بعد إنشاء الخديوي إسماعيل لقصر عابدين اعيد تشكيل ملامح منطقة وسط البلد وتحولت المباني في تلك
المنطقة الي الفخامة وسكنها البشوات حتي يكونو بجوار الخديوي إسماعيل في مقر حكمه
الجديد وكان من اصول الوجاهة ان يكون لديهم من يخدمهم ويحرسهم فجلبت المنطقة كثير
من هؤلاء ليعملوا بوابين وسفرجية وطباخين وسائقين وكان لهؤلاء عادات تختلف عن
عادات اصحاب القصور وحياه خاصة يريدون الاستمتاع بها فبحث هؤلاء عن مكان للقاءاتهم
وحكاويهم فكان لهم ذلك ففي قهوة الغندور التي تقع في حي عابدين بشارع محمد فريد تقاطع
شارع مؤنس تعددت اللقائات حتي اصبحت تعرف بهم ومع الوقت اصبحت مقر رئيسي لهم من
قهوة البوابين كان للمصور هذه الجولة والتقينا بالابن الاصغر لصاحب القهوة سمير
العندور وعمره الان يتجاوز السبعون عام
ويحكي عن تاريخ القهوة قائلا منذو كنا صغار ونحن مع ابي الذي ورث القهوة عن ابيه
فنحن ثالث جيل حيث توجد هذه القهوة من ايام الخديوي وكان رواد القهو البوابين
والسفرجية في القهوة يلتقي الأصدقاء وزملاء المهن وأحيانا تكون القهوة مخصصة لأصحاب المهنة الواحدة لكي يناقشوا أحوال حياتهم
وكنا ونحن صغار نري هؤلاء ياتون كثيرا الي القهوة ولكنهم ياتون بزي يختلف
عما كنا نراهم به في السينما فبعد العمل كانو يرتدون بنطالون وقميص عادي ولكنهم
كانو معروفين ويسالون عن بعضهم البعض علي
هذه القهوة وكانت لهم ايام محددة يجتمعون فيها جميعا السبت والاثنين والخميس الي
جانب ان كل صباح لابد ان ياتي ليشربو الشاي في هذه القهوة الي جانب ان البشوات
كانو يرسلون سائقيهم للبحث عن بواب او سفرجي او طباخ فياتون لقهوة البوابين لان
الباب يعلم كل شيئ عن العمارة واصحابها فيدلهم عما يريدون والميزة التي كانت توجد
زمان في هؤلاء البوابين انهم كانو يخدمون بعضهم
اما تسليتهم الوحيد والتي كانت تجعل القهوة تكتظ بهم عندما يكون هناك ماتش
كورة الكل ياتي لمشاهدته واتذكر ايام الاتحاد الشتراكي وكان هناك ترشيح لمجلس
الشعب فكان النقاش كله ينصب علي سياسة الاتحاد الاشتراكي فشهدت هذه القهوة صولات
وجولات عنه ولكن الان اصبح رواد القهوة السماسرة ووسائقي الملاكي لان البواب اصبح
الان سمسار عقارات والبهوات الذين لازالو يعيشون في المنطقة لديهم سائقين ياتون
ويجلسون هنا حتي ياتي وقت عملهم والتقينا باقدم قهوجي في هذه القهوة حيث كان يعمل
بها وهو لديه 6سنوات والان لديه 68 عام ويحكي عن ذكرياته مع الحج غندور ويقول كان العمل
قهوجي زمان غير الان كان زبون القهوة ياتي اليها وكانه ياتي الي بيته الذي يحبه
ووجهه بشوش فهي كانت وسيلة الترفيه له وكنت اقدم الطلبات وانا حافظ مزاج كل زبون في القهوة لانه زبون دائم وكانت المناقشات السياسية تبداء من هنا فرغم ان
روادها معظمهم بوابين وسفرجية الا ان اسلوبهم كان يتسم بالرقي لانهم كانو يعاشرون
بشوات فيتطبعون بطبعهم ولكن الان ياتي الي القهوة اناس لانعرفهم والنقاش ايضا في
السياسة ولكن ليس بلارقي الذي كنا نراه زمان وعن القهوجي يقول محمد القهوجية الان
اصبحو طماعين ولايتقنون الصنعة كما كنا نتقنها زمان فكل شيئ تغير ولكن انا اعتز بمهنتي وساعمل في
هذه القهوة لاخر يوم في عمري لانني لااعرف مهنة ا مكان غيرها اما الاستاذ حسن من
روارد القهوة القدامي يقول كنت سائق لاحدي
البهوات وكنت اتي الي هذه القهوة بعد نهاية اليوم واجلس واستمتع بالحوارات
المتنوعة فالقهوة كانت ضم اغلب زبائنها بوابين وكنا ناتي نحن للجلوس علي هذه
القهوة لانها رخيصة ومعروفة فعندما نعطي موعد لاحد من أصدقائنا نجلس هنا وعندما
يريدنا احد اول مكان يبحث فيه كانت هذه القهوة ولكن الان لايتبقي من القهوة سوي
عبق السنين فالزبائن اختلفو والجو تغير اما استاذ ماهر يقول كنت اتي الي هذه
القهوة وننتظر المشروب من قهوجي مهندم له زي مميز ولها طقوس تعودنا عليها أما الآن
لا نميز القهوجي من رواد القهوة ورغم اختلاف القهاوي الان عن زمان الا ان قهوة
البوابين لازالت تحتفظ بطقوسها وحتي عندما قامو بتجديدها حرصوا علي الحفاط علي
طرازها القديم ومازالت القهوة
هي مركز تجمع للمهنة سواء كانت المهنة
بنفس المسمي ام اصبح المسمي مختلف وانقلب البواب الي سمسار .