الأحد 26 يناير 2025

فن

«جنقو».. رواية سودانية تفوز بجائزة الأدب العربي في فرنسا

  • 9-11-2020 | 19:06

طباعة
فازت اليوم  رواية "الجنقو مسامير الأرض" للكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن، بجائزة الأدب العربي في فرنسا في دورتها التاسعة، حيث أعلن معهد العالم العربي بباريس فوز "جنقو" في نسختها المترجمة إلى اللغة الفرنسية لكزافيه لوفان.

تحكي الرواية عن العمال الموسميين "الجنقو" الذين تركوا أوطانهم في شمال السودان واتجهوا شرقًا للعمل في الحقول، تركوا منازلهم، وأهلهم بحثًا عن الرزق والخير الوفير، يعملون في مزارع السكر، حقول السمسم والمصانع الباليه، يقبلون العمل في أسوأ الظروف حتى يعودوا مرة أخرى إلى الشمال بالثروة الصغيرة. تتبدل أعمالهم وأسماؤهم خلال شهور السنة، هم "الجنقو"، "الفحامين" و"كاتاكو"، يعملون نهارًا ثم تغويهم الملذات ليلًا، فيقررون في النهاية ألا يعودوا شمالًا بثروتهم الصغيرة، بل يبقون في الشرق يفنون فيه المال والعمر.

جدير بالذكر أن عبد العزيز بركة ساكن، أديب وروائي سوداني، يقيم في النمسا، تنال أعماله إقبالا جماهيريًا وأكاديميًا، له عدة أعمال روائية ومجموعات قصصية، من أعماله "الجنقو مسامير الأرض" التي نالت جائزة الطيب صالح عام 2009، "ثلاثية البلاد الكبيرة: الطواحين، رماد الماء، زوج إمرأة الرصاص"،  "العاشق البدوي"، "موسيقى العظام"، "الرجل الخراب" و"مخلية الخندريس" التي تقرر عام 2013، إدراجها في المناهج الدراسية بالمعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا في نسختها المترجمة إلى الألمانية ترجمة الدكتورة إشراقة مصطفى.

ترجم الرواية إلى الفرنسية المترجم البروفيسور كزافيه لوفان أستاذ الأدب العربي وعميد كلية الآداب والترجمة والاتصال بجامعة بروكسل الحرة، وعضو بالأكاديمية الملكية في بلجيكا. سبق أن قام لوفان بترجمة عشرات الأعمال الأدبية من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية لكتاب من مختلف البلدان العربية، كما سبق له ترجمة عدد من الأعمال السودانية مثل: "العطر الفرنسي" للكاتب الروائي أمير تاج السر، "الخريف يأتي مع صفاء" للروائي أحمد المك، كما ترجم مجموعة من القصص القصيرة لكتاب سودانيين نشرتها دار "ماجلان" بعنوان "قصص من السودان".

ومنذ ثلاثة أيام، في 6 نوفمبر 2020، أعلن كان مجلس أمناء جائزة الترجمة الكبرى لمدينة "أرل" بجنوب فرنسا، فوز المترجم كزافيه للوفان بالجائزة عن ترجمته لرواية "الجنقو مسامير الأرض" إلى الفرنسية، واستلم كزافيه الجائزة عند افتتاح أعمال الملتقي الـ 37 للترجمة الأدبية.

أشارت لجنة تحكيم جائزة الترجمة الكبرى في بيانها إلى أن مترجم "الجنقو" قد واجه عددًا من التحديات أثناء عمله، فالرواية تضم مجموعة كبيرة من الشخصيات التي تنتمي لإثنيات مختلفة ولفئات اجتماعية تتدرج من الأكثر ثراءً إلى الأكثر بؤسًا، كما أن ثقل الواقع الذي عملت على تسريده قد أفسح مجالاً للسحر والتعاويذ، للرصانة والجنون. ونتج عن هذا التنوع الاثني والاجتماعي في الرواية أن تنوعت اللغات المستخدمة، فدارت الحوارات فيها بلهجات سودانية، وعمرت ألفاظها بمفردات مستلفة من لغات أخرى لبلدان مجاورة مثل التغرينيا من اثيوبيا. وقد تمكن كزافيه لوفان، وفق بيان لجنة التحكيم، بموهبته ومعرفته بالسياق الاجتماعي والجغرافي لمجتمع الرواية، من التقاط التفاصيل اللغوية الدقيقة والتي عبرها أرشد القارئ الفرانكفوني للثراء الثقافي للعوالم المتشابكة التي قدمتها "الجنقو".

جائزة الأدب العربي في فرنسا، هي جائزة أدبية مرموقة أسسها معهد العالم العربي بباريس بالاشتراك مع مؤسسة جان- لوك لاقاردير في العام 2013، تمنح للأعمال الأدبية لكتاب عرب بشرط أن تكون هذه الاعمال مكتوبة باللغة الفرنسية أو مترجمة إليها، وفاز بها في دورتها الأولى الروائي اللبناني جبور الدويهي عن روايته "شريد المنازل"، بينما فاز بدورتها الثامنة الروائي المصري محمد عبد النبي عن روايته "بيت العنكبوت"، وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف يورو.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة