اتفق عدد من الدبلوماسيين، على أن التوصل إلى اتفاق تمهيدي، من أجل إنهاء الفترة الانتقالية، وتنظيم انتخابات شفافة في ليبيا، جاء نتيجة للجهود التي بذلتها مصر، منذ بداية الأزمة، لافتين إلى أهمية حوار الغردقة في الوصول للاتفاق المنتظر توقيع في تونس.
وأشاروا إلى أن كل المبادئ التي ينص عليها الاتفاق السياسي الشامل التمهيدي، تضمنها إعلان القاهرة، خلال الاجتماع الذي عقد منذ أشهر في مصر لإنهاء الأزمة.
كانت استيفاني ويليامز، الرئيس بالإنابة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أكدت أن المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي، المنعقد في تونس، توصلوا قبل ساعات، إلى اتفاق تمهيدي من أجل إنهاء الفترة الانتقالية، وتنظيم انتخابات شفافة في غضون 18 شهرا.
وشددت على أنه "تم تحقيق انفراجة في المحادثات السياسية، وخريطة الطريق المتفق عليها، التي ستحدد خطوات توحيد السلطة التنفيذية في البلاد".
وأضافت ويليامز، أن المشاركين وافقوا على خريطة طريق، توضح خطوات توحيد المؤسسات الليبية، لافتة إلى أن اللجنة العسكرية في سرت، تسير نقاشاتها في أجواء بنّاءة، وأنها أحرزت تقدما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وكشفت عن أن المشاركين في الحوار السياسي الليبي، توصلوا إلى اتفاق على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، ذات مصداقية، في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر 2021، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات، وإعادة النازحين، وضمان حقوقهم.
كما ذكرت أن اللجان الفرعية الأمنية المعنية بسحب القوات الأجنبية، ستقدم مخرجاتها للجنة العسكرية المشتركة يوم غد، معربة عن رفض البعثة الأممية لحملات التضليل والتشويش المواكبة لاجتماعات الحوار السياسي في تونس والعسكري في سرت.
إعلان القاهرة
أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن الخط المصري منذ بداية الأزمة الليبية، وهو يتحرك في محاور متعددة، ولم يقف أمام أي جهود حثيثة، أخرى من أجل وضع حل سياسي للأزمة الليبية، قائلًا: "رحبنا بأي جهود تدفع الحوار السياسي بين الفرقاء".
وقال العرابي: "بالرجوع إلى إعلان القاهرة سنجد أن كل المبادئ، التي نص عليها هذا الإعلان التمهيدي، هي ما نص عليه إعلان القاهرة، والتي تسير عليها كل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الليبية، بما فيها جهود استيفاني ويليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، مشيرا إلى أن هذا يعني أن البوصلة المصرية هي التي حددت التوجهات.
وأشار العرابي إلى أن مصر كانت دائما من المشجعين لفكرة الحوار والحل السياسي، ووقفت بقوة وصرامة ضد تغلغل الجماعات الإرهابية، وضد تدخل تركيا وقطر وتأييدهم لتلك الجماعات، لافتا إلى أن العالم الآن أصبح مقتنعًا تمامًا بالفكر المصري في هذا الإطار.
حل الأزمة الليبية
أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أنه لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الأساسي، الذي قامت به مصر لحل الأزمة الليبية ووقف القتال في ليبيا، لافتا إلى أنها وضعت خطًا أحمر في سيرت والجفرة، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل، وأوقفت تقدم حكومة الوفاق وبدأ العمل على وقف إطلاق النار "اللجنة المشتركة".
وقال: "مصر أحد العناصر الأساسية المساهمة على حل الأزمة الليبية منذ بدايتها وما تقوم به ستيفاني ويليامز مع الأطراف الليبية"، ملتقى الحوار السياسي الليبي، خطوة في طريق الحل، لافتا إلى أنه مازال هناك بعض نقاط الخلاف، فيما يخص المناصب، قائلا: "نأمل وصول المبعوثة الأممية أن تصل إلى الوصول بلورة اتفاق على تنفيذ اتفاق ملزم للجميع فحتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي ملزم".