الأربعاء 5 يونيو 2024

الرئيس السيسي افتتحها وتفقد منشآتها.. جامعة الملك سلمان منارة تعليمية على أرض الفيروز

4-11-2020 | 10:57

«طول ما الاستقرار موجود نقدر نتجاوز أي تحدى ونتغلب عليه.. ونكمل مسيرتنا وننجح فيها.. وعدم الاستقرار له ثمن كبير جدا»..

رسالة مهمة أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء افتتاح ٦ مشروعات قومية بمحافظة جنوب سيناء، على رأسها جامعة الملك سلمان الدولية بمدينة شرم الشيخ، التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو فرعها الأول من بين ثلاثة فروع لها، على مساحة تمتد لـ ٣٥ ألف فدان، بحضور الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة تبوك، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والمسئولين، فضلا عن افتتاح متحف شرم الشيخ، ومتحف كفر الشيخ، ومتحف المركبات الملكية بعد تطويره.

الرئيس أكد أيضا أن تكلفة المشروعات التنموية، التي أقامتها الدولة فى سيناء خلال الـ٦ سنوات الماضية، تتراوح بين ٦٠٠ و٧٠٠ مليار جنيه وهو ما يؤكد حجم الاهتمام الكبير من الدولة بتنمية سيناء فى كل المجالات.

وأشار الرئيس إلى أن كل مليون شخص فى مصر يحتاجون إلى جامعة سواء كانت خاصة أو أهلية أو حكومية، مؤكداً أنه «إذا كان في مصر لدينا ١٠٠ مليون شخص فإننا نحتاج إلى ١٠٠ جامعة، بغض النظر عن التصنيف الخاص بهذه الجامعات»، وأضاف الرئيس: «لدينا الآن في مصر ٧٢ جامعة باختلاف أنواعها.. وإذا كان من المتوقع أن نصل خلال عام ٢٠٣٢ إلى ١٢٥ مليون شخص بالتالي نحتاج إلى ١٢٥ جامعة».

وتابع الرئيس: «الجامعة الواحدة تتكلف فى حدود من ٨ إلى ١٠ مليارات جنيه.. وبالتالي فخلال الـ١٢ عاما القادمة نحتاج إلى ما يقرب من ٤٠٠ مليار جنيه للإنشاء فقط»، متابعا: «شغالين ومصرين على معالجة الفجوة الموجودة.. وخلال الست سنوات سعينا لتقليل الفجوة وليس بالحجم فقط»، مؤكداً أن الدولة المصرية تسعى إلى تحسين جودة التعليم بل نسعى إلى تعليم يناسب آمالنا وأحلامنا فى مصر.

وأضاف الرئيس أن «الجامعات التي نسعى إلى إقامتها ليست مجرد خرسانات.. ولكن نعمل على إنشاء جامعات بمواصفات ومعايير عالمية حتى تحقق الهدف ومستوى التعليم يكون متقدم وحتى يجد الخريج فرص عمل حقيقية».

الرئيس قال إنه تم البدء في تطوير أحد المتاحف في عام ٢٠١٠ وتوقف العمل فيه نتيجة أحداث عام ٢٠١١ متابعا: «هذه الفكرة علينا التأكيد عليها.. الفكرة مش معناها إساءة لأحد.. أى فعل الناس هتعمله له تكلفة كبيرة جدا جدا».

وأضاف السيسي خلال كلمته: «أحداث عام ٢٠١١ كان لها تأثير كبير على قطاع الآثار.. والأمر لا يتوقف على وقف العمل فى التطوير فقط.. فقد حدثت أمور كثيرة جداً حاجات كتير فى هذا القطاع.. وممكن يكون فيه فقد لآثار وممكن نقول حصل تهريب كبير، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار معناه ضياع الدولة.. لذلك قال الرئيس: سوف أظل أكرر لمصر ولغير مصر خلى بالكم من البلاد.. نتائج عدم الاستقرار مدمر للدولة ومستقبلها».

وأكد السيسي أن عدم الاستقرار الذى شهدته البلاد نتيجة أحداث عام ٢٠١١ كان له تأثير سلبى على كافة القطاعات بما فيها قطاع الآثار وتطوير المتاحف، قائلا: «الدليل اهو تأخرنا ١٠ سنين فى تطوير أحد المتاحف.. والشركات اللي تعطلت والاقتصاد اللي راح.. والإرهاب اللى اتصدر لنا ولاقى فرصة فى الموضوع.. في عام ٢٠١١ وفى عام ٢٠١٣.. ولو حصل حاجة تانية يحصل نفس الكلام.. وفى قطاع الآثار مش بس تعثر أو مش تكمل.. أو ممكن يتم الاعتداء عليها ولسنا بصدد ذكر كل ما حدث فى هذه الفترة.. حجم التدمير والخراب على المنشآت والمتاحف.. أكثر من ٧٥ كنيسة تم تدميرها.. والدولة قامت بترميمها»، مشيراً بقوله إنه «طول ما الاستقرار موجود نقدر نتجاوز أى تحدى ونتغلب عليه.. ونكمل مسيرتنا وننجح فيها.. وعدم الاستقرار له ثمن كبير جدا».

وخلال مراسم الافتتاح شاهد الحضور عرضًا لفيلم تسجيلي بعنوان (منارات سيناء الحديثة)، يستعرض تاريخ سيناء التي خطا عليها الأنبياء، وكلّم الله عز وجل عليها سيدنا موسى، وعمليات الشرطة لدحض الإرهاب.

وتفقد الرئيس وأمير منطقة تبوك مقر جامعة الملك سلمان، وتم التقاط صورة تذكارية تجمعهما خلال تفقدهما لمبانٍ ومنشآت جامعة الملك سلمان الدولية بشرم الشيخ.

بدوره، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي المصري، أن افتتاح جامعة الملك سلمان الدولية في محافظة جنوب سيناء يعد مثالًا للصداقة والأخوة والتعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

كما أن الجامعة تأتى في إطار البرنامج الكريم لجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء.

وأوضح وزير التعليم العالي أن الجامعة هي إحدى الجامعات التي تم العمل على افتتاحها خلال السنوات القليلة الماضية، ضمن مجموعة من ٢٤ جامعة جديدة، منها الجامعات التكنولوجية والجامعات الأهلية والجامعات الخاصة والدولية.

عبدالغفار أكد أن الجامعة تتميز بالكليات والبرامج المتنوعة، التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل الإقليمية والمحلية، بل والعالمية، وذلك من خلال تقديم ١٦ كلية و٥٦ برنامجا، وقدرة استيعابية تصل من ٢٥ إلى ٣٠ ألف طالب عند اكتمال المنظومة التعليمية. موضحا أن الجامعة تضم عدداً من الكليات المهمة، منها كلية السياحة والضيافة، والألسن، والفنون والتصميم وهندسة العمارة، التي تضم برامج مختلفة مثل برامج الفنون المتحركة وبرامج الجرافيك، والبرامج الخاصة بتصميم الألعاب، مبرزا أن كلية السياحة والضيافة ملحق بها فندق تعليمي، يرقى لأن يكون من الفنادق المتميزة لتعليم وتأهيل الطلاب بفضل احتوائه على غرف وأجنحة فندقية، ومطاعم وكافتيريات ومغسلة ومطابخ، وشركات سياحة لتدريب الطلاب، وغرف اجتماعات وإدارة المراسم والاحتفالات.

 وفضلاً عن التخصصات السابقة تضم جامعة الملك سلمان الدولية كثيرا من التخصصات، منها الهندسة التطبيقية وعلوم الحاسبات، والصناعات والتكنولوجيا، والعلوم المالية والإدارية، والسياحة والضيافة، والعمارة والألسن، إضافة إلى اللغات التطبيقية، والزراعات الصحراوية، والفنون والتصميم.

الرئيس عبدالفتاح السيسي، قام أيضا بجولة تفقدية داخل متحف شرم الشيخ والذى يضم قرابة ٦٠٦٢ قطعة أثرية، برفقة الوفد السعودي.

وقال الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، إن هذه المتاحف التي نفتتحها توقف العمل بها فى عام ٢٠١١، وهذا يعد بمثابة يوم سياحي حضاري ثقافي استثنائي، مشيرا إلى أن تكلفة افتتاح المتاحف اقتربت من المليار جنيه.

 

وحول البعثات الأثرية، أوضح العنانى أنه تم تنفيذ ٢٥٠ بعثة أثرية سواء مصرية أو مشتركة مع أكثر من ٢٥ دولة، وفى سقارة والأقصر وغيرها، وعلى الرغم من أزمة فيروس كورونا تم التوصل إلى كشف أثرى.

وعلى صعيد تنمية سيناء بالمشروعات قال اللواء أركان حرب إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إن المزارع السمكية التي تنفذها الدولة المصرية في سيناء، هي الأكبر في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء منها بنسبة ١٠٠ في المائة، تم تنفيذ ٥٩٠٠ حوض استزراع بمساحة ٢ فدان للحوض الواحد، بالإضافة إلى بحيرات للصيد بمساحة ١٥٠٠ فدان.

رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أشار إلى أنه في إطار استراتيجية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، تم تكليف الهيئة الهندسية خلال الفترة السابقة، بتنفيذ ٣٤٢ مشروعًا بإجمالي ٣١٠ مليارات جنيه على أرض سيناء، بخلاف المشروعات الأخرى التي تنفذ بالجمهورية، فضلا عن أنه تم تنفيذ ٢١٥ مشروعا بتكلفة ٧٥ مليار جنيه، وجارىٍ تنفيذ ١٠٣ مشاريع بتكلفة ١٦١ مليار جنيه، ومخطط تنفيذ ٢٤ مشروعا بتكلفة ٧٢ مليار جنيه.