الأحد 22 سبتمبر 2024

مثقفون: «لا للتعصب».. تُعيد الروح الرياضية للمجتمع كله (صور)

فن11-11-2020 | 19:57

أشاد مثقفون وكتاب بمبادرة "لا للتعصب" التي أطلقتها "الهيئة الوطنية للصحافة" برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، وهي مبادرة لنبذ التعصب الرياضي بين جماهير الأهلي والزمالك، تحت عنوان "لا للتعصب" وذلك بهدف حث جماهير الكرة المصرية على نبذ العنف والتعصب وإعلاء قيم التسامح والتحلي بالروح الرياضية.


ومن جانبه أطلق الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، مبادرة لنبذ التعصب اسمها "لا للتعصب نعم للروح الرياضية"  لنبذ العنف بين جماهير الأهلي والزمالك وذلك خلال المباراة النهائية لـ"دوري أبطال إفريقيا" التي تقام 27 نوفمبر الجاري.

 

قال الشاعر ورئيس تحرير مجلة "ميريت" الثقافية، سمير درويش، جميل أن تطلق الهيئة الوطنية للصحافة ووزير الشباب والرياضة مبادرة لمنع التعصب مثل "لا للتعصب"، خاصة أن المجال الرياضي شهد في السنوات الأخيرة الكثير من التنابذ والصراع بين الشخصيات التي تقود الفرق الرياضية، والتي من المفترض أنها تكون حريصة على عدم انفلات الوضع، ووصوله إلى جماهير الكرة المتعصبة بطبعها، وقد انتقل الصراع –مع الأسف- إلى القنوات الفضائية ذات نسب المشاهدة العالية، فنراها تنفخ في النار يوميًّا، مما يهدد السلم الاجتماعي بالفعل. وينذر بكارثة لو استمرت الأوضاع على ما هي عليه، خاصة أن جمهور كرة القدم واسع جدًّا.


كما أضاف درويش، المبادرة جميلة وفي وقتها كما قلت، وأرجو أن تساهم في إطفاء النار المشتعلة تحت الرماد، فالوضع في مصر في ظل الظروف المجتمعية والاقتصادية الراهنة لا يحتمل المزيد من الاحتقانات، لكن ما أخشاه أن تتحول إلى مجرد كلام جميل يقال في المناسبات دون أثر في الواقع، لذلك لا بد أن تترافق مع جدية في تطبيق اللوائح والقوانين على المخالفين في المجال الرياضي، وبصرامة دون النظر إلى الأسماء والأحجام والعواقب، فالتعصب يأتي من فوق، من الشخصيات الرياضية التي تدير المشهد نفسها، ويخضع لحسابات المصلحة الشخصية لهذا أو لذاك، ولن يتم تحجيمها بالكلام الجميل فقط، ولكن بالقرارات التي تتخذ ضد المخالفين بالقانون. البرامج الرياضية اليومية أصبحت كثيرة جدًّا، وعشرات أضعافها يبث عبر موقع يوتيوب مشاهداتها بالملايين، وهناك قنوات رياضية متخصصة، طغت هذه البرامج على ما سواها من البرامج السياسية والفنية والثقافية، حتى أن برامج التوك شو الشهيرة الرئيسية أصبحت تتحدث في الرياضة بشكل مكثف، لدرجة أنها جذبت قطاعات كبيرة من المشاهدين في مصر، فإن لم ينضبط الأداء وتطبق المعايير واللوائح على الجميع بحسم، فهذا ينذر بانفلات غير محمود العواقب، وقد تابعنا جميعًا ما حدث في بعض الملاعب من سنوات قليلة من مشاهد مؤسفة يتمنى كل عاقل ألا يراها مجددًا.


قال القاصى والروائي، وسام جنيدي، إن مبادرة "لا للتعصب" هي مبادرة هامة جدًا ويجب تطبيق فكرتها فورًا، لأن التعصب هنا لن يكون في تشجيع كرة القدم فقط وإنما في جوانب الحياة المختلفة، وأشار إنه بشكل شخصي لا يعرف لماذا يلجأ مشجعين الكرة للعنف في كل الأحوال، فجماهير الكرة من المفترض أنها تقوم بالتشجيع من أجل متعة اللعب، وفي الآخر لا يستفيد أي منهم بأية شيء خاصة أن العنف والتعصب ينتقل إلى حياتهم الخاصة ويعود عليهم بالخسائر.


وأضاف جنيدي، أن الجهاديين والإخوان المسلمين في فترة من الفترات كانوا يلجأون للمشجعين المتعصبين لتجنيدهم وإدخال الأفكار الإرهابية إليهم، وأشار إلى أنه في مثل هذا الظرف يسهل عليهم توجيه عنف المتعصبين إلى أفكار مختلفة؛ حيث يكون عندهم بالفعل بذرة التعصب.


وأضاف الناقد والروائي الدكتور محمد سليم شوشة، أن هذة المبادرة هامة جدا ويجب أن يتم تنفيذها في مجالات مختلفة، بأن تكون مثل الخطاب الأدبي والرسمي بشكل كبير، أن يتم توجيه الشباب من خلال الروايات وبرامج التليفزيون على تقبل الآخر، وأن هناك تنوعًا في الرأي.


وأكد شوشة، أن الحد من التعصب والعمل على زيادة إمكانية قبول الآخر لدى الشباب يجب أن يكون عبر الوسائط المختلفة والخطابات الأدبية التي تطرح نماذج وأفكار وقيم جيدة تهدف إلى الحد من التعصب وزيادة قيم التسامح وقبول الآخر، تنهي أكفار الجمود، وتفتح مجالا ومساحات مختلفة من شأنها زرع الأفكار الجيدة لدى الشباب وتسمح لهم بقبول التغير والتطور وأن تلك الأفكار يمكن تنفيذها من خلال الدراما والسينما وروايات الأكثر مبيعا أو "البيست سيلر" لأنها الأقرب إلى الشباب من الأدب في شكله التقليدي أو الأعمال الفنية لفنانين قد يرى الشباب أن أفكارهم قديمة لا تتناسب معهم.


ومن جانبه قال الروائي أدهم العبودي، أن مبادرة "لا للتعصب" إنما هي مبادرة عظيمة جدا، ومن أهم أغراضها درء الفتن والتوفيق بين كافة أطياف الشعب المصري، وأضاف أن كرة القدم لعبة رياضية لا يمكن أن تكون سببًا في التفرقة بين المصريين وأن يتحولوا إلى فصيلين يتعصب كل منهما ضد الآخر.


وأضاف العبودي، أنه يتمنى أن تستكمل تلك المبادرة بعدد من الندوات وورش التوعية في جميع محافظات مصر، وذلك لمحاولة السيطرة على الذهنية الكروية الموجودة لدى الشعب المصري.

 

وقالت الروائية والقاصة والكاتبة الصحفية سهى زكي، أن مثل تلك المبادرة إنما هي فكرة جديدة في مضمونها، وجميل أن تصدر أيضًا عن وزير الشباب والرياضة، فلم يهتم وزير من قبل بمثل تلك الأمور، بالإضافة إلى أن المتخصصين في الرياضة عادة لا يلتفتون إلى أن المشجعين هم جزء مهم جدا من العملية الرياضية، فالمشجع هو وقود المباراة، بالإضافة إلى أنه هو أيضًا في حياته الخاصة "أب، أخ أو ابن" فإذا لم يقم بالحد من تعصبه فسوف ينتقل به إلى حياته وينتج عنه عنف مجتمعي واسع المدى، لأن تعصب مشجعين الكرة ليس مرتبط فقط بالكرة، لذا فإن "لا للتعصب" تعود فوائدها على مناح مختلفة ومتعددة من حياة المجتمع المصري.


وأكدت زكي، أن "لا للتعصب" يمكنها أن تُعيد "الروح الرياضية" مرة أخرى، فإن هذا المصطلح لم يعد له عنى في السنوات الأخيرة، خاصة بعد كثير من أحداث العنف التي تحدث في مبارايات كرة القدم، سواء في الملاعب أو على المقاهي أو في الطرقات، ونحن في حاجة ماسة إلى أن تنتقل فكرة هذه المبادرة إلى نطاق أوسع حتى نستفيد من مثل تلك المبادرات القوية ونحل أزمات كثيرة متعلقة بالرأي والرأي الآخر.