أكدت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، أن
التحديات المتبقية أمام الدول، التي تسعى جماعيا في الوقت الحالي لإحراز تقدم نحو
عالم خال من الألغام فى ظل جائحة كورونا، لاتزال تشمل الارتفاع المستمر فى عدد
الضحايا المدنيين، والاستخدام الجديد للألغام الأرضية المرتجلة من قبل الجماعات
المسلحة غير الحكومية، إلى جانب انخفاض المساعدة العالمية لمكافحة الألغام.
وذكرت الحملة - فى تقريرها للعام الجاري 2020
والذى صدر اليوم الخميس في جنيف - أن ما مجموعه 164 دولة ملتزمة بمعاهدة حظر
الألغام وذلك بعد 23 سنة من تبنيها، وهو ما يمثل أكثر من 80٪ من العالم، مع بقاء
معظم البلدان البالغ عددها 33 دولة فى الخارج، تعمل في حالة امتثال فعلي.
ولفت التقرير إلى أنه تم تأكيد استخدام دولة
واحدة فقط (ميانمار) وهى ليست طرفا فى المعاهدة للألغام الأرضية المضادة للأفراد
خلال فترة تقرير المرصد من منتصف 2019 حتى أكتوبر 2020.
وأشار تقرير مرصد الألغام الأرضية التابع للحملة
الدولية إلى أنه خلال تلك الفترة وجد أن الجماعات المسلحة من غير الدول استخدمت
الألغام المضادة للأفراد فى ستة بلدان على الأقل هى أفغانستان وكولومبيا والهند
وليبيا وميانمار وباكستان.
وأضاف التقرير أن التدمير الهائل لمخزون
الألغام المضادة للأفراد لايزال يمثل أحد النجاحات العظيمة لاتفاقية حظر الألغام،
لافتا إلى أنه حتى الآن دمرت الدول الأطراف أكثر من 55 مليون لغم مضاد للأفراد في
مخزونها؛ بما فى ذلك أكثر من 296 ألفا دمرت فى عام 2019.
ونوه التقرير إلى أن العام الماضى كان العام
الخامس على التوالى حيث سجلت أعداد كبيرة من الضحايا من الألغام الأرضية
والمتفجرات من مخلفات الحرب، وذلك إلى حد كبير نتيجة النزاع المسلح المكثف
والتأثير الواسع النطاق للألغام المرتجلة، وذكر أنه تم تسجيل ما لا يقل عن 5554
ضحية من الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب؛ أكثر من نصفهم بسبب الألغام البدائية
(2949)، مشيرا إلى أن المدنيين لازالوا يمثلون الغالبية العظمى من الضحايا (80٪)،
ويمثل الأطفال ما يقرب من نصف جميع الضحايا المدنيين ( 43 %).
وأفاد تقرير المنظمة الدولية غير الحكومية بأن
العالم كان قد وصل إلى أدنى مستوى له فى عدد ضحايا الألغام الأرضية الجديدة قبل
سبع سنوات، ولكن هذا الإنجاز انقلب حيث بات العالم يشهد ارتفاع أعداد القتلى
والجرحى من المدنيين.
وأضاف أن العام الماضى 2019 شهد أيضا انخفاضا
فى التمويل العالمى للأعمال المتعلقة بالألغام؛ حيث ساهمت 45 جهة مانحة ودولة
متأثرة بحوالي 650.7 مليون دولار، وذلك بانخفاض 7٪ مقارنة بعام 2018، كما انخفض
الدعم الدولى إلى أقل من 600 مليون دولار للمرة الأولى منذ عام 2016 (561.3 مليون
دولار).
وذكر التقرير أنه وحتى أكتوبر 2020، فإن 33
دولة طرف فى معاهدة حظر الألغام الأرضية مازالت ملوثة بالألغام المضادة للأفراد
ومطلوب منها تطهير جميع المناطق الملوثة فى الموعد النهائي المحدد لها، مشيرا إلى
أنه يبدو أن ستة من هؤلاء قد حققوا الهدف؛ بينما طلبت ثمانية بلدان تمديد التزامات
التخليص الخاصة بهم فى عام 2020، وسيتم النظر فيها في الاجتماع القادم للدول
الأطراف الذى سيعقد فى الفترة من 16 الى 20 نوفمبر 2020، وأن هناك سبع دول أطراف
لديها أو تطلب مواعيد نهائية بعد عام 2025.
وأضاف أنه تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 156
كيلومترا مربعا من الأراضى التى تم تطهيرها من الألغام الأرضية فى عام 2019؛
وتدمير أكثر من 123 ألف لغم أرضى، منوها إلى أن هذه زيادات عن 2018، وأن معظم
الدول الأطراف أبلغت عن بعض أنشطة التطهير فى عام 2019؛ بما فى ذلك البلدان التي
تواجه صراعات مستمرة مثل أفغانستان والعراق واليمن.
وأشار التقرير إلى أن تشيلى أصبحت أحدث دولة
طرف تعلن الانتهاء من تطهير جميع المناطق الملغومة في أوائل عام 2020 لتنضم إلى 31
بلدا ومنطقة أخرى أكملت تطهير جميع المناطق الملغومة على أراضيها منذ عام 1999.