أكد أساتذة وخبراء في الإعلام، أن مواجهة التطرف في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم حاليا، يستدعي وجود وسائل إعلامية قوية، لا تغفل عن أداء دورها في مواجهة الحروب من الجيلين الرابع والخامس، التي تستهدف نشر البلبلة
والفوضى في المجتمعات لإثارة القلاقل والاضطرابات، وكسر الإرادة.
التربية أولا
ويرى الدكتور سامي الشريف، القائم بأعمال وزير الإعلام سابقا، إن الإعلام له دور في بناء الشخصية الوطنية السوية، التي تكون في منأى عن الفكر
المتطرف والإرهابي، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الحديثة، أصبحت في أيدي الجماعات المتطرفة،
التي تنفق مبالغ ضخمة لإحداث تغيير في فكر الجمهور وخاصة الشباب.
وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الفكر المتطرف هو عملية لا تولد مع الإنسان، فالإنسان
بطبعه مسالم وسطي، ولكنه يتعرض لمقومات اجتماعية في المنزل والمسجد والكنيسة والمدرسة
ووسائل الإعلام، وربما يحدث تحول في تفكيره لصالح آراء وأفكار وتوجهات قد يكون بعضها
سيء والبعض جيد.
وأوضح أن التربية في المنزل والمدرسة
التي تعلم الطفل التعبير عن آرائه واحترامها، تخلق شخصية سوية، تستطيع تفنيد الأفكار
والشائعات، أما الشخصية التي تربى داخل المدرسة على أنها متلقيىة فقط لا تعبر عن رأيها،
تكون تربة خصبة لنمو الأفكار المتطرفة، لافتا إلى أن الإعلام له دور في اختيار
القضايا التي تهم المجتمع، وتخلق مواطنا صالحا، فلا يجب أن يقوم الإعلام بفرض قضايا
لا تهم المواطن مما تجعله يهرب من المشاهدة أو الاستماع له.
فوضى الإعلام
وقال الدكتور
عبد العزيز السيد، عميد كلية إعلام جامعة بني سويف، إن الإعلام له دور في توعية الفرد
من الأفكار المتطرفة، وذلك عن طريق تقديم المعلومات الحقيقية التي تؤدي إلى فهم ووعي
وإدارك الجمهور المستقبل الرسالة الإعلامية.
وأضاف عميد
كلية إعلامة جامعة بني سويف في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن التطرف
الفكرى هي مشكلة عالمية تعاني منها كل الدول، والتي تستهدف بث السموم داخل المجتمع،
حتى يصبح أبناء المجتمع هم من يهدمون وطنهم بأيديهم، لذلك على الإعلام دور في توعية
الشباب وبث المعلومات الحقيقية.
وأوضح أن
الإعلام يواجه تحدي مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، وبث الشائعات عبر مواقع التواصل
الاجتماعي، التي تستهدف الفوضى في المجتمع، خاصة أن وسائل التواصل أصبحت أداه من أدوات
حروب الجيل الرابع والخامس.
حروب تحتل العقول
وفي نفس السياق قالت الدكتورة أماني
ألبرت، المستشار الإعلامي لجامعة بني سويف، إن الإعلام له دور في محاربة الأفكار الهدامة
والمتطرفة التي تستهدف الإنجازات والمشروعات التي تقيمها الدولة المصرية.
وأضافت ألبرت في تصريحات خاصة لـ
"الهلال اليوم"، أن هناك فئة تقوم ببث الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي
لتشكيك المواطن في الإنجازات التي تشيدها الدولة، موضحة أن الإعلام في حرب تحتل العقول،
فهو دوره خلال الفترة الحالية تحرير العقول وتنويرها، فالبقاء هنا للأقوى، والتي تعني
الأقوى في الكلمة والأمانة ونشر الحقيقية.
دور الشباب
وقالت الدكتورة ماجدة مخلوف، رئيس
قسم العلاقات العامة والإعلان، بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال، بمدينة الثقافة
والعلوم، إن الإعلام له دور في توعية الشباب لتفنيد الشائعات وعدم نشرها، وجعلها تقف
عنده هو فقط، موضحة أن هناك مثلثا مرتبطا ببعضه الشباب الواعي والإعلام والمسئولين.
وأكدت في تصريحات خاصة لـ "الهلال
اليوم"، أن الشباب لهم دور في وقف الشائعات عن طريق البحث عن مصدر المعلومة من
مصادرها المتاحة، عبر شبكات الإنترنت، مشيرة إلى أن الحكومة عملت على توفير منصات للتواصل
وتفنيد الشائعات، التي تعمل على هدم المجتمع، موضحة أن الإعلام له دور في مواجهة الأفكار
المتطرفه وتحليلها.
ووجهت رسالة إلى الشباب، قائلة:
"لو سمحت قبل ما تعمل شير.. اتأكد من صحة المعلومة على الوسائل الرقمية التي أتاحتها
الحكومة".
وأشارت إلى أن المسؤولين لهم دور في
مواجهة الأفكار المتطرفة والشائعات، عن طريق كشف الحقيقة بشكل مستمر، مما سيعمل على
قتل الشائعة في مهدها، موضحة أن نقص المعلومات يجعل المجال خصب لنشر الشائعات.
الإعلام VS الفكر المتطرف
وأكد الكاتب الصحفي، رفعت فياض، إن
الإعلام له دور في مواجهة الفكر المتطرف، فهو الذي يشكل فكر الأمة، من خلال ما يقدمه
من فكر مستنير أيا كان مستواه، فالإعلام هو الوحيد القادر على تفنيد الأفكار المتطرفة
والرد عليها.
وأضاف فياض في تصريحات خاصة لـ"الهلال
اليوم"، أن أي تطرف غير مقبول على الإطلاق سواء كان في مجال الثقافة أو السياسية
أو الدين، مشيرا إلى أن تشكيل الوعي للمواطن بشكل جيد ليصبح حائط صد لمواجهة أي أفكار
متطرفة ضد أي أفكار هدامة تأثر على أفكار المجتمع، لحماية الأمن القومي المصري.