الأربعاء 15 مايو 2024

احترس «بابجي» قاتل خفي.. طفلا الإسماعيلية لن يكونا آخر الضحايا.. وخبراء: تأثيراتها السلبية لا ترتبط بعمر محدد

حوادث9-11-2020 | 16:06

واصلت لعبة «بابجي»، حصد أرواح لاعبيها، حيث أعلنت مديرية أمن الإسماعيلية، نهاية أكتوبر الماضي، وفاة طفلين، دهسا، تحت عجلات قطار، لانشغالهما باللعبة.

 

تلقى اللواء ياسر نشأت مساعد وزير الداخلية من إدارة شرق يفيد بوقوع اصطدام قطار بطفلين أثناء وجودهما على شريط القطار المار بعزبة عسكر بالإسماعيلية.


وورد من رئيس المباحث أحمد جمال أن الطفلين انشغلا بلعب بابجي، وكانت السماعات سببًا في أنهما لم يسمعا صوت القطار؛ ما أدى إلى مصرعهما تحت عجلات القطار.

 

الضحيتان لن يكونا آخر القائمة، التي يرى خبراء القانون وعلم النفس، أن اللعبة ستستمر في حصد الضحايا بسبب تأثيراتها السلبية التي لا ترتبط بعمر محدد.

 

يذكر أن الأزهر الشريف في نوفمبر عام 2018، بعدما رصد قسم متابعة وسائل الإعلام بمركز الفتوى الإلكترونية، أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، ما دفعه لإصدار بيان بتحريمها وبيان أسباب ذلك، فذكر في البيان أن الله قد حرم ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".

 

وجاء في نص البيان: ولخطورة الموقف، وانطلاقًا من دور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرائد في إرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم، وتحذيرهم مما فيه ضررهم، يحذر من خطورة هذه الألعاب ويهيب بالسادة العلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع".

 

وفي هذا الصدد، رصدت "الهلال اليوم" آراء خبراء الأمن وأطباء نفسيين، حول اللعبة وكيفية التعامل معها .

 

القضاء على الوقت:

 

قال أحمد عبد الله أخصائي نفسي، في تصريحات لـ"الهلال اليوم"،إن الشباب لديه الكثير من الطاقة، والوقت غير المستثمر، لذا يلجأ لهذا النوع من الألعاب اعتقادًا منه بأنها تساعده على التسلية وتضييع الوقت.

 

 وأكد الأخصائي النفسي أنه في هذه المراحل العمرية، تكون الطاقة الجسمانية والوجدانية عالية، لافتا إلى أن التأثير السلبي من اللعبة يتضمن العنف والقتل، ولا توجد فئة عمرية محمية من التأثيرات السلبية لها  .

 

ووجه "عبد الله" نصائح للآباء والأمهات، موضحا أنه يجب علي الأسرة بالمنزل والمدرسة أن تشغل النشء بالأنشطة الجسدية والعقلية، والاجتماعية، للهروب من إدمان نوعية هذه الألعاب.

 

صدمة قانونية:

 

أما الدكتور أحمد مهران -أستاذ القانون العام- فأكد أنه لا يوجد مادة في الدستور تمنع الألعاب الإلكترونية ولا يوجد قانون يجرمها، موضحًا أن النصوص الدستورية تضع القواعد العامة والأسس والقواعد ولا يوجد  في قانون العقوبات عقوبة تجرم الألعاب.

 

ضحايا مصريين:

 

رصدت "الهلال اليوم"، عددًا من الحوادث التي وقعت في مصر، بسبب اللعبة خلال الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها  طفلي الإسماعيلية.

 

بينما انتحر طفل (11 عامًا) في منزله بمحافظة الشرقية، بعد أن وبخه والداه بسبب الافراط في اللعب، ومنع الهاتف المحمول عنه مبررين ذلك بانشغاله عن المذاكرة، ما جعل الطفل يمر بحالة نفسية سيئة، ووجدته أسرته مشنوقًا داخل غرفة نومه .

 

بينما كان أبرز الضحايا، الطفل «محمد» الذي عثرت عليه عائلته ملقى على الأرض بدون حركة، وبجواره هاتفهه المحمول مفتوحًا علي لعبة بابجي، وتبين بالفحص أن الطفل مات بالسكتة القلبية.


وفي فبراير الماضي توفى طفل عن عمر يناهز 17 عامًا داخل مستشفي بكفر الزيات، حيث تعرض للاعتداء من أحد أصدقائه بعد أن فاز عليه في اللعبة، وأقر صديقه بالجريمة، مشيرا إلى أنه قال له: "أنت موتنى في اللعبة وأنا هموتك بشكل حقيقى"، وبالفعل أصابه بجروح قطعية ليلقى حتفه في الحال .