تنشر "الهلال اليوم" النص السادس والسابع من كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض"، للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، وهما بعنوان "جناح للدّيـك الإلـهي، وجناح للمـلاك الحـارس"، ونقرأ فيهما:
جناح للدّيـك الإلـهي
( أ )
أذّن الفرّوجُ أعلى القرميد، معلناً عن فجر جديد، كي يستيقظ أهل الدّار.
طلعت الشّمس من حافر الأرض، ولم يستيقظ أهل الدار! استوتْ في سرّة السّماء، ولم يستيقظ أهل الدّار، غرقتْ تحت جناح البحر ولم يستيقظ أهل الدّار.
( ب)
أذّن الفرّوج أسفلَ القرميد، معلناً عن ليل جديد، ففاجأه فتية لا يظهرون إلا في الظّلام: نسينا أن نذبحك البارحةَ أيضاً.
جناح للمـلاك الحـارس
في مكان واحد...
تُحيي جدّتك مريم بنت الجازية يومَها وتقتله: تشرب القهوة المرّة/ تقيء حكاياتِ الدّهر/ تغزل البرانيس/ تفْلي رؤوس الأحفاد/ تأكل الكسكسيَّ بخضار الأرض/ تَعُدّ بيض الدّجاج وبنات القرية/ تدعو بالخير لمن علّمها سيرتها الأولى/ تكبح شهوة الكانون، بصبّ الماء على الفائض من النار/ تُدير يدَ الكنّة وخطوتَها/ تذكّر أباك بأبيه/ تتفقّد حنّاء يديها/ تدعو للموسم بالنّماء/ تذْكر عام الجوع/ تسأل عن كسرة الرّاعي/تحدّث الزائرات عن شباب سيعود في الجنة/ تَعِد الأيامَ القادمات بالصّوم والصّلاة/ تهدّد البراغيث/ تسأل عن طعام الكلبة/ تغنّي للرّأس/ تسترق السّمع إذا الأصواتُ/ تنتشل نفسها إذا الغفوة/ تسأل عن ظلّ الشمس/ تتوضّأ لريح خفيفة/ تنشّ الذبابة/ تكسر صمت الجالس/ تحدّد ملاعق الملح/ تلعن خائناته/ تخيط وسائد الصّغيرات/ تنتج الآهة السّاخرة/ تُبَـرْبِرُ المولود/ ترى بولَه برَكةً/ تنتج البسمة السّاحرة/ تستزيد الخيرَ إذا الأكل/ تمتعض من قصَر النهار/ تجمع بين الشفع والوتْر، وتنتظر الفجر باليقين...
تدرك أنت لماذا يعرف الله جدّتك...
وينكر عليك يومَك الكسول.