مصر تدفع الليبيين لإنهاء أزمتهم.. وتخوفات من محاولات الإخوان الخبيثة.. وخبراء: القاهرة قاربت وجهات النظر ومهدت الطريق لـ«حوار تونس».. و«محارب الشر» يسعى لإحداث فتن جديدة
اعتبر مراقبون، أن الحوار الليبي في تونس في محطته النهائية والأخيرة جاء نتاجا للجهود المصرية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين والذي كلل بـ"حوار الغردقة" الشهر الماضي، مؤكدين أن حوار الأشقاء الليبيين في تونس مهم لإنهاء الأزمة الليبية إلا أن هناك خوف من محاولة إفشاله من جانب جماعة الإخوان الإرهابية وبعض عناصرها المشاركين في الحوار.
وكانت ستيفاني ويليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، أن المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي، المنعقد في تونس، توصلوا قبل ساعات إلى اتفاق تمهيدي من أجل إنهاء الفترة الانتقالية وتنظيم انتخابات شفافة في غضون 18 شهرا.
وشددت على أنه "تم تحقيق انفراج في المحادثات السياسية، وخريطة الطريق المتفق عليها التي ستحدد خطوات توحيد السلطة التنفيذية في البلاد".
وأضافت وليامز، أن المشاركين وافقوا على خريطة طريق توضح خطوات لتوحيد المؤسسات الليبية، لافتة إلى أن "اللجنة العسكرية في سرت تسير نقاشاتها في أجواء بناءة وأحرزت تقدما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وكشفت أن المشاركين في الحوار السياسي الليبي توصلوا إلى اتفاق على انتخابات برلمانية ورئاسية ذات مصداقية، قائلة إن المشاركين في الحوار اتفقوا على خريطة طريق لتوحيد المؤسسات وإعادة النازحين وضمان حقوقهم.
كما ذكرت أن اللجان الفرعية الأمنية المعنية بسحب القوات ستقدم مخرجاتها للجنة العسكرية المشتركة يوم غد، معربة عن رفض البعثة الأممية لحملات التضليل والتشويش المواكبة لاجتماعات الحوار السياسي في تونس والعسكري في سرت.
يذكر أن أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي، في تونس انطلقت الإثنين الماضي برعاية الأمم المتحدة ومشاركة 75 شخصية ليبية تم اختيارها بعدما تعهدت بعدم الترشح لأي منصب تنفيذي أو رئاسي في الفترة التحضيرية، ولا إلى السلطات المؤقتة التي يمكن أن تكون ضمن مخرجات الملتقى.
الدور المصري
وقال العميد حمادة القسط، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن مصر ساهمت في وصول الفرقاء الليبيين إلى المرحلة النهائية من الحوار الذي تحتضنه تونس لوضع حل للأزمة الليبية المستعصية، مؤكدا أن "حوار الغردقة" الذي احتضنته مصر الشهر الماضي ساهم بشكل كبير في احتواء الأزمة وتقريب وجهات النظر وهو ما أوعج تركيا والإخوان الإرهابية.
وأضاف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي لـ"الهلال اليوم" إن مصر هدفها الأول والأخير هو استقرار الأراضي الليبية، فجماعات الإخوان لا تزال مسيطرة في تونس حاملة أهداف أخرى بعيدا عن الوفاق تتمثل في الاستحواذ والسيطرة ليس أكثر.
وأكد القسط لـ"الهلال اليوم" أن مصر تسعي جاهدة لحل هذه الأزمة لأنها تنظر إلى ليبيا نظرة الأمن القومي والحماية من الناحية الشرقية، مضيفا أن البعض يسعي لجر بلادنا لاتجاه بعيد عن الأزمة الليبية ولكنهم لن ينجحوا في ذلك.
وأشار القسط إلى أن الإخوان كانوا وما زالوا يسعون لإفشال كل ما يصلح ولكن سيعهم سيذهب هباءً ولن يستطيعوا فعل شئ، مضيفا أن المعوقات التي قد تواجه الحوار الليبي تتمثل في عدم وحدة الأهداف فالكل يسعى بعيدا عن الآخر، مشددا على ضرورة التكاتف لكي ينجح الأمر.
حوار مجتمعي
ومن جانبه، قال النائب شادي أبوالعلا، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، إن الحوار الليبي الذي تحتضنه تونس خلال الفترة الحالية جاء تكليلا للنجاح المصري في احتضان "حوار الفرقاء الليبيين" في مدينة العردقة، الشهر الماضي، مؤكدا أن مصر تخطو خطوات إيجابية في الحوار الليبي، متمنياً انتهاءه بنتائج إيجابية تحقق آمال الليبين علي وجه الخصوص وآمال العرب على وجه العموم.
وأضاف أبوالعلا لـ"الهلال اليوم" أن مصر صاحبة الدور الأبرز في الدول العربية التي احتضنت اجتماعات الفرقاء الليبين، وخاصة بعد غشارة الرئيس السيسي عن اهمية حل الازمة الليبية وتأكيده أن مصر لن تتخلى عن الجيش الوطني الليبي، مشيرا إلى أنه من الناحية الدولية تسعى الأمم المتحدة لغنهاء الصراع في ليبيا.
وأكد أبو العلا، أن جماعة الإخوان الإرهابية ستستعي إلى إفشال الحوار الليبي وإعاقة تحقيق السلام في المنطقة، مضيفا أن الإخوان شغلهم الشاغل هو تعكير صفو كل ما يفيد العرب ويحقق الهدوء والسلام في المنطقة.
وأشار "أبوالعلا" إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية والتدخل التركي هما من أكبر المعوقات التي تواجه الحوار الليبي خاصة بعد انزعاج أردوغان خوفا على وثيقة ترسيم الحدود ويعتبران «محراب الشر» في المنطقة، مضيفا أن الدولة المصرية ستبذل قصاري جهدها لتحقيق الامان في المنطقة العربية وسيفشل الحاقدون في تحقيق أهدافهم.