بقلم – د. محمد دقينش
حجزت السلطات المصرية 500 كيلو جرام لحوم مصابة بمجزر القصير في يناير 2017، لإصابتها بالسل البقري، الذي تسببه بكتيريا العصيات المتفطرة السلية السالبة وأنواعها البشرى والبقرى وسل الطيور وسل الحيوانات البحرية..
والسل البشرى يصيب الرئة وينقل الدم والغدد الليمفاوية الميكروب إلى الكلى والعظام والعقد الليمفاوية والمخ لتتلف وتقتل أنسجة العضو المصاب، وتنتقل العدوى بالرذاذ، والعطس، والبصاق والسعال.
و90%من إصابات مرض السل «خفية» حيث ثلث سكان العالم مصابون بالسل الخفي أى أصيبوا بالعدوى، لكنهم غير مصابين بالمرض ولا ينقلون العدوى و10% من الإصابات سل نشط وقد تبدأ الأعراض خفيفة لمدة ستة أشهر، ثم تشتد الأعراض سعال مزمن وبلغم بالدم والحمى والتعرق الليلى وفقدان الوزن.
والتشخيص يتم بالأشعة السينية والفحص المجهرى والمزرعة الميكروبيولوجية لسوائل الجسم والاختبار الجلدى والعلاج بمضادات حيوية متعددة ولفترات طويلة، ويجب فحص المخالطين وعلاجهم وفى حالة ترك العلاج تحدث الوفاة لـ 50% من المرضى، وتمثل مقاومة الميكروب للمضادات الحيوية فى حال الإصابة بعدوى السل المقاوم للأدوية المتعددة خطرا كبيرا والوقاية منه بالفحص والتطعيم بلقاح ميت ويساعد فيروس نقص المناعة البشرية وسوء التغذية والتدخين ومرض السكرى على ظهور الحالات المرضية والعدوى وأكثر الحالات بالدول النامية الآسيوية والإفريقية ومنها مصر.
وينتقل السل البشرى للحيوانات وخاصة الأبقار، والسل البقرى ينتقل للإنسان ولمعظم الحيوانات كالغزال والوعول والمها والقرود والجاموس البرى وفرس النهر والخرتيت الأسود والنمور والخنازير البرية وطيور الكنارى والببغاوات (خصوصا فى إفريقيا) واللاما الشبيه بالجمل وأخطر الأنواع سل البقر ويليه سل الطيور ومن أهم مصادر العدوى الحليب واللحوم .
ويصاب الجهاز التنفسى للإنسان بالهواء الملوث بإفرازات الأبقار أو هواء زفير الحيوان أو التعامل مع الذبائح أما الجهاز الهضمى من تناول حليب أبقار غير مبستر أو أكل لحوم نيئة أو غير مطهية جيداً، وهو أكثر شيوعا بين الأطباء البيطريين وعمال التربية والمسالخ عند تلوث الجروح والخدوش وعند التعامل مع ذبائح أو حيوانات أو أجزاء مصابة أو الاتصال المباشر والمتكرر بحيوانات مصابة فى المزارع أو المسالخ، ولتقليل الإصابة بالفحص المتكرر والمنظم للأبقار والتخلص من المصاب منها وبسترة الحليب ومشتقاته.. وفحص اللحوم وإعدام المصاب (الميكروب لا يوجد فى العضلات) وإذا لم تظهر علامات أثناء الفحص فإن عملية الطهى كافية لقتل الميكروب لأن 74 درجة مئوية كفيلة للقضاء على الميكروب واختبار التيوبركلين السلين الجلدى للتعرف على الأبقار المصابة، وحالياً هناك اختبارات حديثة كالسيتوكاينز أو البرملة الوراثية أو الإيليزا.
وعدد المصابين فى العالم 16 مليون مصاب بالسل النشط (شخص كل ثانية) والموتى فى حدود مليونين فى العام الواحد والسل ثانى أخطر مرض بعد الإيدز.
وللحديث بقية