الأربعاء 26 يونيو 2024

مقهى " الخرس " .. صمت وهدوء والمشروبات بالإشارة

6-11-2020 | 19:34

مقهى " الخرس " حسبما يطلق عليها أهالى منطقة وسط البلد ، مكان هادئ يسوده الصمت والسكون بشارع عماد الدين الملئ بالصخب والضجيج وملئ بدور السينما والمحلات والمقاهى وإزدحام المواطنين .

في هذا الشارع يوجد مقهى الصم والبكم " مقهى الخرس " كما إشتهر به ، حيث كثير من رواده ممن فقدوا نعمتى السمع والنطق ، بالإضافة الى بعض الزبائن العاديين الذين يفضلون هذا المقهى نظرا لهدوئه .

يقول حسن أحد العاملين بالمقهى أن الصم والبكم من أطيب الناس وأنه يفضل التعامل معهم لهدوئهم وصمتهم الدائم الذي لا يخلو من إشارات بالأيدي وهمسات وإبتسامات وضحكات خفيفة ، ورغم كونهم يتصفون بالعصبية الشديدة ومن السهل إستفزازهم وإنفعالهم لأتفه الأسباب إلا أنهم طيبون القلب .

ويضيف حسن أنه تعود على لغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم عند طلب المشروبات فعندما يقبض كفة يده ويقوم بإنزالها لأسفل كمن يحلب ماشية فهو يريد شاي بالحليب ، وإذا قام بحركة أصابعه على ذقنه مرتين فهو يريد شاى ساده دون سكر ، إذا رفع أصبعى السبابة والوسطى فهو يريد شاى بسكر عادى ، وإذا وضع يده على بطنه فهو يريد ينسون ، وإذا أشار الي عقله فهو يريد قهوة ، وهكذا .

وذكر ايهاب أحد رواد المقهى أن الصم والبكم لا تسمع لهم صوتا فى هذا المقهى إلا مع وجود مباريات كرة القدم وتفاعلهم معها بالصراخ والعويل والأصوات العالية ، أو تسمع وقع قطع " الضمنه" على الطاولة أثناء اللعب ، أو عندما يقوم أحد الخرس بالإنفعال والتعصبب لموقف ما .

وقال صلاح أحد العاملين بالمقهى أن باقى رواد المقهى من الزبائن العاديين فهم تعودوا علي الجلوس مع الصم والبكم وتعلموا بعض إشاراتهم ، وعندما يقوم صاحب المقهى بتشغيل التلفاز ، تجد بعض الصم والبكم يتابعون التلفاز رغم كونهم لا يسمعون ، لأنهم  يفهمون لغة الشفاه .

ويقول على أحد العاملين بالمقهى أن الخرس لم يعد يرتادوا المقهى بكثافة كما كانوا قديما وإنما إذا إجتمع عدد منهم يقومون بالمجئ للمقهى كما اعتادوا عليه ، ويزيد حضورهم في أيام الأجازات عن العمل .

ويذكر على أنه إعتاد لغة الإشارة مع الخرس حتى أنه ينسي ويتعامل بها مع زوجته وأولاده في المنزل ثم ينتبه لذلك ويبتسم .

بعض الصم والبكم رفض إلتقاط الصور معنا حيث شعروا بإختلافهم عن باقي الناس بفقدهم حاستى السمع والنطق ، في حين وافق بعضهم علي إلتقاط الصور .

وتلاحظ علي مقهى الخرس أنهم يحملون هاتف محمول ولديهم حساب علي موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك ويتصفح حسابه علي المقهى .

وقال حسن أن أسعار المشروبات بالمقهى متوسطة فكوب الشاي 5 جنيهات والنسكافيه 10 جنيهات والشيشة 5 جنيهات .

ويقول على أحد العاملين بالمقهى أن الزبون العادي لا يشعر بالألفة في أول مرة يجلس فيها علي المقهي حيث يجد نفسه مدفوعا لمراقبة لغة الإشارة بين الصم والبكم وبين العاملين بالمقهى ولكن مع مرور الوقت يعتادوا عليها ، مضيفا أنه إذا حدثت مشاجرة بين الخرس لا يجرؤ أحدا على التدخل كونهم شديدى الإنفعال والعصبية ، وعندما تهدأ الأمور وتستقر تعود المحبة والود بينهم فهم يتميزون بطيبة القلب ولا يعرفون الكراهية كباقي الناس .

وعلي مقهي الصم والبكم تجد مجموعة من الشباب يجلسون مع بعض الفتيات بالمقهى ، أو بعض الفتيات ممن يفضلن هذا المقهى دون غيرها ، وعند سؤالهم عن سبب ذلك أكدوا أنها تتميز بالهدوء والسكون والصمت حيث لا يسمعهم أحدا ولا يلتفت إليهم ،  وحيث البعد عن المضايقات والتحرش اللفظى في المقاهي الأخري المليئة بالشباب والذين يرصدون الفتيات اللاتى تدخن الشيشة والسجائر .