تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير صلاح فايز والذي يعد آخر شعراء العصر الذهبي للطرب والغناء، وإن كان فايز قد بدأ رحلته على يد الموسيقار محمد فوزي عام 1960 بأغنية " بعد بيتنا ببيت كمان " إلا أن العمر امتد به ليكتب لكثير نجوم الغناء حتى عصرنا الحالي، وظل فايز نهرا يفيض شعرا حتى أيامه الأخير، فمع ظهور وباء كورونا ألف أبياتا يحذر فيها من المخاطر وينصح الناس بالتزام بيوتهم إلى أن رحل فايز في 4 ابريل 2020.

ومن يستمع إلى الأشعار التي صاغها الشاعر صلاح فايز في بداياته والتي غنى له فيها كبار المطربين منهم الموسيقار محمد فوزي، يجد أن فايز تأثر كثيرا بروح وأسلوب الشاعر حسين السيد، وهذا ما سمعه صلاح فايز بنفسه من حسين السيد عندما ذهب إليه في مكتبه ببدروم العمارة التي يمتلكها أمام وزارة الأوقاف عام 1956 ، فبعد أن رحب به حسين السيد واحتواه بأسلوبه الرقيق ، عرض عليه فايز عدة نماذج مما كتبه، وقد أبدى حسين السيد إعجابه ببيتين منها وهما : "عايز اقولك كلمتين .. كلمة واحدة مش كفاية .. قلبي حبك مرتين .. وانت قلبك مش معايا" .. وهنا قال له حسين السيد "انت يا واد انت يا شقي .. فيك حاجة مني" ، ثم نصحه بقراءة بعض نماذج من كتاب الأغاني للأصفهاني لضبط الأوزان.

أما المرة الثانية التي سمع فيها فايز نفس الملاحظة، فكانت عند لقائه بالراحل الكبير محمد حسن الشجاعي والذي أطلق عليه فايز أبو الهول الإذاعة الذي يجيز الأشعار والأغاني، وعندما التقى به فايز سأله الشجاعي : انت بتعمل ايه ؟ فرد فايز : ضابط بالقوات المسلحة، فقال الشجاعي: قصدي بتكتب شعر وأغاني ولا بتلحن ؟ وأفهمه أنه كتب أغاني وغنت له صباح ومحمد فوزي، وأعطى الشجاعي نماذج من أشعاره ، وبعد أن اطلع عليها الشجاعي قال له صارما : انت عامل لي فيها حسين السيد ؟ فقال فايز: وانا ايه يوصلني يا افندم لحسين السيد؟ فرد الشجاعي غاضبا : مش قصدي في قيمته طبعا .. قصدي في اسهابك في الشرح والوصف .. ثم أمسك الشجاعي بقلمه وأخذ يختصر من الأغنيتين وطلب من جلال حرب تلحين إحداهما لعائشة حسن والأخرى يلحنها حلمي أمين للمطرب الجديد آنذاك مصطفى فتحي.