الخميس 16 مايو 2024

موكب المومياوات يعيد جمال الطبيعة لبحيرة «عين الصيرة»

11-11-2020 | 21:58

قبل أن تصل رحلة مومياوات ملوك مصر العظام إلى آخر محطاتها بسلام.ستعبر بالقرب من بحيرة «»عين الصيرة» لتفيض من روحها الفخيمة على تلك المنطقة المنسية.ومن أجل عيون ملوك مصر خلعت عنها العشوائية لترتدي ثوب التطوير والتغيير.منحتهم الرحلة الملكية القوة لتتحول بعدها إلى جنة خضراء لتواصل حكاياتها مع الاستشفاء كما عهدها المصريون منذ القدم.

مساحات خضراء شاسعة وهواء نقي وطيور تحلق فوقها . تلك هي المشاهد التي يراها الزائر عند دخول المنطقة المحيطة ببحيرة عين الصيرة اليوم.فمن أجل عيون موكب المومياوات الملكية القادم من المتحف المصري بالتحرير خضعت تلك المنطقة الاستشفائية والتي تعتبر آخر البحيرات الباقية داخل القاهرة لمشروع تطوير وتعميق وتطهير جعلها تستعيد نقاءها مرة أخرى.بعدما كانت مرتعا للعشوائية وبؤرة تمركزت فيها عدد من المناطق الخطرة.مما تسبب في تلوث مياهها.وأصبحت بحيرة تتجمع فيها مياه الصرف الصحي والمخلفات نتيجة الزحف السكاني العشوائي حولها.وبالرغم من أنها كانت في يوم ما مقصدا علاجيا نظرا لما تحويه من عيون مياه كبريتية مالحة.كان بمثابة النزهة الترفيهية لأهالي القاهرة.

حكايات بحيرة عين الصيرة تتواصل منذ نشأتها الأولى لكنها بعد التطوير نجد أن الحكاية أصبحت أكثر جمالا. ويصفها المهندس محمد الخطيب الاستشاري المعماري لمشروع عين الصيرة وسور مجرى العيون بأنها باهرة، ويقول :» قمنا بتوسعة البحيرة لتصل مساحتها الإجمالية 28 فدانا..تم تركيب النوافير فى البحيرة لإضفاء لمسة جمالية عليها..».لذا لم يكن مستغربا أن تعود الطيور البرية لتستوطن شاطئ البحيرة مرة أخرى بعد انقطاع دام سنوات طويلة. مشيرا إلى إقامة ممشي سياحى بطول 1600 متر.تتراص حوله عدد من الكافتريات و المطاعم.كما شمل المشروع على حد تأكيد «الخطيب « إقامة حديقة الفسطاط الجديدة ليرتفع نصيب سكان القاهرة من المناطق المفتوحة الخضراء.إلى جانب إنشاء مرسى للقوارب الصغيرة داخل البحيرة . مع وجود جزيرة في قلبها تحوي مطعما مفتوحا وحديقة للشاى.وأشار إلى تخصيص أماكن انتظار تسع ل٢٥٠ سيارة.لافتاً إلى :» وجود متحف الحضارة المصرية وعبور الموكب الملكي للمومياوات يزيد من قيمة المكان ويمنحه الفخامة التي يحتاج إليها..».

وعن حكايات الناس التي سكنت منطقة البحيرة وعن 300 أسرة سكنت منطقة «عين الحياة» وسط عشش ومنازل آيلة للسقوط,لكنهم رحلوا إلى حياة جديدة وانتقلوا إلى حى الأسمرات واستلموا وحداتهم بعد سنوات من المعاناة .ويرويها مصطفى علي أحد سكان منطقة الفسطاط المطلة على متحف الحضارة .»فاتحة خير علينا حميعا...» تحدث فرحا بعد أن تم تجديد واجهة كل العمارات المواجهة لمتحف الحضارة.وأضاف «مصطفى» بأن المنطقة كانت عبارة عن «مقلب زبالة» على حد وصفه وبفضل مشروع التطوير «لم تعد الطرق مظلمة ..».بعد أن تم رصف الطريق المواجه للمساكن وإنشاء كوبرى عين الصيرة فى وقت قياسي.

وفي رواية أخرى يحكيها عمرو محمد البدري :» اطمأننت على مستقبل ولادي» بعد الانتقال بعيد عن العشوائيات التي كنت اسكنها وسط منطقة مدابغ عين الصيرة.انتقل للروبيكي وأصبح له «مكان ثابت وكرامة محفوظة وعمل ذو دخل.. «.في حين أعرب هاني كمال عثمان أحد سكان مدابغ عين الصيره عن سعادته بقوله : «الدولة عوضتنا بمصانع ومحلات .. أصبحنا نعيش كالبشر لنا عمل ثابت وبيت نضيف بعيد عن روائح الزبالة والغنم..».وهو ما عبر عنه جاره سيد عبد العال بقوله : « سعادتي لا توصف ..» بعد رحيله عن عشوائية المدابغ ليعيش بمساكن الروبيكي هو وأسرته بالكامل.

“لقد أصبحت الحياة منظمة « تلك كلمات عرفة محمد هاشم البالغ من العمر 38 عاما مشيرا إلى مدى تحسن مستوى معيشة المواطنين بعد استلامهم للوحدات السكنية الجديدة.ويقول :» أصبح أمام أولاده فرصة أكبر للتعليم وممارسة مختلف النواحى الحياة الرياضية والثقافية والترفيهية . بشكل أفضل ..».خاصة وأن الدولة عوضت جميع أصحاب المدابغ ماديا مع توفير مدابغ بديلة مزودة بأحدث ماكينات دمغ الجلود.

ومن أجل عيون استكمال طريق الموكب الملكي ,العمل يسير على قدم وساق .الكل يسابق الزمن أملا في استكمال المشهد ومشروعات التطوير قبل موعد انطلاق الموكب من ميدان التحرير.وتلك حكاية أخرى يرويها المهندس»صادق نصر» أحد استشاريي مشروع تطوير منطقة عين الصيرة وسور مجرى العيون مؤكداً :» نعمل ورديات نهارية وليلية على مدار 24 ساعة يومياً..».خاصة وأن الجانب الأخطر قد تم الانتهاء منه بعد تسكين ما يقرب من ألف أسرة داخل وحدات سكنية بحي الأسمرات.وتخليص منطقة عين الصيرة من العشش والعشوائيات تماما.ويوضح « نصر» أن مساحة المشروع تبلغ حوالي 68 فدانا وبلغت ميزانيته 282 مليون جنيه مصري.بدأت أعماله بإزالة مخلفات البناء من العشوائيات وإزالة المصارف التى كانت سببا رئيسيا فى تلويث البحيرة.ثم البدء فى أعمال تكريك وتطهير وتوسعة البحيرة وزيادة عمقها وتشكيلها لتعود إلى شكلها الأصلي لما كانت عليه.ويضيف «نصر» بقوله أن منطقة بحيرة عين الصيرة ليلا ستشع جمالا بعد وضع تصور كامل لإضاءتها ليلا لتكمل مشاهد القاهرة التاريخية.

والمعروف أنه في عام 2017 خضعت منطقة بحيرة عين الصيرة لمشروع تطويرشامل لتخليصها من العشوائيات وتطهير مياهها الكبريتية.إلى جانب تطوير بقية المنطقة الجنوبية للقاهرة التاريخية والتى تضم مناطق الفسطاط ومجرى العيون.وكان ضمن أهداف المشروع عملية دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول الطريق الواصل بين تلك المنطقة القديمة.