السبت 28 سبتمبر 2024

مقهى "جى جى" بوسط البلد وطنا للسودانيين وسفارة شعبية لهم

6-11-2020 | 19:34

في منطقة وسط البلد وبالقرب من دار القضاء العالى ، تجد مقهى " جى جى " أو ما يطلق عليه مقهى السودانيين حيث إعتادوا الجلوس عليها وإشتهرت بهم ، والتى تضم الى جانب السودانيين بعض المصريين المهتمين بالشأن السودانى كالمثقفين والصحفيين والباحثين ، أما رواد مقهى " جى جى " من السودانيين فهم أغلبهم تجار يقومون بشراء البضائع من القاهرة لتصديرها الى السودان ، وإعلاميين وسياسيين وبعض الطلاب الوافدين ممن يدرسون بالجامعات المصرية .

وبحسب عم أحمد ، سودانى الجنسية ، الذي يقوم بإعداد المشروبات بالمقهى أن هذا المقهى يعمل منذ سنة 1987 أى منذ 29 عام ، وشهد جلوس كبار الشخصيات في السودان مثل الرئيس السودانى السابق جعفر النمر، ورجال المعارضة السودانية ممن يقدمون الى مصر في زيارات مثل الصادق المهدى زعيم حزب الأمة السودانى ، والباحثين الأكاديميين والصحفيين والإعلاميين والسياسيين وغيرهم من النخبة ، حيث لا يجلس عليه " كل من هب ودب " حسب وصفه .

وفى مقهى " جى جى " تسمع اللهجة السودانية الجميلة والضحك وتجد خفة الظل وطيبة القلب المشهور بها السودانيين ، والتى يؤكدها عم أحمد بأن السودانيين يشعرون بتواجدهم فى وطنهم الأم السودان حيث الترابط والتآخى ووجود المشروبات السودانية كالقهوة السودانى ، وكثيرا ما يقوم أحد الزبائن بدفع حساب المشروبات لأصدقائه أو من تعارف عليهم مجددا في المقهى وينصرف دون إخبارهم فيأتو ليدفعوا الحساب فأقوم بإخبارهم " الحساب وصل " . 

ويقول يوسف محمود ، مصري " نحن كرواد للمقهى تعودنا علي اللهجة السودانية وأصبحنا ننطق بها ونتحاور معهم دائما ، وهم يتصفون بالألفة وسهولة التعامل وطيبة القلب وكثرة الإبتسام " مضيفا أنه لا يشمئز من مشروبات عم أحمد السودانى الذي يقوم بإعداد المشروبات رغم كونه أسمر البشرة جدا   .

وذكر رضوان عبد الله ، سودانى الجنسية ، أنه يقع بالقرب من المقهى السودانى في منطقة وسط البلد وتحديدا بشارع 26 يوليو مطاعم سودانية تقوم بتجهيز الأكل السودانى للسودانيين المقيمين بالقاهرة مثل الكبده الجملى والكفتة وشوربة الكوارع والمرارة " أم فتفت " والفول والطعمية ، وغيرها حيث يقوم رواد المقهى بإحضارها وتناولها مع بعضهم البعض ، وبعدها يطلبون شرب القهوة السودانى والشيشة والسجائر السودانية والتمباك " وهو عبارة عن مضغة تشبه القات اليمنى " .

وتدور في مقهى " جي جي " أحاديث السودانيين مع بعضهم البعض أو مع المصريين حول مستجدات الأحداث في كلتا البلدين والوضع السياسي والإقتصادى والإجتماعى وعلاقات البلدين معا بالإضافة الى العادات والتقاليد الإجتماعية في مصر والسودان  .

وقال عم سعيد ، سودانى الجنسية أن معظم السودانيين من رواد المقهى يقيمون في فنادق منطقة وسط البلد حيث يقومون بشراء البضائع الخاصة بهم والنى ينون تصديرها للسودان من منطقة العتبة ، ويحملونها الي الفنادق المقيمين بها تمهيدا لشحنها الي بلدهم ، كما يوجد بالقرب من المقهى محلات لبيع مستلزمات المعيشة من الشامبو والكريم والجل وأدوات الحلاقة والنظافة الشخصية والأطباق السودانية ، كما يوجد حلاق وترزى سودانى بالقرب من المقهى لتلبية إحتياجات السودانين الذين يتركزون في تلك المنطقة .

وبحسب عم أحمد الذى يعمل بالمقهى ، أن أسعار المشروبات بالمقهى مناسبة وغير مرتفعة نظرا لأن عملة دولة السودان تعادل 70 قرشا من الجنيه المصري ، أي أن الجنيه وربع سودانى يعادل جنيها واحدا مصريا ، حيث يصل سعر كوب الشاى الى 5 جنيهات والنسكافيه 7 جنيهات والشيشة 3 جنيهات والمياه الغازية 8 جنيهات .

وذكر ابراهيم عباس ، سودانى الجنسية ، أنه لا تحدث مشاجرات بالمقهى أبدا بين مصريين وسودانيين وأنهم متألفين ويجلسون في سلام وتآلف وأخوة .

وأضاف أن السودانيون بالمقهى منهم من إعتاد الزى المصري كالبدلة والقميص والبنطلون ، ومنهم من ظل محافظا على الجلباب السودانى الأبيض أو الملون ذو الخطوط العريضة والذي قدم به من السودان .

وذكر عم أحمد أن رواد هذا المقهى شبه ثابتون ولا يتغيرون حيث يعرف معظمهم بالإسم والمهنة ومكان الإقامة ، مضيفا " من يريد من السودانيين أن يترك أمانة لأخيه السودانى يقوم بتركها له في المقهى وأنا أقوم بتوصيلها له ، أو من أتى قادما من السودان يريد أن يعرف عنوان أحد ومكانه أقوم بتوصيله إليه حيث لدى أرقام تليفون معظم الزبائن ، وأيضا من لديه مستندات وأوراق يريد توصيلها لأحد من الزبائن عند قدومه الي المقهى أقوم بذلك " .

وعم عبد الغفار ، مصري الجنسية ويعمل كاشير بالمقهى أصبحت لكنته سودانيه وأعتاد المشروبات السودانية ، ويقول " السودانى الذى يأتى قادما من المطار بشنطة سفره يهبط على مقهى " جي جي " ليقابل أقربائه وأبناء وطنه فمنهم من يبحث له علي شغل ومنهم من يساعده بالمال ومنهم من يوفر له سكنا معه ، ويطلب مشروبا فيقوم سودانى لا يعرفه بدفع حساب المشروب له " ، مضيفا أن السودانين يتعاونون مع بعضهم بجمع الأموال في علاج أحد المرضي السودانيين أو من يحتاج الي مبلغ مالي للمساعدة أو من لحق به ضررا بالغا في بلده السودان كحريق لبيته حيث يقومون بجمع المبلغ وإرساله لمستحقى المساعدة .