حوار: طاهــر البهــي
يرسم الفنان التشكيلي سامي أمين بريشته الكاريكاتيرية وجوه أهل الفن وبصفة خاصة الفنانات، ويحرص على ألا يشوه وجوههن بالمبالغة الكاريكاتيرية حيث يعتبر لوحاته بمثابة تكريما لهن، لذلك يحرص دائماً على أن يمنح لوحاته الدفء والروح الداخلية للفنانات مع ألوان طازجة بنكهة البهجة.
عن معايير اختياره لشخصيات لوحاته يقول سامى أمين: معظم لوحاتي تعتبر أعمالا صحفية أرسمها حينما يطلب مني ذلك، والبعض الآخر كانت ضمن معارض جماعية، والصعوبة تأتي في الأغلفة المرتبطة بحدث ما أو ظهور فيلم جديد يكون مثار حديث الناس، لذا علي أن أدرس شخصية الفنانة المطلوب رسمها، وإذا كان مهرجان من المهرجانات يكرم شخصية فنية فتكون مهمتي تجسيد ما يميز الشخصية طوال مشوارها الفني، وكذلك الأحداث التاريخية مثل مناسبات ذكرى رحيل وميلاد كبار الفنانين مثل نجيب الريحاني، استيفان روستي، وماري منيب.
وهل كل رسوماتك لنجوم ونجمات السينما فقط؟
العمل الصحفي متنوع ولا يعرف التخصص، فكما أن هناك أحداثا فنية سينمائية، هناك أيضاً مناسبات تتعلق بالموسيقى والغناء، ومنها جاءت لوحتي للمطربة شيرين عبد الوهاب.
هل تظهر المناسبة على وجوه شخصياتك المرسومة؟
إلى حد كبير.. فكل لوحة لها علاقة بالمناسبة التى رسمت فيها، لذلك تجدني أرسم شخصية هذا العام في مناسبة معينة في إطار محدد، والعام التالي أرسمها بشكل مغاير تماماً حسب الحدث ومدى جماهيريته، ولتوضيح ذلك عندما ظهرت شخصية "اللمبي" للفنان الكوميدي محمد سعد كان لا يمكن أن أتجاهل تلك الشخصية وجماهيريتها عند رسم لوحة له، ولكني عندما أرسمه كبورتريه فإنني أمنحه المعاني والانطباعات الشخصية والجماهيرية والفنية مع تحديد مناطق المبالغة بالكاريكاتير.
وعن الشخصيات التى رسمها وتأثرت بانطباعاته الشخصية يقول سامى أمين: من أرسمه لابد وأن أحبه بصورة أو بأخرى، فمثلا منى زكي من الشخصيات التي أحبها في الوسط الفني بما أعرفه عنها من طيبة وجدعنة، وعند رسمى لمنى حاولت أن يعكس عملى شخصيتها على المستوى الإنسانى على أن يتفق مع شخصيتها الفنية كنموذج للرومانسية والحب الذي يشع من عينيها.
وهل تركز على المعاني الداخلية للفنان أم على مناطق المبالغة التي يلجأ إليها رسامي الكاريكاتير؟
هذه نقطة مهمة، حيث يعتقد الناس أن الرسم الكاريكاتيري مبالغة في مناطق معينة بالشخصية مثل الأنف أو الأذن أو مناطق الأنوثة بالمرأة، وهذا غير صحيح، بل أن الرسام الواعي هو من يمسك "لازمة" تخص الشخصية المراد رسمها وهي غالباً ما تكون صفة يعرفها الجمهور ويؤكد عليها الفنان التشكيلي.
هل هناك صعوبات خاصة تواجهك عند رسم الفنانات؟
مشكلتي هى ما يعانى منها كل رسام يتناول المرأة كموضوع فني له وهي "اللوك"، فالفنانات يغيرن ملامحهن باستمرار فإذا رسمت فنانة هذا العام لن تكون الرسمة غير صالحة للنشر العام التالي لأن شكلها قد تغير يعني تقريباً "واحدة تانية"، وهذه مشكلة تواجهنا في الصحافة وأيضاً في المعارض، فالجمهور أو القارئ يشعر أن اللوحة بعيدة تماماً عن الفنانة كما يعرفها الآن، بل الأصعب من ذلك أن "اللوك" يعد موضة ومصدره عالمياً معروف لدى الفنانات ويكون إلى حد ما متشابها، لذا فإن اختلاط الملامح بين الفنانات وارد بنسبة كبيرة ما يجعل هناك اختلاط بين الوجوه.
ما التفاصيل التي تجعل هناك اختلاطاً في ملامح النساء؟
يتجه معظم "اللوك" إلى الحاجب الرفيع والشفاه المكتنزة "الممتلئة" وقصة الشعر وتصفيفه، وهناك تقريبا عملية تجميل تجرى لكل فنانة يومياً ما يجعل ملامح الممثلات متشابهة.
من أكثر الفنانات تغييراً في اللوك؟
الأولى بلا شك هي المطربة اللبنانية نوال الزغبي، فإذا بحثت في أرشيف الصور الخاص بها "تلاقي عشرين نوال الزغبي".
وكيف تهرب من هذا؟
عن طريق اصطياد إحساسي الشخصي بالفنانة، ويمكن أن أجد "تيمة" الشخصية من الأزياء التي ترتديها فهي تعبر عن ذوقها وشخصيتها، وأيضاً من الأدوار التي جسدتها، كالعبقرية الرائعة فاتن حمامة فيمكنني أن أرسم ألف لوحة لها من خلال أدوارها مثل دعاء الكروان والحرام.
ومن الجيل الحالي؟
منه شلبي دائمة تغيير أنماط شخصياتها، من نواره، إلى حرب الجواسيس، لا يوجد شبه بين الأدوار التى أدتها.
وماذا عن يسرا؟
لا يمكن أن ترسم يسرا دون أن تؤكد على أسنانها الأمامية، لو أغلقت فمها "ما تبقاش" يسرا، بعكس منى زكي التي ترفع الشفاه من زاوية واحدة، زينة البنت اللي تعرف تجيب حقها فهى نموذج لبنات الأحياء الشعبية، نبيلة عبيد التركيز على مناطق الأنوثة، نادية الجندي وقفتها وقوامها أبرز ما يميزها، سميرة أحمد أشبه بالوزيرة أو مديرة المدرسة المحترمة وهي مستمدة من أدوارها التليفزيونية، كريمة مختار ملامح الأم والطيبة.
هل تعتمد على الأرشيف المصور فقط؟
هذا جزء من مصادري، لكني أعتمد أيضاً على الفيديو "والاسكرين شوت" الذي أصبح متوافراً بفضل التكنولوجيا ما يتيح لي اختيار التعبير الأكثر تجسيداً للفنانات.
رسمت هيفاء وهبي دون أي إثارة وهو أكثر ما يميزها؟
عندما رسمت هيفاء تخيلتها في صورة العروسة "باربي" بوجهها المستدير وشفاهها المكتنزة، لذا قدمتها بوجه بريء، بعكس رسومات الزملاء، فلم أجعلها ترتدي ملابس مثيرة، فعندما أرسم فنانة يكون هدفي تكريمها وليس تجريحها.
هل استمعت إلى ردود أفعال من جانب فنانين؟
نعم الفنان الكبير يحيى الفخراني، اتصل بي عدة مرات واقتنى لوحة رسمتها له، والمخرج الكبير توفيق صالح وسامي العدل، كما رسمت للفنان سمير غانم أفيش إحدى مسرحياته، واستمعت إلى إشادة من الفنان عادل إمام.