كلما نجحت مصر فى محاصرة الإرهاب وتحطيم قواعده
شرقاً وغرباً وجنوباً وكلما نجحت فى إطلاق المشروعات الكبرى وعجلة التنمية الاقتصادية
والاجتماعية، وكلما نجحت فى مواجهة الأزمة الاقتصادية بقرارات وطنية جريئة مجردة من
أى هدف سوى مصلحة الدولة وحماية الحاضر والمستقبل، كلما تحققت هذه النجاحات تصاعدت
وتيرة الحقد والإصرار لدى أعداء الداخل والخارج الذين لن يغفروا لمصر نجاحها الأول
فى إحباط مخطط الشرق الأوسط الجديد، ونجاتها من منزلق الحرب الأهلية وتوابعها من التمزق
والتفتت لتلحق بشقيقاتها العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال، ويبدو الهدف المتبقى
لهؤلاء الأعداء متمثلاً فى دفع مصر إلى مستنقع “الدولة الفاشلة”، وهو هدف بالغ الخطورة ويستدعى بالتالى العمل الواعى المكثف من كل
أجهزة وهيئات ومؤسسات الدولة لكشف أبعاد وجوانب هذا المخطط، ولعل ما تم طرحه أثناء
“المؤتمر الدورى الرابع للشباب” حول مفهوم وجوانب وأبعاد الدولة الفاشلة، وكيفية
إحباط مخططها، قد حرك جميع الوطنيين الشرفاء للعمل بأقصى ما لديهم من جدية وحماس، لتوجيه
ضربة أخرى للمتربصين والمخططين، وإثبات أن مصر ستكون وتظل “الدولة القادرة الناجحة”.. وليست أبداً الفاشلة، ومن هنا يظهر بوضوح دور
الإعلام والإعلاميين، وتقول مصرنا الغالية: “أيها الإعلاميون ماذا أنتم فاعلون؟!هل تستطيعون إعادة التوازن للإعلام وإنقاذه من الأخطاء والخطايا
التى أضعفته وأفقدته الكثير من حيويته ومصداقيته وجاذبيته؟! هل تجعلون المعركة مع مخطط “الدولة الفاشلة” هى رسالتكم التى بقدر ما تنجحون فى تحقيقها تنجحون فى استعادة ثقة وتقدير الجماهير؟! هل تستثمرون ما وفرته لكم التكنولوجيا الحديثة
من أخطر الوسائل الإعلامية أرضية كانت أو فضائية؟
• هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسها على كل من اختار
الإعلام مهنة أو نشاطاً له إغراءاته من شهرة، ومكانة، وعوائد مادية ومعنوية.
• ولعل الإجابة عن هذه الأسئلة واضحة كل الوضوح،
وتتمثل فى النقاط التالية:
1- توعية المواطنين بما
يدبره أعداء الداخل والخارج، والمعروف أن منهم من يعمل “بالريموت كونترول” حاملا له الأوامر من أهل الشر من داخل مصر وقطر وتركيا، ومنهم من يعمل بالريموت
كونترول حاملا له التعليمات من التنظيم الدولى للجماعة إياها.
ومنهم من يعمل “بالريموت كونترول” حاملا له المخططات من أمريكا وأوربا ومنهم من يعمل بالريموت كونترول “الذاتى” حيث تتجه بوصلته نحو ما يرتبط به شخصيا من فرص كانت قد لاحت له ثم تبعثرت، وطموحات
رآها فى متناول يده فتعثرت، وبعد أن كان من نجوم “ثورة 25 يناير”، وتحركت داخله مشاعر “عبده مشتاق” لدرجة أنه ساند بشكل أو بآخر “الجماعة إياها” لتنقض على حكم مصر، ثم جعلته أخطاؤها ونواياها يشارك فى ثورة يونيه بشعار “يسقط حكم المرشد” لم تحقق الثورة الجديدة له أهدافه الملحة العاجلة، فدخل فى زمرة المعارضة، حتى
إنه يجد نفسه أحيانا فى نفس الخندق مع الجماعة التى شارك فى الثورة ضدها.
• وهكذا حمل من يحركهم “الريموت كونترول)” الخارجى والداخلى والذاتى( لواء المعارضة بأى طريقة وبأى شكل، وكأنهم مستعدون
لتكرار جرائم وخطايا المعارضة العراقية التى دخل أعضاؤها بلدهم فوق الدبابات الأمريكية
لتدمير دولتهم وتمزيقها وتفتيتها وهى نفس الخطيئة التى ترتكبها المعارضة فى سوريا وفى
ليبيا وفى اليمن وفى الصومال، وهذا ما يستدعى العمل الإعلامى لكشف وجوه وخفايا حملة
لواء المعارضة بذلك الهدف والمنهج حتى ولو على جثة الوطن.
2- بدلا من التعتيم المريب
على الإنجازات المتتالية، يحمل الإعلام مسئولية إبراز هذه الإنجازات وأبعادها بمهنية
راقية فلا تضخيم ولا تهويل.
3- كشف جوانب وأبعاد المشكلات
التى تعترض مسيرة الدولة فى معركة التنمية والبناء والتقدم، فيتم التعامل الواعى المتوازن
مع مشكلة الزيادة السكانية التى تلتهم للأسف النتائج الإيجابية للمشروعات والإنجازات
وكذا الأزمة الاقتصادية التى تعاملت معها الدولة بأقصى درجات الشجاعة والتجرد من أى
غرض سوى مصلحة الدولة وإنقاذ الحاضر والمستقبل.
4- تقديم الحقائق بشفافية
دون الوقوع فى منزلق التهوين أو التهويل.
5- التناول العاجل الواعى
لكل جوانب وأبعاد الأعمال البطولية التى تجسد شجاعة وروح الفداء والتضحية لدى رجال
قواتنا المسلحة ورجال الشرطة.
6- إبراز القيم والمبادئ
الأخلاقية والاجتماعية التى توارثتها الأجيال والتى تتعرض حاليا للتشويه بحوارات عشوائية
وأعمال درامية هابطة.
7- الحرص كل الحرص فى تناول
ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعى والتى يحرك بعضها “الريموت كونترول” من مصادره المختلفة.
8- التصدى لمحاولات تشويه
المؤسسات الوطنية كالقوات المسلحة، والشرطة ومجلس النواب، والقضاء .
9- التعاون الكامل مع المجلس
الوطنى لمواجهة الإرهاب والتطرف، الذى يعتبر الإعلام من أهم محاوره.
10- تحرك المنظومة الإعلامية
الجديدة التى نص عليها دستور 2014 متمثلة فى “المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام” و“الهيئة الوطنية للإعلام” والهيئة الوطنية للصحافة”، وفى المقدمة منها “نقابة الإعلاميين” و “نقابة الصحفيين”، حيث إن ممارسة هذه المنظومة لدورها تضع من لا يلتزم بالمعايير المهنية
والوطنية، والأخلاقية فى موضع المحاسبة والمساءلة، كما تدعم وتساند الإعلامى الذى يدرك
قيمة رسالته، بالشكل والمنهج الذى يرد الصاع صاعين لأعداء مصرنا الغالية، مؤكداً أنها
ستظل دوما “الدولة القادرة “الدولة الناجحة”.