رحلة طويلة ومسيرة
فنية ثرية، قدم فيها الموسيقار الكبير محمد سلطان، مئات الألحان لأشهر المطربين
والمطربات فى الوطن العربى ، واكتشف العديد من النجوم فى الغناء والتلحين.
ولد سلطان في مدينة الإسكندرية عام 1937، حاز على درجة الليسانس في
الحقوق عام 1960، بعد أن ترك دراسته فى الكلية البحرية، كان ينتمى لأسرة
أرستقراطية، فوالده كان ضابطًا فى الشرطة المصرية، واهتم به، وكان أول من اكتشف موهبته
فى الغناء والتمثيل.
بدأ سلطان حياته الفنية التمثيل، قبل احترافه التلحين فاختاره المخرج
الكبير يوسف شاهين، عندما
شاهده فى النادى، فوجد فيه مواصفات النجم السينمائى، حيث كان يتمتع ببنية قوية
متناسقة، ووسامة واضحة، فاختاره
"شاهين"، فى أول دور له فى فيلم الناصر صلاح الدين، فى عام 1963، ثم
توالت أعماله فى السينما فقدم أدورًا
ناجحة فى فيلم "عائلة زيزي"، و"من غير ميعاد"، و"العتبة
جزاز"، و"يوم بلا غد".
واكتشف "سلطان" العديد من النجوم مثل: عمر خورشيد ومجدى الحسينى
وسميرة سعيد وهانى شاكر ونادية مصطفى وغيرهم، ومن أشهر الموسيقى
التصويرية التى ألفها لأهم الأفلام المصرية مثل: "الراقصة
والسياسى، سمارة الأمير ، فضيحة العمر، التوت
والنبوت، عصر الحب، همس الجوارى، تصريح
بالقتل، فضيحة العمر، النمر والأنثى، المطارد"، وكذلك والموسيقى التصويرية لمسلسل "البشاير"، والذى لعب بطولته محمود عبد العزيز ومديحة كامل.
كوّن سلطان، ثنائيا رائعا مع المطربة الكبيرة فايزة أحمد، فهى تعتبر من أهم الثنائيات
الفنية التي شهدتها الساحة الغنائية، وربطت
بينهما قصة حب توجت بالزواج عام 1963، وتم عقد قرانهما فى الشهر العقارى، وكان هو
الزوج الثالث لها بعد نعامى السورى، والد ابنتها فريال، ومختار العابد، الذى أنجبت منه
أكرم وأمانى.
غنت فايزة أحمد أول لحن قدمه لها محمد سلطان، وقد شجعته بالرغم من محاولات البعض إحباطها، حيث حاول محمد عبدالوهاب إثناءها عن رأيها، إلا أنها كانت متحمسة للغناء من
ألحانه، فكانت أغنية " هاتوا الفل مع الياسمين ورشوا الورد على الصفين".
وغنت فايزة أحمد من ألحان محمد سلطان، معظم
إنتاجها الفنى، فلحن لها: "غريب يا زمان، رسالة إلى
امرأة، مال عليا مال، خليكوا شاهدين، "أيوه تعبني هواك وياك، سامحتك، الليلة دي، خلينا
ننسي، ياما يا هوايا".
أنجبت فايزة من سلطان التوأم عمرو
وطارق، وأعلنا طلاقهما في 22 مايو 1981، بعد زواج استمر 17 عاما، لكن عندما علم سلطان
بمرض فايزة، بالسرطان، وقف بجانبها وأصر على العودة إليها ليكون آخر زوج لها.
وقال فى تصريحات سابقة له: "فايزة أحمد لم تترك فراغًا فنيًا في
مصر والوطن العربي فقط، لكنها تركت فراغ أكبر داخلي، وكل الموهوبين الكبار كانوا
طفرات لن تتكرر، وهؤلاء المميزين تركوا علامة وأثرا، وعاشوا في أعماق وقلوب الجمهور".