تحل، اليوم، ذكرى رحيل الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، وهو من نجح في ضم نجد والحجاز، وفي 7 يناير 1946 غادر الملك عبدالعزيز السعودية متجهًا إلى مصر في أول زيارة رسمية له خارج البلاد، ووافق ذلك اليوم أيضًا مرور 20 عامًا على مبايعته ملكًا على الحجاز ونجد وتوابعها.

جاءت زيارته إلى مصر تلبية لدعوة الملك فاروق، الذي زار السعودية عام 1945 لإعادة العلاقات الطيبة بين البلدين وإزالة الشوائب التي تركتها حادثة المحمل، وأرسل الملك فاروق اليخت الملكي "المحروسة" الذي اتجه من السويس إلى جدة لإحضار الملك عبدالعزيز ومعيته، وعاد به إلى السويس بعد خمسة أيام، كانت مصر قد تزينت واستعدت لاستقبال ضيفها الكريم.

استقل الملكان قطارا خاصا أقلهما مع كبار رجال الدولة من السويس إلى القاهرة، ومن محطة مصر استقل الملكان سيارة مكشوفة اتجها بها إلى قصر الزعفران، وكانت الطرق التي يمر بها الموكب قد تزينت مع قصر الزعفران وفصر عابدين، وأصدر الملك فاروق بفتح مطاعم الشعب ثلاثة أيام لإطعام 10 آلاف مواطن مجانا.

استمرت زيارة الملك عبد العزيز لمصر عشرة أيام زار خلالها قصر عابدين ومقر الحكومة ومجلس النواب المصري والجامع الأزهر والجامعة العربية وعدة مؤسسات علمية وصناعية، كما زار الجامعة المصرية وعدة معالم أثرية والمتحف الزراعي وزار الفاروقية في إنشاص، كما زار المحلة الكبرى التي تعد القلعة الصناعية الكبرى في مصر، وأدى مع الملك فاروق صلاة الجمعة بالجامع الأزهر.

أما الفن فقد احتفى بهذه الزيارة حيث غنت أم كلثوم في الإذاعة أغنية "سلو قلبي" بزيادة خمسة أبيات من الشاعر محمد الأسمر، أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقد غنى أنشودة "التاجين" من تلحينه ونظم الشاعر صالح جودت.

وفي ذكرى رحيله تنشر "الهلال اليوم" عدة صور نادرة لزيارته التاريخية إلى مصر.