الأحد 9 يونيو 2024

خبيرة نفسية: الزوج أكثر المتضررين عند إصابة زوجته بسرطان الثدي

سيدتي16-11-2020 | 19:45

يعتبر خبر إصابة المرأة بسرطان الثدي، من أكثر الأمور التي تسبب لها صدمة نفسية كبيرة، ويزداد الأمر وجعا عندما تكون سيدة متزوجة ولها زوج وأبناءً، فليست وحدها من يستقبل تلك الصدمة، ولكن الزوج أيضا قد لا يتحمل اصابة زوجته وشريكة العمر بهذا، وخاصة إذا كان زوجًا وفيًا ومخلصًا لا يستطيع التخلي عنها، ويتحول الأمر إلى مأساة نفسية تحتاج إلى دعم نفسي للطرفين، حتى يستطيع الزوج مساندة زوجته ومنحها قوته بالحياة.

 

ومن جانبها، قالت جيهان الأصيل، مقدمة الدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم: إن الرجل دائما يرى أن الدور الأعظم للمرأة هو دور الأم، وبعض الرجال يرون أن زوجته تحل محل أمه، هي من تقدم له كل شيء، وتطبطب، وتساعد، ومسؤولة عن ذهاب الاولاد إلى المدرسة، وتنظيم الملابس وترتيب البيت، وإعداد الطعام، وتعمل خارج البيت وتساعده في المصاريف، وكل هذه النقط لايستطيع أن يتخلى عنها، وعندما  تختل  تلك الأمور بسبب إصابة المرأة بالسرطان هو اكثر شخص يقع عليه الضرر".

 

وأضافت مقدمة الدعم النفسي: الدور الطبيعي الذي كان يقوم به هو العمل ويرجع إلى منزله، يجد كل الأمور متوفرة له ومتاحة، وتوفر له كل سبل الراحة، كل هذا تحول من مجرد زوج أو أب إلى أب وأم وتكون المسؤولية كبيرة عليه، وليس كل الرجال تتربى على تحمل هذه المسؤولية، وأن يساعد في البيت ويقوم بدور الرعاية، لأن هذا يحتاج  إلى قدرة بدنية ونفسية لايستطيع عليها أى شخص .

 

وأكدت جيهان الأصيل أنه في هذا الوقت، الرجل يعاني مثل السيدة، التي يأتي لها صدمة الاصابة بالمرض، وأن حياتها توقفت، ولا تستطيع أن تكمل حياتها، وأيضا الرجل يحدث له نفس الصدمة، ويشعر أنه يمر بأزمة نفسية كبيرة، وأن حياته مهددة ويمكن أن يفقد زوجته في أي لحظة، موضحة: وهنا بالطبع نتحدث عن الأزواج الأسوياء الذي لديه انتماء لزوجته ولم يفرط فيها مهما حدث، وأصبحت مصابة بالسرطان، ولا نتحدث الآن عن الرجال الذين يتخلون عن زوجاتهم بعد الاصابة.

 

واستطردت: من الطبيعي الرجل الذي يحب زوجته يخاف من الفقد، يحتاج هنا إلى دعم نفسي، فمثلما نقدم دعما نفسيا للزوجة مريضة سرطان الثدي، يحتاج الزوج إلى دعم وتوعية حتى يستطيع أن يواصل الرحلة الصعبة في حرب السرطان مع زوجته، ويستطيع أن يدعمها بالشكل المناسب.

 

وأوضحت جيهان الأصيل: "دائما نرى في البيوت المصرية عندما يخطأ الاولاد، تقوم الأم بتخوفيهم بوالدهم، فدور الأب وسلطته قوية على الأولاد، وهنا نستغل دور الأب وسلطته على الأولاد، وأنه يبدأ توعية الأولاد بطبيعة الوضع الجديد ويطلب منهم مساندة ومساعدة الأم، وهذه الأمور تأتي بعد دورنا كمقدمين دعم نفسي لتوعية الزوج والزوجة بالمراحل التى يمروا بها ".

 

وأشارت مقدمة الدعم النفسي، إلى أنه بعد ذلك يبدأون في التعامل مع صدمة الرجل وخوفه على حياته وبيته، ونطمئنه أن يقف بجانب زوجته ويجعل دوره مهما، ويكون داعما لها، ويهون عليها الرحلة ضد السرطان، وخاصة أن طبيعة الرجل تختلف عن النساء، فلا يستطيع أن يعبر عن مشاعره، وحبه ودعمه لها.

 

وأكدت جيهان الأصيل أنه من خلال خبرتها في الدعم النفسي، فإن الرجال الذين لجأوا لأخذ الدعم مقارنة بالنساء، قليلون جدا، لأن الرجل يخشى  أن يعترف بضعفه أو احتياجه للمساعدة،  ولكن مهم جدا أن نسمعه ونعطي له مساحة للتعبير عن مشاعره، في هذه الفترة، لأن الأزمة التي يمر بها تفرق كتيرا، إذا وجد دعما نفسيا. 

واختتمت جيهان الأصيل: "الصدمة بالإصابة بسرطان الثدي، لا تكون للسيدة المصابة فقط، لكنها صدمة للزوج، ولأولادها، لذلك من المهم أن نقدم له جلسات الدعم النفسي، حتى يفهم طبيعة المرحلة التي يمر بها، وتغييرات زوجته التي تحدث نتيجة العلاج، حتى لا يستقبل هذا بعنف، فمن المهم أن يخضع  الطرفين للدعم النفسي، حتى يستطيع الزوج التعامل مع المشاكل أثناء فترة مرض زوجته، وتمر بهما هذه المحنة إلى بر الآمان بسلام".