الثلاثاء 2 يوليو 2024

"علمي وجهلكِ"..قصة من مجموعة جئتك بالحب لـ«تيسير النجار»

فن8-11-2020 | 15:11

ينصت إليها بكل جوارحه كما العادة؛ سارة صديقته الغالية يشبهها بعلامة الإستفهام متى لحقت شيئًا تحول إلى سؤال حتى اللانهاية؛ لكنها اليوم أكثر حيرة وطلبها غريب جدًا، هل وصلت بها الحماقة حتى تريد أن تكون إلهًا؟ يحاول استيعابها وتقبل ما تقول؛ مشاغله لا تجعله بجوارها دائمًا بالرغم من معرفته قدر احتياجها إليه؛ خاصة بعد غياب باسم المفاجئ؛ لم يكن مفاجئًا أخبرته بخناقاتهما الأخيرة والكثيرة جدًا، سارة حقًا تحتاج من يُخلق خصيصًا لأجلها، هذا هو اقتراحها فتاة تماثلها في الصفات تشاركها الحياة، أوضح بأن تلك الفتاة المزعومة ستعاني من شعور بالدونية الدائمة؛ فقالت:

لا لن أتعالى عليها أو أشعرها بأي نقص، لست إلهًا.

بدت عصبيتها واضحة، خرجت الكلمات بنبرة أعلى مستنكرة كيف لا يفهمها، أتجه إلى النافذة كأنها لا تتحدث إليه، وقف ومد عنقه إلى الأمام، الهواء منعش بالخارج ثم نظر نحوها بوداعة وتقبل.

الفارق موجود يا عزيزتي، لا تنسي عملكِ وجهلها.

قلت لك؛ لن أشعرها مطلقًا بذلك؛ ستشاركني الحياة يا سلامة.

اقترب منها وربت على كتفها؛ جلس في مقابلتها:

الحياة ممتلئة بالمبهجات، لا تتوقفين أمام قصة حب فاشلة بكل هذا الحزن.

لست حزينة.

لم أرد قول بكل هذا الجنون.

توترت بشدة وبدأت في تحريك ركبتها بإيقاع سريع، نظرت إليه وقالت باقتضاب:

أخرج.

هكذا كلمة واحدة؛ زفرت وأطرقت برأسها، حمل الجاكيت وودعها؛ طلب منها تحدثه في وقت لاحق، لم تجب.

أغلقت النافذة والباب، حاولت أن تنام، أيقظتها نقرات على كتفها وصوت هامس: استيقظي.

فتحت عينيها على ما لم تصدق؛ هي ذات الملامح والجسد وكل شيء؛ لو أن جسدها غير موجود لأيقنت أنها هي، ممتنة للقدر جدًا؛ ابتسمت واعتدلت في جلستها؛ أفسحت لتجلس بجوارها؛ تتأملها بدهشة وسعادة وحب؛ غير أن نظرات الأخرى يملؤها التعجب والحيرة سألت:

من أنا ؟

فكرت هل تخبرها باسمها ويحملان نفس الاسم، لا لن ينفع؛ تمنت لو أنجبت طفلة ستسميها روينا لتكن هي روينا.

روينا.

أشارت لها حتى تجلس؛ لكنها لم تفعل.

هذا اسمي؛ لكن من أنا ؟ لماذا نشبه بعضنا؟

أنتِ جزء مني.

كيف؟ ما هي قرابتنا؟

هل تشعرين بالجوع يا روينا؟ أنا جائعة جدًا.

لا لست جائعة، أريد أن أعرف من أنا؛ من فضلكِ.

لم تجب، كم تمنت أن تمتلك صديقة تشبهها في كل شيء حتى تبقى بجوارها؛ تشاركها كل تفاصيل حياتها لا تملها أو تتهمها بالجنون فهي لا تعرف سواها، زادت رغبتها بعد هجر باسم حبيبها الأول ورفيقها قال أنها لا تطاق وذهب؛ تحققت أمنيتها؛ لكن كيف التعامل مع الشغف للمعرفة وذلك أهم طباعها وما ينفر الناس منها أحيانًا.

من أنا؟

روينا صديقتي وشريكتي في الحياة.

أنا سارة وأنتِ محتالة؛ وجدت أوراق هويتي وكل شيء عندما كنتِ نائمة، تشابه ملامحنا ما جعلني أترفق بكِ، اخبريني من أنتِ؟

أنا سارة وأنتِ انعكاس لي، أسميتكِ روينا.

لا أعرف روينا أين أوراق هويتكِ؟

أنا سارة لدي عائلة؛ أنتِ صورة مني وحسب.

هل تستطيع عائلتكِ التمييز بيننا؟

كفى؛ من فضلكِ.

اتصلت بصديقها سلامة؛ أخبرته بما حدث معها وسط البكاء والدهشة؛ صرخ فيها:

يا محتالة اتركي صديقتي في حالها؛ يكفيها الخواطر المريضة التي تعذبها.