«الدينامو» هكذا يمكن ان نسمى د. سيد تاج عميد هندسة القاهرة لأنك تجده فى مكان ما فى الكلية وباب المفتوح دائماً لأدارة منظومة من ٧٠٠ عضو هيئة تدريس و١٠٠ موظف وأكثر من ١٤ آلاف طالب فى ١٤ قسماً وحرم جامعى مستقل فى الشيخ زايد بجانب العشرات من الوحدات ذات الطابع الخاص التى تعتبر بيوت خبرة فى كافة المجالات وكذلك ٢٠ برنامجاً دراسياً.
كل هذه المنظومة يديرها د. سيد تاج الدين والذى أختارته الكلية وهى تحتفل بمرور مائتى عام على تدشين هذا الصرح العالى اختارت أصغر أساتذتها عيمداً لها وهو أقل من خمسين عاماً ليدخل بها إلى المئوية الثالثة فى رسالة أنها تسعى لتجديد شبابها بجانب وجود عملاقة العلم والهندسة بها.
أليست مفارقة أن يتولى أصغر الأساتذة بالكلية منصب العمادة هل هذا رغبة فى تجديد شباب الكلية؟
د. سيد تاج: قد يكون من تدابير القدر أن اتولى منصب عمادة هنسة القاهرة فى ذات الوقت الذى كانت تستعد الجامعة الأحتفال بمرور ٢٠٠ عام على وجود التعليم الحديث فى مصر من خلال إنشاء المهندسخانة.
وهذا بالفعل أصبح يمثل بجانب التحدى الشخصى لى، تحدى أيضاً لمنظومة التعليم خاصة الهندسى فى مصر وللحقيقة لأن عمر الهندسة طويل فى مصر فهناك تاريخ وتقاليد ترسخت عبر السنوات الطويلة فقد تعاقب على الكلية عمداء كثيرون أجانب ومصريون كل منهم أضاف إليها وعمل على أن يستمر العمل وتكون الهندسة منارة والعمداء المصريون من أول د. عبدالرحمن السادى وحتى د. شريف مراد العميد السابق مبارشة كانت لهم انجازات كثيرة مما يضعنى فى تحدى كبير وفى نفس الوقت يعطى لى دافعاً للعمل واستمراره.
بمناسبة التجديد وهو أمر مطلوب.. ما هى خطة العمل أو الأولويات كما تراها الآن.
- د. سيد تاج: كلية الهندسة مؤسسة تعمل بشكل مؤسس وهذا ترسخ عبر عمرها الطويل كأول مؤسسة تعليمية حديثة فى مصر اذن الكلية لا تعمل بشكل فردى أو من خلال الاشخاص ولا تتغير بتغيير شكل أو شخص العميد دائما يمكن أن تكون هناك اضافات فى توفير مناخ بيئة العمل والتعاون إلى آخره ولكن من أهم الملفات التى أعمل عليها هى جودة التعليم الهندسى وأن تحصل كثير من البرامج والاقسام على الأعتماد والتصنيف الدولى وهذا سيكون موشر حقيقى للنجاح لأننا لا ننكر أن كثيرين من خريجى الكلية أصبحت لهم سمعة دولية ولدينا عديد من الأقسام لديها تصنيف دولى ولكن التحدى الحقيقى أن يكون ذلك للجميع وذلك لن يتم إلا من تطوير لوائح العمل بالكلية وحالياً نعمل على تطوير اللائحة بحيث تخرج بشكل متميز وحينما ننتهى منها سنتقدم بها إلى المجلس الأعلى للجامعات لاعتمادها وهو ملامح التعديل الذى نعمل عليه هى ما هى مواصفات الخريج فى العقد الثالث من الألفية الجديدة لأن خريج المستقبل احتياجاته مختلفة فى العمل والدراسة عن خريج أوائل الألفية الحالية التى تم وضع اللائحة له، وبالتالى هذا تحدى حقيقى نحاول أن نصل رليه وهو أولوية أولى الآن.
طوال تاريخ المهندسخانة وهى تشارك فى المشروعات القومية هل مستمر الآن المشاركة؟
د. سيد تاج: كلية الهندسة أصلاً كان الهدف من إنشائها هو المساهمة فى تنمية مصر والنهوض بها من خلال المشروعات الكبرى ورغم أن البداية الأولى لها جاءت لتنمية المشروعات العسكرية إلا أنها سريعاً ما تحولت إلى التنمية المدنية الشاملة فمثلا إنشاء القناطر الخيرية ثم تخطيط وإنشاء القاهرة الخديوية وسد أسوان ثم السد العالى والمساهمة فى بيوت خبرة من الأساتذة فى إنشاء المحلة الكبرى وكفر الدوار ومجمع التحرير والمترو وغيرها من المشروعات العظيمة الكبرى وحتى تجديد القاهرة الفاطمية وحى الجمالية قامت به جامعة القاهرة وغيرها من المشروعات والآن حينما تطلب منها المساهمة بالرأى العلمى أو الاستعانة بالأساتذة من الجامعة لا تبخل بشىء لأنه كله سيعود على مصر وفى النهاية كل الهندسة والمهندسين الحالين فى كل المشروعات هم ابناء وأحفاد المهندسخانة التى أسست كل كليات الهندسة فى مصر بل وفى المنطقة كلها.
عاصرت حريق الكلية عام ٢٠١٣ كيف حدث ذلك؟
د. سيد تاج: أعتبره اليوم أسود ليس فى حياة كلية الهندسة فقط فى رمز للتعليم المصرى كله واعتبره أن المقصود به حريق للعقل ورمز النهضة المصرية وكلنا وصلنا الكلية حينما علمنا بالحريق حتى الطلاب بعضهم آتى للكلية والمجتمع من الأحياء المجاورة، الجميع هرع لأطفاء الحريق، كانت ملحمة متكاملة لأنه للحقيقة أول حريق للكلية فى تاريخها وهنا يجب أن توجه التحية سمو الأمير سلطان القاسمى الذى فور سماعه بالخبر أعلن بوضوح تام أن سيتكفل بعودة المبنى الرئيسى للعمل وتجهيزه وهو ما حدث بالفعل.
ونحن أيضا نشكره على ما يفعله للثقافة والعالم لمصر فهو أحد الحكام العرب المستنيرين الذى يعلم قدر جامعة القاهرة التى تعلم بها.
هذا ينقلنا إلى قضية القوى الناعمة لمصر أو تعليم الوافدين؟
د. سيد تاج: كلية الهندسة صاحبة تاريخ مشرف فى ذلك وهى منذ زمن طويل تهتم بتنمية هذا الجانب ولا تنسى أن ياسر عرفات “أبو عمار” هو خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة وكان يفتخر بذلك والآن نحن لدينا الكثير من الوافدين ومنهم طلاب من فلسطين وعرب بل ونستقبل الطلاب الأفارقة أيضا ونقدم منهم لهم كل التسهيلات الممكنة فى الدراسة وغيرها وبابى مفتوح لهم دائماً لأن هؤلاء هم بعد ذلك الذين سيدافعوا عن صورة مصر.
كنت مستشاراً ثقافياً لمصر فى المانيا والتعليم بها متاح للجميع مجانا وهى متقدمة فى البحث العلمى، كيف ترى الوضع فى كلية الهندسة؟
د. سيد تاج: أغلب البحوث والابتكارات هذا العام خرجت من جامعة القاهرة وكلية الهندسة تلعب فى ذلك دور مشهود، ولكن يجب أن نعرف أننا نحصل على تمويل المشروعات البحثية من وزارة واكاديمية البحث العلمى ولكننا أيضا نحصل على تمويل من بعض المؤسسات الأجنبية والدولية لتمويل عدد من المشروعات ولدينا أيضا تعاون مع المركز القومى للبحوث.
أما عن التعليم فى الخارج وبالذات المانيا فهناك خطة وخريطة واضحة له وبالفعل التعليم مجانى فى المانيا ونحن أيضا هنا لدينا الأغلبية فى الكلية التعليم بها مجانى ونصر على ذلك فهو اتجاه الجامعة وحتى البرامج ذات المصروفات أو الساعات المعتمدة هى أصلا طلابها التحقوا بالكلية من خلال درجاتهم ومكتب التنسيق أى هم طلاب متفوقون بالفعل وهذه البرامج كان لسد عجز محدد فى التطوير ولكن كما قلت الأغلبية فى الكلية بشكل مطلق يدرسون بالمجان ولا يوجد تفرقة.