الأحد 28 ابريل 2024

الروح اليونانية

أخرى14-11-2020 | 15:36

وجهت الإذاعة اليونانية  ERA سؤالا للبابا ثيودروس الثانى، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا لطائفة الروم الأرثوذكس اليونانية عن العلاقات المصرية اليونانية ، فكان رده أن العلاقات تطورت بشكل مذهل فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووصفة بالصديق لليونان، والرئيس الذى يحب وطنه ويعمل على تأكيد مكانته فى المحافل الدولية.


لم يكتفى البابا بذلك، بل أضاف أن الرئيس السيسى مساند للبطريركية، ويمنحنا القوة والأمل واستطرد للمذيع اليونانى "إذا كنت فى مصر فسترى أن اليونان لا تزال موجودة فى هذا البلد، والهيلينية والروح اليونانية لا تزالان هنا، فالروابط الروحية توحد الشعبين اليونانى والمصرى".


والحقيقة ان هذه التصريحات عبرت بصدق شكل التقارب الكبير بين الشعبيين المصرى واليونانى والروح اليونانية الموجودة والمتجذرة فى التاريخ المصرى وتجسدت مؤخرا فى ظهور التحالف المصرى اليونانى القبرصى ضد الاطماع التركية وتحرشاتها المستمرة بالحقوق اليونانية والقبرصية وعدم احترامها لقواعد الشرعية الدولية فى عمليات ترسيم الحدود البحرية وهو ما تجلى فى الاتفاقية غير الشرعية التى أبرمتها مع حكومة الوفاق الليبية وافصحت فيها عن نوياها الشريرة تجاه حقوق باقى الدول المتشاطئة فى شرق المتوسط .


لقد أحدث التقارب المصرى اليونانى فارقاً كبيرا كان مفتقدا فى دوائر التأثير المصرى باتجاه دول الاتحاد الأوروبى وهى حالة مبنيه على تقارب قديم بعمق الزمن بين مصر واليونان واوروبا بشكل عام بدأ فى العصور القديمة وظل

ممتدا إلى أن استعاد زخمه الكامل مع الرئيس السيسى .


لقد فرضت مصر بهذا التلاقى مع قبرص واليونان على المنظومة الاقليمية تحالف قوى فى شرق المتوسط  بوضعه لمجموعة من الخطوط الحمراء التى تقوم بالأساس على فرض احترام قواعد الشرعية الدولية والاعتماد على قيم التعاون بين الدول المتشاطئة .


ثم -والأهم فى تقديرى - هو تصدير مصر لقيم التسامح والتعايش المشترك وهى الحالة التى عبر عنها الرئيس السيسى وجسدها منتدى شباب العالم الذى تحول الى حوار حضارات سنوى يجمع شعوب العالم فى مصر على قيم الشخصية المصرية التى تحترم الاخر وتقدرة وتتعايش معه .


التسامح هو نقطة تلاقى مصر مع العالم ونبذ التطرف والتعصب وسيادة قيم التعايش المشترك هى منتجها الإنسانى الأهم القابل للتصدير دائما .

    Dr.Randa
    Dr.Radwa