قال مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق ، إن الشعب الفلسطيني بما يتمتع به من قدرات إبداعية ونسب عالية من المتعلمين، سيكون الأساس في عملية بناء الدولة الفلسطينية.
وأضاف محمد، خلال ندوة عقدتها جامعة القدس، اليوم الأربعاء، حول "تجربة بناء الدولة الماليزية" شارك بها عبر الفيديو كونفرنس من ماليزيا، أن على الدولة الفلسطينية المستقبلية الاستفادة من الموارد الطبيعية الكامنة في البحر الميت، التي لا يستطيع الشعب الفلسطيني الاستفادة منها الآن وذلك كنواة لدفع عجلة الإنتاج، مستشهدا بالتجربة الماليزية التي شكلت بعض المنتجات الزراعية فيها من زيوت ومطاط، النواة التي مكنت ماليزيا من الانطلاق نحو اقتصاد متنوع ومتطور.
وأوضح أن بناء دولة ماليزيا لم يكن يحدث لولا أسس الحوكمة الرشيدة المبنية على الديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، والإشراك الفاعل للمواطنين على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم الدينية والحزبية، مشيرا إلى استفادة ماليزيا من التّجربة اليابانيّة في إحداث التنمية الاقتصادية والتخلص من التخلف الاقتصادي من خلال الاهتمام بتطوير الموارد البشرية، والتركيز على سياسات التصنيع والتصدير إلى أن استطاعت أن تكون دولة مصدرة للصناعات التكنولوجية عالية الدقة.
فيما تحدث نبيل شعث مستشار الرئيس للشئون الخارجية والعلاقات الدولية ، عن أهمية الاستفادة من التجربة الماليزية في بناء الدولة الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الجوهرية في التركيبة السكانية بين البلدين.
وأضاف أن الديمقراطية الائتلافية والتي تقوم على أساس الائتلافات الحزبية التي تخوض الانتخابات في قوائم مشتركة وفقا لمبدأ الأغلبية غير النسبية والتي تفرض على الأحزاب التفاوض بشكل دائم، وليس فقط قبل الانتخابات، هو السبيل الأنجح، لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي يضعف الشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال، للوصول لتوافق ديمقراطي يمثل الجميع، في اطار من الوحدة الوطنية لتضم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك الفلسطينيين في الشتات، لما لهذه الوحدة من دور كبير في مواجهة الاحتلال وتخطي الأزمة الفلسطينية.
من جهته، شدد الرئيس التنفيذي للجامعة حسن دويك في كلمته نيابة عن رئيس الجامعة عماد أبو كشك، على أهمية استلهام العبر من نموذج البناء والتنمية الماليزي ونحن نخوض معركة بناء الدولة الفلسطينية.
قال: "شرف كبير لنا أن نستضيف مهاتير محمد في جامعة القدس عبر الفيديو كونفرنس، ونتطلع لاستضافته مستقبلاً في القدس جامعة وعاصمة لدولتنا الفلسطينية المستقلة ان شاء الله".