خبراء علم النفس والاجتماع يوجهون اللوم إلى الإعلام الرياضي: "بث روح التعصب في الجماهير".. فرويز: على الصحافة تجاهل مباراة "الأهلى والزمالك".. وزير الإعلام: محاسبة من يثير الفتنة
رأى خبراء علم النفس والاجتماع، أن التعصب الرياضي في مصر يرجع إلى وسائل الإعلام التي عملت على صناعة تقارير وأخبار تدعو للعنف والكراهية تجاه أحد الفرق الرياضية، مؤكدين أن الشعب المصري بطبعه لا يحب العنف ولكن تلك التقارير تعمل على إثارة الفتنة في نفوس المواطنين، لذلك يجب محاسبة تلك وسائل الإعلام، وتجاهل الأحداث الرياضية حتى لا نعطي لها أكبر من حجمها ففي النهاية مصر هي التي ستفوز وستحصل على الكأس.
وكانت الهيئة الوطنية للصحافة أطلقت مبادرة "لا .. للتعصب" في رسالة منها لجماهير الأهلي والزمالك بالتحلي بقيم الروح الرياضية الطيبة ونشر وإعلاء مبادئ التسامح بين جماهير، قبل مباراة نهائي البطولة الأفريقية التي ستقام 27 الجاري.
وتستهدف هذه المبادرة دعوة جماهير الأهلي والزمالك للتحلي بالروح الرياضية، كما دعت وسائل الإعلام الالتزام بالقواعد الإعلامية لتغطية المباردة بين "الأهلي" و"الزمالك، وعلى الإعلام إشاعة الروح الرياضية بين جماهير الناديين، والبعد الكامل عن كل صور الإساءة، وعدم استخدام الوسائل والأساليب التي تسيىء لجمهور الناديين من قبل وسائل الإعلام، عدم افتعال المشاكل والتراشق اللفظي أو اللجوء إلى الاستفزاز وبث الفتن بين الجماهير.
تجاهل الحدث الرياضي
فمن جانبه، قال أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن التعصب هو اضطراب نفسي لا يستطيع أحد التحكم فيه بطريقة سريعة، فالشخص المتعصب يحتاج إلى فترة طويلة حتى يستطيع تحكيم عقله فيما يدور حوله في الحياة، مشيرة إلى أن الشخص المتعصب ليس مريضًا نفسيًّا لكنه مضطرب وصل لمرحلة الجمود الفكري.
وقال فرويز، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إن المبادرة التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة "لا للتعصب" لن تغير تفكير شخص وصل لمرحلة الجمود الفكري، لكن هناك طريقة أخرى يجب على الإعلام التعامل معها خلال مباراة "الأهلى والزمالك" المقرر عقدها يوم 27 نوفمبر، وهو تجاهل هذا الحدث وعدم تسليط الضوء عليه بطريقة كبيرة، حتى لا تحدث إثارة لنفوس الجمهور المتعصب لأحد الأندية.
وأضاف أن الإعلام له دور في إثارة الشخص المتعصب وذلك من خلال الأخبار والتقارير التي يرصدها والتي تعمل على شحن الجمهور تجاه الفريق الآخر، لذا يجب أن تكف وسائل الإعلام عن رصد المبارة وتسليط الضوء عليها بهذا الحجم، فالفريقان مصريان يلعبان باسم مصر.
الشعب المصري مسالم
وقالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن المبادرة التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة "لا.. للتعصب" مبادرة جيدة، ولكن التعصب لن يزول بعد تلك المبادرة، فالشعب المصري متآلف ومتحالف وليس لديه عدوانية تجاه أحد، فإذا وجد عدالة في الملعب خلال المباريات وخاصة الأهلي والزمالك فلن يحدث أي شغب.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن الجمهور المصري قد يُستفز إذا رأي خطأ في الملعب من قبل الحكام أو تصرف سيء صدر من أحد اللاعبين، لذلك لابد من وضع قواعد نظامية على الحكام واللاعبين بحيث لا تستفز مشاعر الجمهور.
وأشارت إلى أن الإعلام عليه دور في نبذ التعصب وإرسال رسائل للجمهور بأن هذه المباراة مصرية وستفوز مصر بالكأس في النهاية وهذا يسعد المصريين، كما أن المباراة على أرض مصر، لذلك يجب تصدير صورة جيدة عن الشعب المصري.
محاسبة وسائل الإعلام
وفي نفس السياق، وجه الدكتور سامي شريف، وزير الإعلام الأسبق، اللوم إلى الإعلام الرياضي، حيث قال إن السبب في انتشار التعصب هو الإعلام الرياضي، حيث لعب في السنوات الأخيرة على نشر التعصب وبث الروح العدوانية من خلال القنوات الفضائية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدا أنه يجب غلق أي صفحة تقوم بنشر العدوانية وتجاوز دورها في نشر الأخبار الرياضية.
وأضاف وزير الإعلام الأسبق، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن هناك فوضى كبيرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تجرح مشاعر المواطنين وتثير غضبهم تجاه الأندية الأخرى، وتعمل على نشر الفضائح مما تعمل على هدم أسر ونشر الكراهية والعنف بين المواطنين، لذلك يجب أن يكون هناك رقابة شديدة على مثل هذه المواقع والصفحات وتطبيق أقصى عقوبة عليهم.
وأوضح أن مبادرة "لا.. للتعصب" التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة ووزارة الشباب والمجلس الأعلى للإعلام، شيء طيب يغرس المعاني الحقيقية للروح الرياضية ونبذ العنف الذي عمل الإعلام الرياضي على نشرة، مطالبا جميع المؤسسات التعليمية والرياضية المشاركة في مثل هذه المبادرة وأطلاق غيرها حتى يتم بث روح المحبة بين المواطنين تجاه لعبة رياضية أو دين أو حزب.