الإثنين 29 ابريل 2024

"سوء تفاهم".. قصة من مجموعة جئتك بالحب لـ«تيسير النجار»

فن9-11-2020 | 15:26

(1)

تمنت كثيرًا أن تمتلك حبيبًا، استيقظت فرحة بحلم الليلة، رقصت تانجو الذي تجهله في الواقع، رقصت بحرفية مع شاب وسيم، أعترف لها بحبه في نهاية السهرة التي كانت في مكان لم تره من قبل، اتجهت إلى عملها بسعادة، قادت سيارتها كأنها تحلق، اصطدمت بشاب وسيم يركب دراجة، أخذته إلى المستشفى، لم يكن مصابًا جدًا؛ فقط جُرح في كوعه، أمام إصرارها ذهب، كان يشبه رجل الحلم، تبادلا أرقام الهواتف، عندما أنزلته عند مقر عمله، ودعها بامتنان، قالت لنفسها :"صار لي حبيب".

(2)

أعجب بحيوية الشابة التي صدمته بسيارتها، أنها روائية ليست مثل النساء اللاتي في عمله، كمبيوتر في شكل أنثوي، ينتظر اتصالها ممتلئة بالحياة، كلماتها على صفحات التواصل الاجتماعي تسحره، أنها عالم كبير يبحر فيه كما يشاء، تجذبه نساء عالمها الروائي عظيمات متفهمات، هي من خلقتهن لابد أنها الأكثر عظمة وتفهم منهن.

(3)

- أخيرًا وجدت من أضعف أمامه.

هكذا هي فكرت، حبيبها له كل شيء الحب والضعف والجنون، ليست مضطرة لإدعاء أي شيء، تقابله دون تجميل في منزلها، تداعبه.

-  يحبني ويحب كل ما يصدر مني. 

هكذا تؤكد لنفسها، بينما كان يتقلص وينزوي من شطحاتها، يفكر لابد أنها تختبره بتلك التصرفات، هذا الخاطر الذي تقبل به كل ما تفعله وهو يبتعد.

(4)

عد على أصابعها الأيام التي غاب عنها فيها، كفها صغيرة بين يديه، تنظر إليه بشوق وعتب قليل، أعتذر عن غيابه وقبل باطن كفها، كان رومانسيًا جدًا في هذه اللحظة، لكنها شدت شعره بطفولة وضحكت بشدة، انسحب من حضنها، كانا متشابكين فيما يشبه الحضن، شعرت بانزعاجه:

أحبك.

اخرج مشطه الصغير ومشط شعره كما كان، مضت دقيقتين، شفتها السفلي متدلية بحزن مصطنع يعرفه ويحبه، مرر إصبعه على شفتيها وقال: 

أحبكِ أكثر، لماذا تصرين على النزق والحماقة؟

لأنهما جزء مني.

لكنكِ واعية، وعيكِ مقتصر على الكتابة.

حرك كفه بالسؤال.

من الصعب أن يظل الإنسان واعيًا دائمًا وذلك مجهد أيضًا.

جلس على حافة السرير، اقترب منها:

أحب وعيكِ وذكائكِ.

أنا أحبك بكل شيء حتى عيوبك.

رن هاتفه، ناولته إياه، لم يجب على المتصل.

تأخرت، سأذهب يا حبيبتي.

رفعت كفيها وباعدت بين أصابعها:

كم يومًا ستغيب؟

قبل كفيها وخرج.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa