استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ39 الكاتب والأكاديمي العماني الدكتور سعيد السيابي في جلسة حوارية حول العلاقة بين السخرية والأدب عبر التاريخ، وحضور هذا النوع من الفنون في المشهد الثقافي العماني، واستعرض جانبا من تجربته الأدبية في الكتابة للمسرح والإذاعة والتلفزيون والقصة القصيرة.
تناول صاحب كتاب "فصل في كتاب حوارات الحارة العمانية: دردشة إلكترونية في الثقافة العمانية"، في الجلسة التي عقدت عن بعد، وأدارها الكاتب محمد أبو عرب، المحطات والعلامات البارزة للسخرية في الأدب، مشيرا إلى أن هذا الفن كان يشغل الكثير من المواضيع التي تناولها كبار الأدباء والمفكرين، الذين استطاعوا التوقف عندها وتوظيفها، إلى جانب العلاقة التاريخية التي جمعت السخرية مع الفنون الأدبية والمسرحية والسينمائية وطرق توظيفها وتناولها، حسب بيان تلقى 24 نسخة منه.
لفت "السيابي" إلى أن السخرية فن ساعد الكثير من الأدباء على تقديم رسالتهم، بتكثيف جملة من القضايا بقالب أدبي وفني بسيط يصل إلى القارئ بسهولة، مشبهاً إياها بحبة الدواء المغلفة بالسكر، مشيرًا إلى أن هذا اللون الإبداعي متداول ومعروف لدى معظم شعوب العالم والعديد من الثقافات لجأت لهذا الفن الذي يحتوي على التركيز والرمزية التي تقدم النصائح والأمثلة وتوصل إلى نتيجة تضحك القارئ وترضيه بطرق غير مباشرة.
وسلط الأكاديمي السيابي الضوء على أهمية السخرية بإعتبارها قوة تضاعف من ثراء المادة الإبداعية، وتسهم في استمراريتها عبر التاريخ، وتطرق للحديث عن شخصية جحا وأهميتها التي حفرت في الذاكرة والتي عالجت الكثير من القضايا بأسلوب سهل ممتنع، وعبرت عن حالة الناس وما يمرون به بذكاء سخرية.
وقال السيابي: "أن هذا الفن يحمل الكثير من نماذج السخرية المشبعة بالصور الفكرية والفلسفية في عمقها، وإذا ذهبنا إلى الألوان الأخري نجد الكثير من التجارب التي تحمل السخرية، والتي كانت عبارة عن إشارات تقدم داخل الأعمال الإبداعية، وفي الرواية توجد العديد من الملامح الساخرة مثل: بعض أعمال الكاتب سليمان المعمري الذي يملك هذا الحس في كتاباته".
وعن تجربته الأدبية في توظيف السخرية، قال السيابي: "ظهرت تجربتي في توظيف السخرية بصورة مباشرة في الأعمال الإذاعية والأعمال التلفزيونية، وشكلت لي مفتاحاً للبحث عن الكثير من الإجابات على الأسئلة التي تكمن في العمق"، وجاء ذلك وفق وكالة أنباء الشعر.