الثلاثاء 18 يونيو 2024

مذيع BBC لـ"الهلال اليوم": الإذاعة شحنتني بالكثير من الخبرات المباشرة.. "ويلز" ذات ثقافة وعادات مختلفة حاولت بريطانيا محوها.. الطبيعة الجبلية الممطرة لبلادنا آثرت سلبًا في سلوكياتنا

فن11-11-2020 | 14:10

تُعتبر رواية "المدينة الخاوية" أو "الأيتام الذهبيون" لكاتبها الويلزي "جاري ريموند، دليلًا حيًا على مبدأ أن الخيال أساس الإبداع، حتى وإن كان الأمر متعلقًا بتاريخ مكان مثل جزيرة "قبرص" التي تسند أحداث القصة الي وقائعها.. يقول "ريموند": لم يستغرق كتابة "الأطفال الذهبيون" سوى شهرين، ويرجع ذلك لأنني لم أعتمد على البحث والتقصي عن تاريخ تلك الجزيرة الشهيرة، على الرغم من أن تاريخها هو المحور الرئيسي الذي تدور حوله، إذ أنني أعتمدت على خيالي ومشاعري تجاه قصة هؤلاء الأطفال لاستكمال ما لا أعرفه من هذا التاريخ، ولذلك لا أحبذ أن يُعتبر الكتاب دليل تأريخي بأي شكل، فهو في المقام الأول قصة لم تعطيها الحقيقة إلا العمق الواقعي والتأثير العاطفي الذي تعتمد عليه الأحداث. 

يعمل "جاري" روائي وناقد ومحرر ثقافي ومذيع بإذاعة BBC، شارك في تأسيس مجلة "ويلز" للفنون، نشرت روايته الأولى "أولائك الذين يأتون" في 2015، وبينما صدرت "الأطفال الذهبيون" في 2018 تمت ترجمتها للعربية في 2019 بعنوان "المدينة الخاوية".

يقول الكاتب عن طفولته، كنت أكتب القصص منذ أن كنت طفلًا، ومن ثم عملت بالصحافة والمجلات وبعدها كمقدم برامج باذاعة الـ"BBC"، وهي كلها محاولات لكسب العيش والتي أهم أدواتها جميعًا الكتابة، كما أن الراديو ساعده في التواصل بشكل أكثر فعالية، فالأمر الذي يُكلفه سنوات لتقديمه في كتاب، يستطيع تقديمه في برنامجه خلال 5 دقائق، وهو أمر خلاّق جدًا على حد تعبيره. 

مضيفًا: ساعدتني الإذاعة كثيرًا على التمكن من ملكة الحكي، لأنها شحنتني بالكثير من الخبرات المباشرة مع الجمهور، ونظمت أفكاري وأكسبتني الكثير من السلاسة والوضوح والمباشرة، خاصة فيما يُلبّي احتياجات المستمع بما يتماشى مع سرعة العصر الذي نعيشه والذي يجعل الجمهور غير متحمس لقراءة كتب ضخمة، في حين أن باستطاعتهم بكبسة زر الحصول على الكثير من المعلومات والترفيه. 

أما عن محتوى برنامجه فيقول: أكتب اسكريبتات حلقاتي بنفسي، وأقوم باختيار موضوعاتي وضيوفي، ولأنني لا أخرج عن نطاق مدينة ويلز، أكتفي عادة بمناقشة أوجه الفن والثقافة بها، إذ أُقدّم في برنامجي كل ما يتعلق بالأحداث الأسبوعية والتي تتميز بأنها مثيرة للاهتمام، والأحداث الثقافية الهامة وما يتعلق ببرامج التوك شو أو العروض المسرحية والحفلات، وكذلك الكتب وأخبار الفنانين أو الرياضة. 

أما عن السياسة فيقول "ريموند": نتكلم في السياسة كحال باقي المجالات ولكن هذا غير مستحب، وخاصة في وقت الانتخابات، ولذلك أفضل منافشة الأمور السياسية بشكل غير مباشر من خلال الفن والثقافة والأدب. 

مشيرًا الى أنه على الرغم من حبه لبلاده إلا أنه غير مؤمن بالقومية الإنجليزية التي تحكم مدينة ويلز بشكل غير مباشر، وعبر عن ذلك قائلا: "ويلز لا زالت تحت حكم المملكة، مستقلة وغير مستقلة، لها حكومة مستقلة على الرغم من تحكمهم في بعض الأمور كالتعليم والقضاء، ولكن تظل "ويلز" ذات ثقافة وعادات مختلفة، حاولت المملكة قديمًا محوها حتى وصل الأمر لمنع دراسة والتحدث بلغة "ويلز" التي لم أعرفها، بينما كان جدي يتحدث بها، ولكن منذ التسعينات بدأ هذا الأمر في التغير، ودخلت لغتنا القديمة لنظام التعليم كما اعتمدت المملكة الكثير من التوازن بين ما تريد وما نريد. 

متابعًا: بلادنا باردة جدا وثلجية ممطرة أغلب الوقت مع طبيعة جبلية وهو ما ينعكس كثيرًا على الناس بشكل سلبي، فهم غالبًا متعصبين وعابسين. 

يُذكر أن الترجمة العربية لـ"الأطفال الذهبيون" قدمها سيد عمر، وصدرت عن دار العربي للنشر والتوزيع، وهي أحد أهم دور النشر في الشرق الأوسط المعنية بترجمة الأعمال العالمية من مختلف لغات العالم الي اللغة العربية.