استيقظ أهالي منطقة المرج القديمة على صراخ جيران الشاب "حازم محمود" الذي لم يتجاوز عمره 35 عامًا عندما شاهدوه معلقا بحبل في مروحة السقف مشنوقًا، وأشارت تحريات المباحث أن المتوفى انتحر نتيجة مروره بضاقه مالية وظروف اقتصادية.. انتقلت "دار الهلال" لمنزل المنتحر وتقابلت مع جيرانه.
هنا في شارع أحمد الموان أمام مزلقان العشرين بمنطقة المرج وأمام العقار رقم 2 بالطابق الثاني كان يقطن الشاب حازم المنتحر بسبب الظروف الاقتصادية والضغوط الأسرية وفور وصولنا اصطحبنا الجيران إلى داخل شقة حازم .  
وقالت  "أم محمد"، 50 عامًا، ربة منزل، جارته  أقيم في الطابق الأول بالمنزل منذ ثمانية أعوام  والمعروف عن حازم أنه طيب السمعة ومتدين وكان على علاقة حب بالجميع، ومنذ عامين تعرض حازم لحادث أفقدته الحركة وتسبب في عدم استطاعته على الحركة إلا على عكازين، وبعد فترة من الحادث بدأت الخلافات الزوجية  تدب إلى منزلهما الهادئ بين حازم وزوجته  بسبب الظروف المادية الصعبة نظرًا لعدم قدرته علي العمل من جديد بعد أن عجزت قدميه علي الحركة، وأشارت أن حازم أنجب من زوجته «رجاء» طفل يدعى محمد في الصف الرابع الابتدائي، وأوضحت أن مصاريف المنزل زادت ولم يستطع مواجهة صعوبات الحياة الأمر الذي جعل زوجته تترك المنزل وتذهب لوالدها ".
وتابعت أم محمد في حديثها أن والد حازم كان يساعده قدر المستطاع، وأضافت أم محمد أن حازم كان يعمل في صيدلية إلى أن عجز عن الحركة فساعده أحد الجيران عن طريق إيجاد فرصة عمل في أحد المحلات بالقرب من المنزل، وأنه كان يذهب لوزارة الصحة لإنهاء إجراءات عملية جراحية في قدمه حتى يستطيع الحركة من جديد إلا أن واجهته صعوبات جعلته يائسًا من الحياة، موضحة أخبرني حازم قبل أسابيع من انتحاره أن العملية الجراحية باهظة الثمن.
وأشارت جارته أنها لم تشاهده قبل يوم الحادث وفي صباح يوم الواقعة سألني صاحب المحل الذي وافق علي العمل معه ليساعده، فأخبرته أنني لم أشاهده منذ أمس الأول فصعد الرجل وطرق الباب فلم يفتح، فاتصلنا بالشرطة التي حضرت وكسرت الباب لنتفاجيء بوجوده معلقًا في سقف المروحة".
وقال عاطف مرزوق، كهربائي، إن حازم كان طيب السمعة عاش مع زوجته أكثر من 10 أعوام أنجب منها محمد وأنه  تعرض لحادث تسبب في عجزه، بدأ جيرانه يساعدوه بقدر المستطاع فنحن أسرة واحدة في الشارع، وليس له مورد رزق وكان والده يرسل له كل شهر مبلغًا من المال حتى يواجه صعوبات الحياة إلا أن زوجته لم تتحمل ذلك فتركت المنزل وأخذت جميع منقولاتها فأصُيب باكتئاب حتى عمل بأحد المحلات القريبة من منزله، وفي الأيام الأخيرة قبل انتحاره لاحظنا اختفاءه حتى حضر صاحب المحل وشاهدت أحدي جيرانه من الناحية الأخرى أنه معلقا في السقف فابلغنا الشرطة التي حضرت مشيرا أن الظروف المادية التي مر بها حازم السبب الرئيسي وراء انتحاره.
وكان اللواء خالد عبد العال، مدير أمن القاهرة، تلقي إخطارًا من قسم شرطة المرج بعثور أهالي منطقة الموان بشارع سوق السيراميك علي جثة شاب في العقد الثالث من العمر مشنوقا داخل شقته، وتبين  من التحريات التي أجراها المقدم محمود الأعصر والنقيب هاني منصور، أنه لاتوجد شبه جنائية وراء الحادث وأن المجنى عليه  انتحر نتيجة مروره بضائقة مالية تحرر المحضر وتولت النيابة التحقيق.