أكد السفير ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من
أجل المتوسط أن أزمة وباء كورونا (كوفيد-19) تمثل فرصة لتحقيق تكامل اقتصادي أقوى
بين إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، مشيرا إلى التأثير الهائل
لتلك الجائحة على المنطقة الأورومتوسطية والعالم بأسره فضلا عن الثمن الإنساني
الباهظ الذي تدفعه المنطقة.
وحذر ناصر كامل ،في كلمته أمام منتدى الاتحاد
من أجل المتوسط للتجارة والاستثمار الذي عقد اليوم الخميس عبر وسائل الاتصال
المرئي بمشاركة مصر، من أن هناك ايضا ثمنا اقتصاديا يهدد بمحو عقد من التقدم
الاجتماعي والاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأدى إلى تفاقم الفوارق
الاجتماعية والاقتصادية.
ورأى أن توقعات النمو لعامي 2020 و 2021 قاتمة
على أقل تقدير وتنذر باضطرابات عالمية في سلاسل القيمة، وبتوسع الاقتصاد غير
الرسمي ، والهجرة ، مع خطر زيادة التطرف والعنف والاضطرابات السياسية، لافتا الى أن
العالم قد أدرك أن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في نموذج سلاسل التوريد
اللوجيستي والتكامل التجاري والسياسات الاقتصادية بشكل عام.
ونوه الامين العام بأن هناك فرصة هائلة لتعزيز
التعاون بين بلدان الجنوب والتكامل التجاري في منطقة الاتحاد من أجل المتوسط
عمومًا وبأن التجارة والاستثمار هما المفتاح لإطلاق العنان لإمكانات اقتصادية
واسعة وخلق وظائف مستدامة.
وشدد على التزام الأمانة العامة للاتحاد من أجل
المتوسط باستخدام مواردها المتاحة وتعبئة قدراتها من أجل معالجة الصعوبات
المرتبطة ببيئة التوظيف لا سيما للشباب والنساء الذين يواجهون صعوبة في العثور على
عمل أو بدء أعمالهم التجارية الخاصة.
وذكر بإطلاق الاتحاد من أجل المتوسط في يوليو
2020 برنامج لتعزيز التوظيف في ظل جائحة كوفيد-19 لدعم المشاريع التي تمكن الناس
من العثور على وظائف وتحسين ظروف المعيشة.
وأوضح السفير ناصر كامل أن الاتحاد من أجل
المتوسط يواصل الترويج لمبادرته الرئيسية Med4Jobs لاستحداث فرص العمل ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة والتي
تمخض عنها 13 مشروعًا لدعم فرص التوظيف والمهارات وريادة الأعمال والشركات الناشئة
واستفاد منها حتى الآن أكثر من مائة الف فرد و 800 شركة صغيرة ومتوسطة في المنطقة.
وقال السفير ناصر كامل ،في ختام كلمته، إن
طبيعة وحجم التحديات المتعلقة بالعمالة في منطقة البحر الأبيض المتوسط أظهرت مجددا
الحاجة الأساسية لجهود حكومية دولية منسقة، بالإضافة إلى إقامة حوار بين أصحاب
المصلحة المتعددين.
وتعهد كامل بأن تواصل أمانة الاتحاد من أجل
المتوسط تطوير ودعم الاستجابات الإقليمية لتحديات التجارة والتوظيف القائمة، وصولا
للهدف الرئيسي المتمثل في تعزيز التعاون والتكامل الإقليميين بما يلبي التطلعات
المشروعة لشعوب المنطقة.