السبت 27 يوليو 2024

سماحة المصطفى ... و عداء المتطرفين

6-11-2020 | 19:48

سبحانه القائل فى حقه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) مما يدل على منزلته الساميه عند ربه ـ صلى الله وسلم عليه ـ فى الأولين والآخرين ، وفى كل وقت وحين ، وفى الملأ الأعلى إلى يوم الدين ، حيث أن اليقين بصدق الرساله يستلزم الصدق والتسليم لمن يبلغها عن ربه ، خاصة أن رسالته لعموم البشر فى كل زمان ومكان ، وجنس ولون فشهد لأخلاقه كل من حوله فقال عنه خادمه أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ "خدمته فى السفر والحضر ، والله ما قال لى لشئ صنعته لما صنعت هذا ؟ ولا لشئ لم أصنعه لمَ لم تصنع هذا هكذا " ، ورآه الأقرع بن حابس ذات مره يقبل الحسين فقال : إن لى عشره من الولد ما قبلت واحداً منهم ، فقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من لا يرحم لا يُرحم ) وكان من شدة حياءه أن قالت عنه أم المؤمنين عائشه ـ رضى الله عنها ـ " كان رسول الله أشد حياءً من العذراء فى خدرها ، وفى غزوه يوم حنين عندما أعطى الأقرع بن حابس مائه من الإبل وبعض الناس فقال رجل : ما أريد بهذه القسمه وجه الله ، فلما علم المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ( رحم الله أخى موسى فقد أوذى أكثر من هذا فصبر ) وفى روايه أخرى ( من يعدل إذا لم يعدل رسول الله ، وحرص على تعليم أمته التقوى وألتماسها والحرص عليها ولو بأقل القليل عند ضيق ذات اليد فقال ( إتقوا النار ولو بشق تمره ، فمن لم يجد تمره ، فبكلمه طيبه) ومن فرط شفقته بأمته أنه يوم الطائف الذى كان من أشد الأيام وأقساه عليه أنه عندما ناداه ملك الجبال بأمر من ربه وناداه بأن يأمره بما شاء ولو أراد أن يطبق عليهم الأخشبين ( وهما جبلان يحيطان بالمدينه ) قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( بل أرجو من الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ).

وأيضاً من فرط سماحته وخلقه الطيب أنه عند فتح مكه ورقاب أهل مكه الذين عادوه وأصحابه رهن كلمه ينطق بها ثم يعفو عنهم قائلاً ( أذهبوا وأنتم الطلقاء ) ، كما أنه له من المواقف العظيمه عندما عفا عن حاطب بن أبى بلتعه الذى أرسل رساله فى ضفيره شعر إمرأه عند الإعداد لفتح مكه ليعلم أهلها بقدوم المصطفى فنزل الوحى عليه وأخبره بالأمر وبالفعل ثبت على حاطب ما فعل وأراد عمر بن الخطاب أن يضرب رأسه فيقول له كعادته فى غيرته على الإسلام ولكن المصطفى صفح عنه قابلاً عذره قائلاً ( أنه شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال : أعملوا ما شئتم قد غفرت لكم )