السبت 1 يونيو 2024

الصين تؤكد أهمية تعزيز التضامن مع أفريقيا وتجدد تعهدها بتوفير لقاحات كورونا لدول القارة

عرب وعالم12-11-2020 | 19:09

أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" أهمية تعزيز التضامن وبناء مجتمع أقوى بمصير مشترك مع أفريقيا، مجددا في الوقت نفسه تعهد بلاده الثابت بتوفير لقاحات كورونا المطورة صينيا للدول الأفريقية فور دخولها حيز الاستخدام؛ لمساعدتها على تأمين انتصار مبكر على الفيروس.

جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية الصيني خلال حفل أقيم مساء اليوم /الخميس/؛ بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس منتدى الصين أفريقيا (فوكاك)، بحضور سفير مصر لدى الصين الدكتور محمد البدري والسفراء الأفارقة المعتمدين في الصين وعدد من كبار المسؤولين الصينيين.

وقال وانغ إنه على مدار السنوات العشرين الماضية منذ تأسيس منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا (فوكاك)، أصبح المنتدى منصة مهمة لتعزيز التضامن والصداقة بين الجانبين، حيث دعم الجانبان بحزم بعضهما البعض في القضايا والشواغل الرئيسة، ودافعا سويا عن التعددية والعدالة، إلى جانب رفع المكانة الدولية ونفوذ الدول النامية والحفاظ على مصالح العالم النامي.

وأضاف وانغ أن "فوكاك" أسهم منذ تأسيسه في تعزيز التجارة بين الجانبين، حيث بلغت العام الماضي 7ر208 مليار دولار، فيما بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الصينية في أفريقيا في العام نفسه 1ر49 مليار دولار، لتنمو بمقدار 20 ضعفا و100 ضعف على التوالي مقارنة بعام 2000 الذي تأسس فيه المنتدى.

وتابع وانغ أن الصين وأفريقيا تدعمان بعضهما البعض بغض النظر عن تطورات الأوضاع وتغيرها، وأن العالم يشهد حاليا تغيرات غير مسبوقة منذ قرن من الزمان، وأن وباء كورونا يشكل تحديا عالميا يتطلب التعاون والمسؤولية المشتركة.

ولمواجهة التحديات وتحقيق التقدم المشترك بين الصين وأفريقيا، أكد وانغ أهمية تعزيز التضامن وبناء مجتمع أقوى بمصير مشترك، ما يستدعي دعم بعضنا البعض بثبات في حفظ السيادة الوطنية والكرامة واتباع مسار التنمية الملائم لكل دولة مع حماية الحق المشروع في التنمية.

وأشار وانغ إلى أهمية بناء مجتمع صيني أفريقي صحي للجميع، حيث ستواصل الصين العمل مع أفريقيا للتنفيذ الكامل لمخرجات قمة بكين لمنتدى "فوكاك" عام 2018 والقمة الصينية الأفريقية الاستثنائية للتضامن ضد كورونا (يونيو 2020)، والتركيز بشكل رئيس على الصحة العامة وإعادة فتح الاقتصاد وتحسين الحياة المعيشية للمواطنين.

وجدد تعهد الصين الثابت بجعل لقاحات كورونا التي تطورها الصين سلعة عامة عالمية فور دخولها حيز التنفيذ والاستخدام، وأن الصين ستوفرها للدول الأفريقية التي تحتاج إليها لمساعدتها على تأمين انتصار مبكر على الفيروس.

ولفت وانغ إلى أن الصين وأفريقيا بحاجة إلى مواصلة التعاون المربح للجانبين لبناء مجتمع صيني أفريقي تنموي للجميع، حيث ستواصل الصين دعم أفريقيا فيما يتعلق بتعزيز البنية التحتية وتطوير التصنيع وبناء قدراتها في التنمية المستقلة، كما ترحب الصين بالتقدم المتعلق بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وستقدم مساعدات مالية وتدريبات لبناء القدرات لأمانتها العامة.

ونوه إلى أن الصين وأفريقيا بحاجة إلى تعميق التعاون في التجارة الحرة وتحسين الربط بين سلاسل الصناعة والإمداد بما يمكن أفريقيا من الدخول بشكل أفضل إلى السوق الصيني الكبير والانضمام إلى الدائرة الاقتصادية الدولية.

وشدد على أهمية عمل الصين وأفريقيا معا نحو بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، خاصة وأن الجانبين داعمان قويان عن التعددية، وقوى مهمة لتعزيز التنمية والسلام العالميين، ما يستدعي الاضطلاع بمسؤولية الحفاظ على دور الأمم المتحدة المحوري في الشؤون الدولية والتعددية، والتمسك بالتقاليد الحاكمة للعلاقات الدولية، والتعاون لمواجهة التحديات الدولية والمشاركة في الحكم العالمي وصولا لنظام عالمي أكثر عدلا ومسؤولية ومفتوحا وشاملا يتمتع فيه الجميع بالسلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك.

وأشار وانغ إلى أن اجتماع منتدى فوكاك القادم سيعقد العام المقبل في السنغال، وأن الصين تأمل أن يسهم الاجتماع في رفع الشراكات الاستراتيجية الشاملة والتعاونية بين الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى.

من جانبه، قال مامادو سفير السنغال في الصين - في كلمة ألقاها بالحفل ممثلا لبلاده الرئيس المشارك للمنتدى - إن فوكاك يمثل نموذجا للتعاون المربح للجميع، وإن الدول الأفريقية أصبح بمقدورها حاليا الوصول إلى موارد جديدة للتنمية، والتغلب على العوائق التي كانت تحول دون بناء بنيتها التحتية في مختلف القطاعات.

وأضاف مامادو أن التبادلات التجارية بين الصين وأفريقيا ارتفعت من 5ر10 مليار دولار عام 2000 إلى 7ر208 مليار دولار العام الماضي، ورغم ذلك فإن حجم استثمارات الصين في أفريقيا مقارنة بإجمالي استثماراتها الخارجية لا تتجاوز 3% والتجارة الثنائية 4%، ما يستدعي العمل سويا على تشجيع المزيد من ضخ الاستثمارات الصينية، مع الربط بين الخطط التنموية الأفريقية وخطط الصين ومبادرة الحزام والطريق وخطة الأمم المتحدة 2030 وأجندة أفريقيا 2063.