السبت 30 نوفمبر 2024

د. سحر عطية: لم أتردد لحظة واحدة فى التقدم لانتخابات الأساتذة

  • 26-4-2017 | 13:28

طباعة

العمارة هو أول أقسام المهندسخانة قبل مائتى عام لذلك هو قسم عريق للغاية والأهم إنه كان ثان قسم في الكلية أو الأول أيضا الذى يستقبل الطالبات فى صفوفه للدراسة والتى أصبحت بعد ذلك هى المهندسة الأستاذة رئيسة القسم بل الأكثر من ذلك أنها أى المرأة دخلت الانتخابات لتفوز برئاسة القسم في الفترة الصغيرة جدا التى عاد فيها نظام الانتخاب إلي الجامعات قبل أن يتوقف الآن، وترى د. سحر عطية رئيس قسم العمارة الآن بالكلية وأول رئيسة قسم منتخبة أن الانتخاب يوفر فكرة وجود برنامج للمرشح أى خطة عمل سيكون حريص على تحقيقيها أثناء عمله وهذه ايجابية يجب أن نرصدها.

كيف كان قرار الترشح والانتخاب وهذه أول مرة؟

- د. سحر عطية: للحقيقة أنا ثالث رئيسة قسم للعمارة وهذا شجعني للغاية على اتخاذ قرار دخول الانتخابات الذى كان يطبق لأول مرة أو بالدقة يعود للعمل بالجامعة وقد أفادنى أننى أيضا أصبحت من أقدم الأساتذة العاملين بالكلية فوفر ذلك لى رؤية عامة للقسم ولم أتردد لحظة واحدة فى التقدم للانتخابات لأن كان لدى برنامج واضح بالإضافة إلى أننى أحب العمل والتواجد المستمر بالقسم وكان ذلك يعلمه عني زملائى ولذلك فزت بثقتهم لأني لى أرضية فى العمل والتواجد وهذا شرط هام للنجاح وليس فقط كونى سيدة أو أستاذة زميلة، ونظام الانتخاب أرى أنه نظام جيد أولا لأنه سيعطى دافع للمنتخب والفائز على العمل وتطبيق برنامجه ولكن نظام التعيين قد لا يفرز وجود خطة متكاملة للعمل. وهذا العام حصلنا على مركز متقدم فى التصنيف الدولى للتخصصات وأصبح قسم عمارة الان بالكلية من ضمن أفضل ٢٠٠ برنامج فى العمارة على مستوى جامعات العالم بجانب حصولنا على الاعتماد الدولى عام ٢٠١٤ ونحن أعضاء في الاتحاد العالمى للمعماريين الدوليين هذا ببساطة يعنى أننا على طريق المنافسة العالمية والنشر العلمى الدولي وهو أحد أهم أركان العمل الاكاديمى بجانب التدريب للطلاب بالتأكيد ونحن حاليا لدينا ٦٠٠ طالب و٧٠ عضو هيئة تدريس ونصل إلي ١١٠ عضو هيئة بالمعيدين والهيئات المناوبة.

المبنى الذى يحتله قسم العمارة الآن مختلف تماما عن مبانى الكلية حتى نستطيع أن نقول أنه “نشاذ” كيف حدث ذلك لقسم العمارة؟

- د. سحر: لبناء هذا المبنى قصة حيث أن مبنى قسم عمارة كان مثل كل مبانى الكلية ولكن المبنى القديم اكتشفنا أنه آيل للسقوط وتم الاتفاق فى ذلك الوقت على إقامة مبني جديد للقسم ولكن ما حدث أنهم أخذوا “موديل” البناء فى العمارة الحديثة أى شكل المبنى يكون مثل المبانى الإدارية المرتفعة، ولا تعليق عندى على شكل المبنى!!

هل يمثل ذلك المبنى تجسيد للبناء بدون خطة ولن نقول عشوائى؟

د. سحر عطية: لا تعليق!

هناك اتهام للعمارة فى مصر أنها لا تساعد فى التخطيط ولم يكن لها موقف واضح في وقف التدهور المعماري فى مصر والزبون عايز كده؟

د. سحر بحسم شديد: العمارة والتخطيط ليسوا هما السبب فيما حدث وإنما غياب القانون والمتابعة أو اشتراك الجهات المتخصصة فى اتخاذ القرار وتنفيذه فمثلا أنا حصلت على الدكتوراه من أكاديمية باريس وكنت أول أجنبية أحصل عليها فى تخصص علاقة المواصلات بالتنمية فى المجتمع نظراً لأن فى فرنسا قضية المواصلات العامة قضية هامة جدا وهى الحل لكثير من المشاكل سواء فى القاهرة القديمة أو الجديدة.

لماذا لا يوجد لدينا مواصلات عامة؟

د. سحر: لأننا ونحن نضع زولويات البناء والتخطيط لم نضع قضية المواصلات العامة كقضية أولى محورية مثلما حدث مثلا عند بناء مصر الجديدة فتم إنشاء المترو ليخدمها وفى عصر السادات حينما خططت للمدن الجديدة لم يهتم بإنشاء المواصلات لها وأذكر أنه فى نهاية السبعينيات كانت هناك أزمة بالفعل حول هذه القضية، وحول إنشاء مترو الأنفاق الذى لم ينفذ إلا بعد ذلك ولبعض الخطوط فقط، بمعنى زنه لم يحل الأزمة، واستمر ذلك أيضا طوال حقبة التسعينات ولكن أعتقد الآن أن الأمور تغيرت وبدأ التفكير فى ضرورة توفير التخطيط والمواصلات بحيث تكون المدن الجديدة بشبكة مواصلات عامة داخلية وهذه ما تفتقده كل المدن الجديدة التى أقيمت أنها بدون شبكة مواصلات عامة داخلية ولذلك لا يوجد انتقال للمدن الجديدة إلا بالسيارات الخاصة.

ولماذا لم تنشىء أو تخطط الدولة للمواصلات العامة أولا ونحن عملنا ذلك فى أوائل القرن الماضى.

د. سحر: أعتقد زن السبب فى ذلك أن المواصلات العامة مرتفعة التكلفة والحل الآن هو أن يدخل القطاع الخاص إلى قطاع المواصلات وهذا كان موجود بالفعل فى مصر قبل ثورة يوليو ويمكن وضع ضوابط للتشغيل والتعريفة وهذا مثال يطبق حالياً مثلا فى بعض مناطق القاهرة الجديدة لأن توفير وسائل النقل هو أساس تكوين المدينة التى تختلف عن الريف وهذا سيتطلب تنظيم حركة عبور المشاه وهى قضية هامة بجانب حركة السيارات والنقل العام والانتقال.

سؤال يحيرنى لماذا لا يوجد لدينا أماكن لعبور المشاه مثل دول العالم أو حتى أرصفة لا تحتاج لابطال رياضيين للتسلق إليها؟

د. سحر: لا تعليق على هذه النقطة تحديداً ويسأل فى هذا مسئولى التنفيذ فى المحافظات وقبل أن أغادرها قلت لها هل لا نهتم بعبور المشاه لأن ذلك هو المواطن العادى وأن أولويتنا تتجه فقط لأصحاب السيارات وتسيير المرور لهم.

الإجابة كانت الابتسامة!

وبالفعل ابتسمت لها لأنه إذا وجد المواطن مكان يسير فيه باحترام ويعبر أماناً الشارع أعتقد ستكون قد وصلنا إلى مصر الجديدة التى نحلم بها ويمكن كمان نقلل عدد الوفيات من حوادث الطرق.

 

    الاكثر قراءة