السبت 1 يونيو 2024

في ذكرى ميلادها.. هذا سر تسمية ماري كويني

فن16-11-2020 | 00:15

تحل اليوم ذكري ميلاد إحدي رائدات السينما المصرية، وهي الفنانة ماري كوين التي تركت علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية والعربية كمنتجة وممثلة، ومونتيرة، ولم تستغل ملامحها الرقيقة وجمالها في الوصول للشهرة بل كانت تفضل العمل خلف الكاميرا.


اسمها الحقيقي مارى بطرس يونس، ولدت يوم 16 نوفمبر عام 1916 بضاحية "تنورين" من ضواحى لبنان، توفى والدها الذى كان يعمل مزارعاً وهى فى سن صغيرة، فقررت والدتها أن تسافر إلى مصر بصحبة ابنتيها مارى وهند إلى شقيقتها "آسيا داغر" التى جاءت لمصر كى تصبح ممثلة وذلك عام 1922، وإلى شقيقها الصحفى بالأهرام "أسعد داغر". وكان عمرها 6 سنوات.



ويرجع السبب وراء تسميتها بـ"كوينى"، إلى أنه بعدما جاء أحد أقاربها لزيارتها من لندن بعد ولادتها ومن شدة جمالها أطلق عليها "كويني" تصغير لكلمة "كوين" وهى الملكة.


التحقت بمدرسة "سان فانسان دى بول" الفرنسية بالقاهرة، وحصلت على شهادتها الدراسية منها، ولكن إعجابها الشديد بخالتها آسيا وأعمالها جعلها تقرر عدم استكمال دراستها وتدخل معها في التمثيل والفن.



ساعدتها خالتها، ولكنها لم تساعدها بالشكل المعروف، بل وضعتها فقط على بداية الطريق، فعملت في بدايتها في مجال المونتاج حتى تمكنت منه وشاركت كمونتيرة في 6 أعمال، لتتجه بعد ذلك إلى التمثيل لتفرض بموهبتها وجمالها نفسها، فيرشحها المخرج وداد عرفي، لأول عمل لها وهي في سن الـ12 عامًا، أمام خالتها آسيا في فيلم «غادة الصحراء» الذي عرض سنة 1929.


حققت ماري كويتي نجاحًا باهرًا بعد هذا الفيلم وتوالت عليها الأدوار، ولكن لهجتها التي جمعت بين اللبنانية والفرنسية، وضعتها في مأزق بعد ذلك، لتتعرف بعد ذلك على المخرج أحمد جلال، والذي تولى مسئولية تعليمها اللغة العربية بقواعد نطقها الصحيحة، ليقدما أولى أعمالهما معًا فيلم "وخز الضمير" عام 1931، والذي تكون بعده الثلاثي "مارى كوينى، وآسيا، وأحمد جلال".



وصنعت هذه الأعمال قصة حب كبيرة بين المخرج أحمد جلال والفنانة ماري كويني، وأعقبها بعد ذلك زواجهما، ولكنهما لم يعلما بأن هذا الزواج سيكون بدايةً لدخولهما في خلاف مع خالة ماري، آسيا داغر، خصوصًا بدايةً من تصوير فيلم "العريس الخامس".


كانت "كويني" في ذلك الوقت حامل في الشهر الأول، فقررت عدم مشاركتها فى الفيلم، مما نتج عنه خلاف شديد بين "داغر" و"جلال" على نصيب "مارى"، وفي أواخر الأربعينيات انفصلت "آسيا" تمامًا عن الثنائي، واستمرت بمفردها وكونت شركة "لوتس فيلم" التى أنتجت بعد ذلك أفلامًا عظيمة منها "صلاح الدين الأيوبى"، و"رد قلبي".


وقامت ماري كويني بمساعدة زوجها أحمد جلال بإنشاء شركة أفلام خاصة بهما "استوديو جلال" وأنتجا أول فيلم لهما بعنوان "رباب"، وحققت الشركة نجاحًا كبيرًا، لينتجا بعدها فيلمهما الثاني "ماجدة"، والذي لعبت بطولته ماري كويني بجانب عباس فارس وكان من إخراج أحمد جلال.



انفصل "جلال" عن ماري كويني وهي في بداية شبابها، حيث كانت في الـ 25 من عمرها، وترك لها طفلاً عمره 6 سنوات وهو ابنهما "نادر"، واستوديو مستحقًا عليه كثير من الديون، فرحيله كان أكبر صدمة فى حياتها لأنه لم يشعرها يومًا بالمشاكل الاقتصادية، وكان يتركها لحياتها الفنية فقط، فظلت عامًا ونصف جالسة فى بيتها والأستوديو متوقفًا عن العمل تمامًا، حتى أنها فكرت في بيعه، ولكنها قررت أن تحافظ على اسم زوجها من خلاله.


عام 1952 حصلت على شهادة تقدير من مهرجان الهند الدولى عن فيلم "ابن النيل" إخراج يوسف شاهين، وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم "حب من نار" لشادية وشكرى سرحان وإخراج "حسن الإمام" وجائزة المركز الكاثوليكى عن فيلم "بدور" إخراج "نادر جلال".



وفي عام 1957 أحضرت ماري كويني، ماكينات لمعمل أفلام بالألوان على أن يفتتح باستوديو جلال، وكانت هذه الماكينات ذهبت لاستديو مصر وكان أول معمل ألوان فى الشرق الأوسط.


ورحلت ماري كويتي عن عالمنا يوم 25 نوفمبر عام 2003 عن عمر جاوز 90 عاماً.