الأحد 24 نوفمبر 2024

«حصوات الحالب».. الوقاية والعلاج «شرب الماء»

  • 27-4-2017 | 11:35

طباعة

بقلم – سهام الإمام الشافعى
حصوات الحالب.. إحدى المشكلات الطبية التى تواجه كثيرين ويحتاج علاجها وقتاً طويلاً سواء عن طريق  الأدوية أو التدخل الجراحى الذى يتم فى حالات معينة، فكيف تتكون هذه الحصوات ؟ وهل يمكن التعامل معها ؟ وما طرق علاجها؟..
البروتينات والبقوليات تساعد على تكون حصوات الحالب.. والحصوات البللورية ليست لها أعراض
يجب شرب 15 كوباً من الماء يومياً وعدم الإكثار من تناول الأملاح أو الأوكسيلات لأنها تساعد على تكون الحصوات
يقول الدكتور مراد محمد مراد أستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية والذكورة بطب الأزهر: تتكون الحصوات عادة  فى الكلى ثم تتحرك نزولا إلي الحالب، ولأنه عبارة عن أنبوبة ضيقة  لتوصيل البول من الكلية إلى المثانة يتعذر مرور الحصوات من خلال الحالب ..
ويضيف: أضيق جزء فى الحالب هو المؤدى إلى المثانة يليه الجزء الذى يساعد على عبور الأوعية الدموية فى الحوض، لذلك تتكون الحصوات فى هذه الأماكن.
وأشار  إلى أن هناك أنواعاً من حصوات الحالب تظهر بالأشعة العادية السينية وأخرى بللورية تكون ساكنة لا يمكن رؤيتها ولا يوجد لها أية أعراض، يتم اكتشافها عن طريق الأشعة التليفزيونية على البطن والحوض.
ويتابع: هذه الأشعة  تعطي  فرصة للطبيب لمعرفة حجم وشكل الحصوة ومكانها فى الجسم، أما بالنسبة لاختبارات البول والدم فهى تساعد على اكتشاف وجود مواد تؤدى إلى تكون الحصوات مع مرور الوقت مثل  الأملاح.
وعن أعراض حصوة الحالب قال الدكتور مراد:  تبدأ بألم شديد ومفاجئ فى الكلية عندما تتحرك الحصوة من مكانها وقد يشعر المريض بشد عضلى على جانبى الكلى أو أسفل البطن، كما يصاحب الألم أحيانا حالة من القئ والغثيان مع حدوث حرقان وتغير فى لون البول إلى الأحمر مصحوباً بقلة أو زيادة فى كمية البول بالإضافة إلى زيادة فى عدد مرات التبول.
ويواصل: أسباب ظهور حصوة الحالب كثيرة، فهناك أشخاص لديهم قابلية لتكون الحصوات، وهناك بعض الأطعمة تساعد على تكونها عند بعض الأفراد مثل البروتينات والبقوليات والأطعمة الغنية بالأوكسيلات مثل السبانخ إلى جانب كثرة التعرض لأشعة الشمس التى تؤدى إلى زيادة إفراز  العرق، وبالتالي  فقدان الجسم لكمية من  الماء.
وأضاف: الشخص الذى لدي أسرته  تاريخ مرضى يكون أكثر تعرضا لتكون الحصوات ، كذلك هناك بعض الأمراض التى تساعد على تكون الحصوات مثل الالتهابات المتكررة للمسالك البولية أو ضيق قناة مجرى البول أو وجود خلل فى التمثيل الغذائى.
ويجيب الدكتور مراد عن تساؤل هل هناك علاقة بين الأملاح وتكون الحصوات؟ قائلاً:
من الطبيعى وجود أملاح فى البول بنسبة معينة، فإذا زادت هذه النسبة على المعدل الطبيعى ترسبت مؤدية إلى تكون حصوات فى الكلية ثم تتحرك إلى الحالب، أى أن الحصوة بصفة عامة تتكون إذا توافرت لها أملاح كثيرة إلى جانب قلة شرب السوائل، وخصوصاً الماء.
ينتقل الدكتور مراد إلى علاج حصوة الحالب موضحاً أن معرفة حجم  الحصوة يساعد على تحديد طريقة العلاج، فإذا كانت أقل من نصف سنتيمتر فإنها  لا تحتاج إلى علاج وبمرور الوقت تنزل مع البول، أما إذا كانت أكبر من ذلك فمن الضروري التدخل الطبي أولا بالعلاج الدوائى وهو عبارة عن تناول بعض الأدوية التى تساعد على طرد الحصوات، أيضا هناك الأدوية الموسعة للمسالك البولية والمدرة للبول إلى جانب المضادات الحيوية والمسكنات التى تخفف من حدة الألم. هناك أيضا عملية التفتيت بالموجات التصادمية التى توجه من خارج الجسم لتنتقل إلى الجلد وأنسجته لتخترق الحصوة وتفتتها، وتتم هذه العملية بسهولة وبدون تخدير ويخرج المريض فى اليوم نفسه.
كما يتم استخراج الحصوات أيضاً عن طريق المنظار و تستخدم هذه الطريقة فى الغالب لعلاج حصوات الحالب، وخصوصاً التى توجد أسفله أو التى لا تستجيب للتفتيت التصادمى، ويتم ذلك عن طريق إدخال منظار الحالب، من خلال مجرى البول والمثانة حتى يصل إلى الحالب ثم يقوم الجراح بتحديد مكان الحصوة ثم إزالتها بأكملها أو تكسيرها إلى أجزاء صغيرة ويعود المريض لممارسة حياته الطبيعية فى خلال 3 :4 أيام.
وأخيراً الجراحة التقليدية والتى نلجأ إليها عند وجود ضيق تحت الحصوة وفشل العلاج الدوائى.
الدكتور عبدالوهاب حامد الصياد استشارى المسالك البولية والتناسلية والعقم  يلفت إلي تشابه أعراض آلام الكلى مع أعراض أمراض أخرى مثل آلام بالمعدة أو التهاب القولون.
ويقول : هنا تقوم الفحوصات بدور الفيصل فى ذلك حيث تتضح من خلالها وجود الحصوات أو مشكلات فى الجهاز البولى مثل التهاب المثانة أو ضيق فى الحالب.
 وينتقل الدكتور عبدالوهاب إلى الحديث عن حصوة المثانة وحصوة الحالب والفرق بينهما قائلاً: ينقسم الحالب إلى ثلاثة أجزاء (علوى-وسطى-سفلى) فأعراض حصوة الحالب العلوى تتبع أعراض الكلى وتسمى أعراض الجهاز البولى العلوى وتتمثل فى آلام فى الجنب وأحياناً تصل إلى الجزء العلوى من البطن أو أسفلها مع احتمال وجود قئ وغثيان وارتفاع فى درجة الحرارة وتغير فى لون البول إلى الأحمر، أما أعراض الجزء الأسفل من الحالب تتبع أعراض المثانة وتسمى أعراض الجهاز البولى السفلى وتشمل أعراضه آلام أثناء التبول وأحيانا فى مجرى البول مع وجود كمية قليلة من الدم وكثرة عدد مرات التبول مع قلة فى كمية البول، بالإضافة إلى الشعور بآلام بكيس الصفن من الجهة التى بها الألم، وإذا حدث انسداد فى عنق المثانة أو مجرى البول يصاب المريض باحتباس فى البول.
أما عن المضاعفات فحصوة الحالب هى الأصعب لأنه  إذا نتج عنها انسداد يحدث  تضخم بالكلية مما يؤثر على الكفاءة العامة لها.
ثم يأتى دور الوقاية ليؤكد الدكتور عبدالوهاب على أنها الطريقة الوحيدة التى تحمى الكلى من الحصوات ويقسمها إلى مراحل.
مرحلة ما قبل تكون الحصوة، و ينصح فيها بشرب السوائل بكثرة خصوصاً الماء،  لأن جسم الإنسان يحتاج من 2: 3 لترات يومياً، واللتر يتكون من خمسة أكواب، لذلك يحتاج الإنسان من 10: 15كوباً من الماء فى اليوم، أيضا عدم الإكثار من تناول الأملاح أو الأوكسيلات لأنها تساعد على تكون الحصوات مثل المانجو والفراولة والمياه الغازية ذات اللون الغامق والطماطم والشاى، كذلك عدم الإفراط وليس المنع فى تناول البروتينات مثل الجبن، وأيضاً اللحوم والبقول لاحتوائهما على نسبة عالية من أملاح اليوريت بالإضافة إلى عدم حبس البول لفترات طويلة أثناء اليوم لأنه يؤدى إلى تجمع البول فى منطقة المثانة مع ضرورة الفحص الدورى لجهاز المسالك البولية.
أما أثناء تكون الحصوة.. يجب عدم إهمال علاجها حسب تعليمات الطبيب المختص تبعا لحالة المريض من حيث حجم الحصوة أو وجود مضاعفات أو أسباب أخرى غير الحصوة مثل البروستاتا.
ثم تأتى مرحلة ما بعد تكون الحصوة، والتى يراعى فيها تجنب الأسباب المؤدية إلى تكون الحصوات مع المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص.

 

    الاكثر قراءة