أكد خبراء سياسيون أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري الكويت، تأتي في إطار العلاقات الخارجية المتميزة بين البلدين والروابط الأخوية التي تعد نموذجًا للعلاقات العربية – العربية، موضحين أن تبحث قضايا العلاقات الثنائية بين الدولتين فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بهدف تنسيق المواقف.
وبدأ وزير الخارجية سامح شكري زيارة إلى الكويت أمس، حيث التقى اليوم بالشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، اليوم، في أول محطات زيارته، حيث نقل شكري تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمير الكويت لتوليه مقاليد الحكم وتسمية الشيخ مشعل الأحمد الصباح وليًا للعهد، كما قام بتسليمه الرسالة الموجهة من الرئيس السيسي تتضمن دعوة لزيارة مصر.
كما أعرب شكري عن تطلع مصر للاستمرار في تعزيز العلاقات الوطيدة مع الكويت وتحقيق مزيد من الاختراق في مجالات التعاون الثنائي خلال المرحلة القادمة، وبما يصُب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، كما أوضح وزير الخارجية تقدير مصر قيادة وحكومة وشعبًا لمواقف دولة الكويت الداعمة لمصر خلال السنوات الأخيرة، وللدور المُقدر للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في دعم مسيرة العلاقات الثنائية.
وأكد الشيخ نواف الأحمد تطلعه إلى تلبية الدعوة في أقرب فرصة ممكنة، مؤكدًا الدور الهام الذي تلعبه مصر كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى وقوف الكويت مع الشقيقة مصر فيما تتخذه من إجراءات لحماية مصالحها وفي سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور رفيع المستوى بين البلدين على ضوء العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة القائمة بينهما.
دعم العلاقات وتنسيق المواقف
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري للكويت تأتي في إطار العلاقات الخارجية المتميزة بين البلدين والروابط الأخوية التي تعد نموذجًا للعلاقات العربية – العربية، سواء فيما يتعلق بالمجالات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر كان لها دور مهم في دعم الكويت خلال السنوات الماضية، وكذلك كان للكويت دور بارز في دعم مصر خاصة بعد ثورة 30 يونيو، مضيفا أن الزيارة تأتي في ضوء حرص مصر على تنمية العلاقات المستمرة والتواصل مع الأشقاء العرب حول القضايا المختلفة.
وأكد أن سامح شكري يحمل رسائل عديدة خلال زيارته ولقاءاته المتعددة بقادة الكويت وعلى رأسهم وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، مثل دعم العلاقات السياسية والتشاور على المستويات السياسية والاقتصادية، خاصة أن أمن الخليج هو جزء من الأمن القومي المصري، مضيفا أن القيادة السياسية المصرية حريصة على عرض التطورات الجديدة فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وقوانين الاستثمار.
وأضاف أن الكويت لديها استثمارات كبيرة في مصر فهناك أكثر من 6 آلاف شركة كويتية تعمل حاليا في مصر، وكذلك استثمارات كويتية كبيرة تقدر بالمليارات، فهناك تعاون كبير في المجال الاقتصادي بين البلدين، مؤكدًا أنه على مستوى القضايا العربية، فهناك تطابق تام في الرؤى بين البلدين بضرورة حل القضايا بالسبل السياسية والسلمية سواء ما يتعلق بالأزمة الليبية أو الأوضاع في سوريا واليمن.
وأشار إسماعيل إلى أن مصر دائما ما تؤكد أن أمن الخليج العربي هو جزء من الأمن القومي المصري وأنها حريصة على استقرار منطقة الخليج العربي، كثوابت وركائز أساسية في السياسة المصرية.
تعزيز العلاقات والتعاون
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري الكويت، تحمل أبعادا هامة حيث تشمل لقاءات مع قادة الكويت وعلى رأسهم أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وكذلك تسليم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمير الكويت الجديد.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تبحث قضايا العلاقات الثنائية بين الدولتين فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن القضايا الثنائية تشمل زيادة التعاون على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والثقافية وكذلك العمالة المصرية في الكويت، وهي كلها جوانب هامة في العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أن القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل القضايا الإقليمية والتطورات في المنطقة وعلى الساحة الدولية أيضا مثل تغير الحزب الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية وتأثيره على قضايا المنطقة، مضيفا أن هذه القضايا القضية الفلسطينية وتطورات الأوضع هناك، وكذلك الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وهي كلها محل للتباحث خلال هذه الزيارة.
وأكد أن مصر والكويت بينهما تعاونا كبيرا حيث تعد الكويت الدولة الرابعة من حيث الاستثمارات في مصر، بما يكسب الزيارة بعدا اقتصاديا هامة إضافة إلى الأبعاد السياسية والاستراتيجية والأمنية، مضيفا أن الزيارة قد تتناول أيضا الأوضاع في منطقة الخليج والتهديدات التي تتعرض الدول الخليجية، وكذلك أمن الخليج الذي أكدت مصر أنه جزء من أمنها القومي.