبق وأحد مؤسسى ورواد إذاعة القرآن الكريم يعتبر أن دور إذاعة القرآن الكريم فى مجابهة الفكر المتطرف كان حاسماً خلال الفترة الماضية لأنها تصدرت بكل قوة للفكر المتطرف الذى نشأ نتيجة عدم الفهم الصحيح للدين الإسلامي وتفسير بعض الآيات بطريقة خاطئة، أما من يدعى أن برامج إذاعة القرآن الكريم غير متجددة، فحديثه هذا لا أساس له من الصحة، فبرامجها متنوعة ما بين تفسير آيات القرآن الكريم حتى يكون المسلم على بينة من كتاب الله عز وجل، وبرامج السنة التى تطوف حول أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المصدر الثاني فى التشريع بعد القرآن الكريم، كما أنها تقدم للمستمع برامج تتعلق ببلاغة القرآن والسنة والثقافة الإسلامية، وهذه البرامج يقوم على تقديمها أساتذة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حيث يدلى كل منهم بدلوه فى تخصصه، وإذاعة القرآن الكريم تعد مرجعا لكل إذاعات القرآن الكريم فى العالم كله، حيث استعانت العديد من الدول ببرامج إذاعة القرآن الكريم لتقديمها فى إذاعتهم، هذا فضلا عن الاستعانة ببعض أبناء إذاعة القرآن الكريم على سبيل الإعارة للعمل فى الإذاعات المختلفة، كما أن الوافدين من شتى أنحاء العالم الإسلامي كانوا يحرصون على سماع إذاعة القرآن الكريم، بل وبعضهم يتصل بالإذاعة ليطالب بإعادة حديث أو برنامج أذيع فى فترة سابقة، وكل هذا يؤكد أن إذاعة القرآن الكريم حريصة على نشر كل مبادئ الإسلام وتعاليمه فى العالم العربي والإسلامي، هذا بالإضافة إلى أن الإذاعة تقوم بعمل لقاءات مع الوافدين إلى الأزهر الشريف على شكل لقاءات دورية للإجابة عن كل الاستفسارات الدينية لتوضيح المفاهيم الدينية، وكذا دورها البارز فى الأمسيات الدينية التى تجوب بها محافظات مصر المختلفة.