الإثنين 10 يونيو 2024

الحرف اليدويه بالمنوفيه تصارع الموت اكلنيكيا

محافظات6-11-2020 | 19:26

صراع من اجل البقاء هذا ما تواجهه الحرف اليدويه التى اشتهرت بها محافظه المنوفيه فالحرف اصبحت فى تلاشى مستمر تصارع من اجل البقاء  فعلى الرغم من انها حرف باتت محاصرة  بالغلاء والاهمال والمرض وعدم وجود ضمانات اجتماعيه الا ان عبق الماضى يفوح من بين طياتها التى تأبى ان تندثر وتطوى بصفحات التاريخ 

ساقيه ابو شعرة والسجاد

قرية ساقية ابو شعرة التابعه لمركز أشمون اشتهرت بصناعه السجاد اليدوي فهى تعد اكبر قلاع تلك الصناعة حيث أنها أشهر المناطق التي تصنع السجاد اليدوي والحرير فكل منزل من منازل القريه يحتل نول النسيج اليدوى ركانا خاص به

 فيقول " سيد فهيم " عامل بمصنع جلال عامر ان السجادة الواحدة قد تستغرق عدة أشهر للانتهاء منها فالسجاد الأفغاني والزرابي المغربي لا يستطيع المنافسه امام صناعه السجاد المصرية  فهو ليس بجودة الصناعه اليدويه التى نتوارثها عبر اجيال وتتراوح تكلفة المتر الواحد من هذا السجاد ما بين‏1800‏ إلي‏000‏3 الاف جنيه للمتر ‏لافتا الى ان بسبب الاحوال الاقتصاديه التى تمر بها البلاد فالمهنه توجه شبح الانقراض فتوفير خامات الحرير اللازمة لعمل السجاد اصبح الحصول عليه درب من دروب العذاب خاصه بعد ازمه الدولار

ويضيف " مجدى على "  ان حلم الهجرة خارج البلاد اصبح حلم يداعب الغالبيه العظمى من شباب القريه مما ادى الى هجرة العديد من العاملين لمهنتم التى تربو عليها بسبب ضيق الحال ليبحثو عن المستقبل نهيك عن دور الدولة المعدوم فى الاهتمام بتلك الحرف التى اسقتطتها من حسباتها لى الرغم من كونها كانت تساهم بشكل كبير فى الاقتصاد المصرى

 

قريه جريس

 تعتبر قرية جريس التابعة لمركز أشمون قلعة صناعة الفخار بمحافظات الدلتا فقد حفرت اسمها عبر سنوات من العمل  

فيقول" عمار عبدالفتاح" أن الصناعة الفخار صناعه لها تاريخ اشتهرت بها القرية منذ عصر الفراعنه فهى تخدم البيئة وتتخلص من مخلفات المزارعين والمنازل بطريقة آمنة ينتج عنها صناعة أوان فخارية صحية إلا أن هذه الصناعة مهددة بالانقراض بسبب عدم تسويق المنتجات بصورة جيدة مطالبا  المسؤولين بالمحافظه بتنظيم معارض مختلفة لتسويق منتجاتنا، وندوات لتوعية المواطنين بأهمية اﻷوانى الفخارية للصحة العامة وكيف أنها تحمى من اﻷمراض السرطانية التى تسببها الأوانى الحديثة كما اشار الى أن عدد الورش بالقرية انخفض من 300 ورشة إلى 90 ورشة فقط خلال الفترة الماضية بسبب ضعف التسويق، قائلا : لا نطلب من المسؤولين دعما أو مواد خاما ما نريده فقط أن نبيع المنتجات حتى لا تندثر الصناعة فأكثر من نصف الصناع تركوها بسبب مشاكل التسويق والعائد المادى الضعيف

اما "مصطفى فهمى" أحد أبناء القرية فيقول أن القرية من أقدم القرى التى اشتهرت بصناعة الفخار ولقد توارث أبناء القرية هذه الصناعة ويعتمدون عليها بشكل أساسى فى معيشتهم حيث يبلغ عدد سكان  القريةاكثر من 25 الف نسمة ومن العوامل التى ساعدت على انتشار هذه الصناعة هو تصدير المنتجات الفخارية الى كل قرى ومدن مصر من خلال نهر النيل حيث كانت هذه القرية ميناءً للقوارب والصنادل التى تمر فى النيل وتتخذ منها مقرا لها وبمرور الاوقات والازمنة تحولت القرية الى ورشة لصناعة الفخار فلا يكاد يخلو أى منزل أو شارع من شوارعها إما من ورشة لصناعة الفخار أو منتج من منتجات الفخار الجاهزة للبيع

فيما اكد "على خليل " أن كل أبناء القرية حريصون على تعلم هذه الحرفة مع العلم ان معظم شباب القرية متعلمون ما بين التعليم المتوسط أو التعليم الجامعى ومع ذلك فهم يجيدون العمل فى هذه الصناعة التى ورثوها أبا عن جد فالقرية لافتا بأن الظروف الاقتصاديه الطاحنه التى تمر بها البلاد انعكست ايضا على اهالى القريه فبعد ان كان  لا يوجد بها أى شاب عاطل و عدد الورش كان يزيد على 1700 ورشة تنتج نحو 15 مليون وستمائة الف قطعة سنويا اصبحت هذة الاعداد غير موجودة بالمرة فلقد اغلقت عشرات الورش بسبب الاهمال وعدم رعايه المسؤولين لتلك الحرف

كما اشار" طارق حامد" عامل فخار أن القريه تعد مثالا ونموذجا حيا للقرية المنتجة  حيث لا يكاد يخلو اى بيت من بيوت القرية من آلات صناعة الفخار فهى تعتبر مصدر دائم للدخل بالنسبه للاهالى ولكن للاسف فنحن نواجه مشاكل عديدة ولا نجد من يقف بجوارنا على حلها اهمها مسؤولى البيئه بالمحافظة الذى اصبح لا يشغلهم سوى لقمة عيشنا فلا يمر يوم الا ونسمع تهديداتهم باغلاق الورش التى نعمل بها بحاجه انها غير صحيه ومضرة للبيئه " يعنى لا بيرحموا ولا بيخلوا رحمة ربنا تنزل الغلاء قطم وسطنا والمسؤولين بيكملوا علينا"

وأضاف محسن خليل أن هذه الصناعة من الموروثات عند المنايفة منذ آلاف السنين، نظرًا لما تتمتع به المنوفية  من مقومات طبيعية ملائمة لتلك الصناعة في مقدمتها توافر الطينة السوداء الكثيفة التي تعد المصدر الأول لصناعة الفخار إلى جانب توافر مصدر دائم للماء وهو نهر النيل لكن في الفترة الأخيرة تواجه الصناعة مشاكل ومصاعب ارتفاع أسعار الطفلة وارتفاع أسعار النقل، وغلاء المعيشة، الأمر الذي بدأ يظهر في ترك البعض هذه المهنة والبحث عن فرص للسفر للخارج

ويقول " وليد عبدالبارى " أحد شباب الصناعة بالقرية أن صناعة الفخار موهبة قبل أن تكون صناعة ولابد للعامل فيها ان يكون ذهنه صافياً قبل العمل حتى لا تتوه قطعة العجين بين يديه ويتوه عن تحديد مقاساتها الصحيحة التى تعلمناها بالخبرة ويجب قبل ذلك أن نحب صناعة الفخار وكانت أول جملة تعلمناها هى (حب الفخار يحبك) وعن قدرة العامل فى الانتاج فإن العامل يستطيع ان ينجز نحو 150 قطعة متوسطة الحجم مثل الاطباق أو القلل وما بين (30 - 50) قطعة من التحف والانتيكات وذلك بشكل يومى ولكن للاسف تراجعت تلك الصناعه العريقة فى الفترة الاخيرة فقد هجرها شباب المهنه للبحث عن لقمة عيش بالخارج

فيما يضيف "سالم الحصرى" ان متوسط اجر عامل الفخار يتراوح ما بين 30 الى 40 جنيها يوميا وهذا كان جيدا فى السابق اما فى ظل ظروف غلاء المعيشة فانه غير كافى  مما ادى الى هجرة خيرة شباب الحرفيين من المهنه للبحث عن مصدر رزق اخر وطالب بضرورة مساعدة الدولة لهم بالاعلان عن هذه الصناعة حتى يعرفها الناس اكثر واكثر وتساعدهم على زيادة الاقبال عليها وكذلك عمل معارض يشاركون فيها فى المناطق التى يمكن ان يكون عليها اقبال كبير وكذلك عمل دراسات لتطوير الادوات المستخدمة مثل دولاب الفخار وافران الحريق

كما اشار" هيثم فرج" ان اهم المشكلات التى تواجه الاهالى شق منها يخص صناعة الفخار والشق الاخر يخص القرية فالمشكلات التى تخص الصناعة تتمثل فى ان الدولة لا تقدم اى دعم لعمال الفخارقد يساعدهم فى تطوير ادائهم فمثلا هذه الصناعة تحتاج الى معارض وتبادل للخبرات مع الدول الاخرى التى تعمل فى نفس المجال ومساعدة عمال الفخار فى تصدير منتجاتهم الى الدول الاخرى اسوة بما تفعله الصين واذا كان العامل المصرى افضل من العامل الصينى بشهادة الخبراء الاجانب الذين زارو القرية فلابد ان يغزو منتجنا العالم وبكميات كبيرة وكذلك فان تبادل الخبرات يساعد على تطوير المنتج ونظرا لان اتجاه الاسر المصرية الان الى استخدام الاوانى المعدنية فان ورش الفخار عمدت الى تطوير المنتجات بوضع نقوش ورسومات زخرفية عليها حتى تصبح قطعة ديكور لا غنى عنها بالمنزل ومن مشاكل عمال الفخار عدم وجود نقابة لهم تدافع عنهم وتساعدهم فى عمل المعارض فعمال الفخار دائما ما يطالبون بنقابة لهم

 

ساقية المنقدي والصدف

 قريه منقدى التابعه هى الاخرى الى مركز اشمون فهى بلدة الصدف والأنتيكات يقوم الحرفيون بتربية اطفالهم منذ نعومة أظافرهم على العمل فى الحرفة محمود قوطةهو مؤسس الحرفه بالقريه فهو من ادخلها عام 1977

فيقول" زهيرمحمد" ان الارتفاع الجنونى لاسعار الخامات هو من اتى بالضربه القاسمه لتك المهنه " دة غير الضرائب المبالغ فيها التي يدفعها أصحاب الورش الصغيرة الامر الذى ادى الى اغلاق العديد من الورش لانها لم تستطيع مواجهه تلك الكوارث

وأوضح "عادل فوزى" المسؤولين بالدوله عاملين نفسهم من بنها شايفين حالنا كل مدى بيزداد سؤ ولا حياة لمن تنادى وفى النهايه احنا اللى بندفع الثمن "

اما " عارف متولى " فيقول " كنا زمان نصدر منتجاتنا لكل دول الخليج اما دلوقتى للاسف مفيش انتاج زى الاول والسبب الخامات اللى مش لقينها وارتفاع اسعارهها كل يوم دة غير اليد العامله اللى كانت بتاخد الشغلانه اب عن جد كلهم دلوقتى سابوها وسافرو بردة لتكوين نفسهم عاوزيين يفتحو بيوت ويشوفو الدنيا زى ما بيقولو واحنا هنا بنموت كل يوم والبلد مش حاسه بينا ولا بتساعدنا دى كمان بتيجى علينا ومطلعنا من حساباتها 

بلد الجريد " شنوان "

قريه شنوان التابعه لمدينة شبين الكوم والتى تبعد 5 كيلو مترات اشتهرت بصناعة الجريد وعمل الانتيكات والسرائر والكراسى من الجريد فهى مهنه القفاصين كما يطلق عليها الاهالى

"احمد طلعت" عامل بالمهنة اكد على ان غالبيه العاملين بالحرفه مرضى بالغضروف بسبب العمل والجلوس لساعات وايام للعمل لذلك فأن فى الوقت الحالى فقد شهدت المهنه هجرة غير مسبوقه وعزوف عن العمل بها فى اوساط الشباب لعدم الاحساس بالامان " مفيش ضمانات اجتماعيه ولا ماديه يوميه العامل فى الاسبوع 250 جنيه فى الغلاء دة ميجوزوش شاب ولا يفتحو بيت لذ الشباب خادها من قصيرها وهج "

ويضيف" محمد غانم" ناشدنا العديد من المحافظين السابقين لعمل نقابه خاصه بنا اسوة بالفلاحين ولكن ليس هناك من مستمع فنحن نقع كل يوم فريسه للامراض ولا نجد من يعول اسرنا " من الاخر صحتنا رأس مالنا لو راحت رحنا خلاص

    الاكثر قراءة