الأحد 19 مايو 2024

في ذكرى ميلادها.. قصة 50 صفعة تلقتها هند رستم في مشهد واحد!

كنوزنا12-11-2020 | 20:31


صرح عمر الشريف في لقاء له بأنه كان ينفق ببذخ لأنه يجد النقود بسهولة من مهنة التمثيل، وأكد أنه لا يبذل جهدا مقابل ما يحصل عليه من نقود كثيرة، وهذا ما تنفيه الفنانة هند رستم التي تحل ذكرى ميلادها اليوم، فقد أكدت للكواكب في عددها الصادر في 16 ديسمبر 1958 بأن الفنان لايبذل جهدا وتركيزا فقط بل أيضا معرض للإهانة في إطار مغلف وهو التمثيل، وفي السطور التالية نروي ما كتبته هند بقلمها للكواكب وسر دموعها بعد تلقيها أكثر من 50 صفعة من الكومبارس.

 

في بيتها يقتحم شقيقها عليها حجرتها وتقع عيناه على ما يثير أعصابه فتفور دماء الغضب في شرايينه وينتفض، ثم يكيل لها عدة شتائم يلحقها بلطمة قاسية ، وفيها ترتفع يده عاليا ثم تهوى على خدها كي مقابل جرمها .. كان ذلك هو المشهد الذي تمثله هند رستم في أحد أفلامها، ومن يتولى الصفع كان أحد الكومبارس، وقبل أن تدور الكاميرا تحسست هند خدها مشفقة عليه مما قد يحدث .. ثم بدأ التصوير ومعه التمثيل.

 

ثار شقيق هند في الفيلم ورفع يده ليصفعها، ولكنه خشي أن يقسو عليها فيطرده المخرج، لذا جاءت الصفعة ضعيفة فكررها عدة مرات دون جدوى، فطلب المخرج واحد آخر يتولى المهمة ففشل أيضا وأحيل إلى الإستيداع وجاء غيره .. وتكرر ذلك كثيرا، فكلما فشل واحد طلب المخرج غيره، حتى بلغ عدد المحاولين اثنى عشر فشلوا في اتقان الضرب، وتذكر المخرج واحدا ممن يتقنون الضرب فأصدر تعليماته بإحضاره.

 

قالت هند إنها تتفانى في عملها دائما لذلك كانت تتلقى ذلك التعذيب في صمت .. أكثر من خمسين صفعة تلقتها في مكان واحد حتى بدأت تشعر ببوادر آلام قاسية مكان الضربات ، حتى عزمت على رفض هذا المشهد ولكنها كتمت ثورتها وتحملت آلامها حتى يأتي الفارس الجديد، الذي جاء ثم تهامس مع المخرج زدارت الكاميرا .. واقترب منها كأنما كان ينوي أن يقتص منها لثأر بينه وبينها، وهوى بيده على خدها فصرخت، بينما هلل المخرج "برافو".

 

خرجت هند تستريح بعد كل تلك الصفعات، ثم تنامى إلى سمعها ضوضاء في الخارج واقتربت منها لتعرف ما يدور، وكان مدير الانتاج يسجل أسماء من صفعوها ويعطي كل واحد أجره، ثم صاح فيهم جميعا " اللي ضربوا هند يطلعوا بره حتى يفسحوا مكانا لمن لم يضربوها.

 

عادت هند إلى حجرتها وأغلقت بابها وأحست بنار تجتاح قلبها.. وتذكرت المواقف الكثيرة التي يحتم عليها التمثيل أن تتلقى الصفهات وألوان التعذيب الأخرى حتى فاضت من عينيها الدموع .. وتحسست خدها وحمدت الله أن المشهد انتهى على خير .. وبدأت تستعيد سيطرتها على نفسها وتحاول أن تهدأ حتى سمعت طرقات خفيفة على الباب .. وقد كان أحد العمال يخبرها بأن المخرج قرر أن يعيد المشهد من جديد.

 

تماسكت هند وتصنعت الشجاعة ووقفت مرة أخرى أمام الكاميرا تتلقى المزيد من الصفعات .. وفي نهاية حديثها أكدت أن المخرج بعد كل تلك الصفعات وجهد التصوير قرر أن يحذف ذلك المشهد من الفيلم.