«بيومي»: علاقتنا بفرنسا وثيقة.. وزيارة «لورديان» تضع الأمور في نصابها الصحيح
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إيف لورديان لمصر هدفها هو إعادة الأمور إلى مسارها، وشرح وتوضيح سوء التفاهم الذي حدث بين البلدين بعد تصريحات ماكرون المسيئة للنبي والدين الإسلامي، وتصحيح النظرة المعادية لفرنسا، وأنها تحترم كل الدول الإسلامية، ولا تقصد الإساءة لأي ديانة من الديانات.
وأوضح بيومي، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن الدول الإسلامية سيطرت عليها موجة من الغضب تجاه ما قام به ماكرون، وجاء ذلك من خلال حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية في مصر وبعض الدول الأخرى، ولكن هذه الحملة لم يكن لها تأثير فعلى، ولم تتأثر العلاقات بين باريس والقاهرة، وما زالت تربطهم علاقات وثيقة.
وأشار إلى أن فرنسا لا تعتبر ازدراء الأديان جريمة، لكن يجب التصدي لهذا الفكر وترسيخ أن الإساءة للدين جريمة كبرى، والقول بأنه حرية في التعبير يعتبر ازدواجية فكرية، ودعوة إلى العنصرية.
وأكد أن التعاون بين البلدين مستمر، ويجب على البلدين الاهتمام بعدد من القضايا المهمة، على رأسها مواجهة العنف والفكر المتطرف والإرهاب، وتبادل الآراء في بعض القضايا الإقليمية المشتركة، وفي مقدمتها ليبيا وسوريا بما يعزز التعاون والتشاور بين البلدين.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد استقبل أمس الأحد، وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وكذلك السفير الفرنسي بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تناول موضوعات التعاون المشترك في إطار العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وكذلك استعراض سبل تعزيز الجهود لمواجهة تصاعد نبرات التطرف والكراهية في ظل التوتر الأخير بين العالم الإسلامي وأوروبا.
كما التقى وزير خارجية فرنسا، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأكد الإمام الأكبر لـ"إيف لورديان" أنه أول المحتجين على حرية التعبير إذا ما أساءت هذه الحرية لأي دين من الأديان وليس الإسلام فقط، مضيفا: "أنا وهذه العمامة الأزهرية حملنا الورود في ساحة باتاكلان وأعلنا رفضنا لأي إرهاب.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان لورديان، أن التجاوزات موجودة عند أتباع كل دين وفي شتى الأنظمة، فإذا قلنا إن المسيحية ليست مسؤولة عن حادث نيوزيلندا؛ فيحب أن نقول أيضا إن الإسلام غير مسؤول عن إرهاب من يقاتلون باسمه، أنا لا أقبل أبدًا أن يتهم الإسلام بالإرهاب.
وأكد شيخ الأهر: "نحن هنا في الأزهر قديمًا وحديثًا نواجه الإرهاب فكرًا وتعليمًا، ووضعنا مقررات ومناهج جديدة تبين للجميع إن الإرهابين مجرمون وإن الإسلام بريء من تصرفاتهم."
وقال "الطيب" إن حديثه بعيد عن الدبلوماسية حينما يأتي الحديث عن الإسلام ونبيه، صلوات الله وسلامه عليه، مضيفا أن تصريح وزير الخارجية الفرنسي في غضون الأزمة كان محل احترام وتقدير منا، وكان بمثابة صوت العقل والحكمة الذي نشجعه.