السبت 1 يونيو 2024

"قضي الأمر".. قصة من مجموعة "جئتك بالحب" لـ تيسير النجار

فن16-11-2020 | 11:53

يضبط هندامه أمام محل الورد؛ بينما يرتب له البائع باقة الورد، التي طالما طلبتها منه، كان صوتها مختلفًا في محادثة اليوم، أنكرت مرضها أو ضيقها، لكنه يعرفها أكثر من نفسه وأقسم بأن يسعدها اليوم، لذلك يشتري باقة الورد التي لا يعرف جدواها فقط هي ترغبها، كثيرًا ما فعلت أشياء لتسعده وحسب، يخرج المال من جيب بنطلونه، ينظر إلى داخل المحل، يتعجل البائع الذي يسمع أغنية للصبر حدود، يفكر في صبره الذي سينفد، يفكر في صبرها السرمدي، تستحق لأجله عشقًا على عشق، يأخذ باقة الورد ويتجه نحو سيارته، ذاهبًا إلى البنسيون المتواضع الذي تسكنه، تحلم بأن تشاركه منزله، صارحته بذلك كثيرًا، أحلامها بسيطة ولا يحققها، هل لصبرها الدائم دخل؟

يوصل إلى البنسيون ويصعد الدرج إلى غرفتها، تفتح له وتعود إلى جانب الغرفة، تنظر إلى سيجارتها المشتعلة تحاول الإمساك بها، تعجز، ترتعش يداها بشدة؛ الدمع عالق بعينيها، يقترب محاولاً تهدئتها، يمد يده ليضمها، ترجع بظهرها للخلف بارتباك:

ليس هناك فائدة، حتى حضنك يؤلمني، روحي عارية وجريحة، أنت لن تدرك معاناتي؛ كما أنني لا أدركها مع الأسف، كيف سأشفى وأنا .. وأنا أجهل مصدر الألم، كل شيء يؤلم يا عزيزي.

يضع باقة الورد على حافة الطاولة، يتأمل حبيبته التي تغيرت، دائمًا قوية وصلبة، شعلة من الأمل، بعض الأوراق مبعثرة وممزقة في الأرض، حتى الصحافة حلمها بدأ يتلاشى، أخبرته أكثر من مرة من مضايقات مديرها وإقصاءها في العمل، لم يسمعها منذ فترة، شركته التي بدأت تكبر تلتهم وقته، تنظر إلى الورد باحتقار، نعم كفت عن طلبه منذ زمن، يبتلع اعتذاره ووعده بالحب والبقاء، التي ترتجف أمامه ليست التي أتى من أجلها.