ضبط النفس والقدرة على التحكم في الانفعال واحدة من أكثر المهارات التي إذا نجحت الام في غرسها في طفلها منذ الصغر، ضمنت له مستقبلا أفضل، يكون فيه أكثر قدرة على إدارة مواقف الحياة بما تحمله من احباطات وضغوطات بشكل أكثر إيجابية.

 

وبحسب ما تؤكده الأبحاث الحديثة، فإن تنمية مهارة ضبط النفس هي الأكثر تأثيراً في نجاح الأطفال مستقبلاً.

 

وفي السياق نفسه تؤكد مؤسس مبادرة "مكاني كامب لك وأولادك"، والتي تهدف لتنمية مهارات الأبناء والأمهات، الدكتورة منار حسن -متخصصة الحرية النفسية والتوازن- أن أفضل السُبل لتنمية مهارة ضبط النفس والتحكم في الانفعال هو المعايشة العملية للطفل للمواقف التي تحتاج إلى التحكم في الانفعال، مع تدريبه المسبق للخطوات التي يجب اتباعها في هذه المواقف.

 

وأشارت المتخصصة بالحرية النفسية والتوازن إلى أن هذه العوامل تتمثل في،  تدريب الطفل على التريث، وأخذ الوقت الكافي قبل أن يُقدم على أي تصرف حيال المشكلة المطروحة أمامه، وأيضًا تدريبه على الإنصات للحديث، وتدريبه على متى وكيف يأخذ دوره في الرد.

 

وأضافت أن ثمار التدريب العملي للأطفال على هذه المهارة تكون نتائجه أكثر إيجابية، مقارنة بأي طرق أخرى تعتمد فقط على التلقين دون ممارسة عملية.

 

وأكدت منار حسن أن تدريب الأطفال على هذه المهارة وغيرها، من الأفضل أن يكون من عمر 6 سنوات إلى 12 عاما، لأن هذا السن الأكثر استجابة لتعلم المهارات، كما أن تعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة لدى الطفل يكون أكثر سهولة من الأطفال في هذا العمر.

 

ولفتت الى أنه من الأمور الهامة التي تساهم في غرس مهارة ضبط النفس في الطفل أن تكون الأم قدوة لطفلها من حيث القدرة على ضبط الانفعال والقدرة على إدارة المواقف بقدر من الحكمة والتعقل، مشيرة إلى أن هناك استجابة كبيرة من الأمهات في تلقي التدريبات على هذه المهارة في إطار ما يقدمه المبادرة ما يدل على وعي حقيقي من قبل الأمهات ويكون بالفعل له دور إيجابي في غرس المهارات لدى الطفل، حيث ان الطفل إذا ما وجد تناقض بين ممارسات الأسرة وما بين ما يسعى لتعلمه فان النتائج لا تكون مرضية.

 

وأكدت منار حسن أن السعي لتنمية مهارات الأبناء ومنها مهارة ضبط النفس وغيرها من الأمور التي إذا تحققت فإنها تعني اننا نهدي للمجتمع أفراد أسوياء بلا عقد نفسية، ما يكون له أثر بالغ على حياة أفضل للجميع.