تمر علينا- اليوم- ذكرى وفاة الكوميديان الراحل "عبدالمنعم
إبراهيم"، الذى رحل عن عالمنا عام 1986.
ولد عبدالمنعم سنة 1924 فى مدينة بنى سويف، ولكن جذوره تمتد إلى بلدة
ميت بدر بمحافظة الغربية، درس فى المدرسة الثانوية الصناعية وبعدها اتجه لدراسة
الفن، فالتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وبعد تخرجه انضم إلى فرقة المسرح
الحديث التى أسسها "زكى طليمات ".
شارك عبدالمنعم فى مسرحيات كثيرة من إنتاج "فرقة المسرح الحديث"
مثل "مسمار حجا "، "ست البنات" حتى ترك الفرقة فى منتصف
الخمسينيات وانضم بعدها إلى فرقة إسماعيل ياسين وأدى أدوارًا كوميدية فى مسرحيات
مثل "جمهورية فرحات"، "جمعية قتل الزوجات"، "الخطاب
المفقود ".
تألق الفنان الراحل وأثرى السينما المصرية عشاقها بالعديد والعديد من
الأعمال التى لا تمحى، وأصبح عبدالمنعم إبراهيم تلك الفتى ذو الملامح البريئة والابتسامة
البشوشة والحس الفكاهى؛ فما لك إلا أن تبتسم وتضحك من قلبك.
امتلأ تاريخ عبدالمنعم إبراهيم بعدد من الأعمال التى لا يمكن حصرها
لعل أبرزها فيلمه الشهير "سر طاقية إلاخفاء" ، فيلم "إشاعة حب"،
وفيلم "الوسادة الخالية"، "الثلاثية
"، وأدواره الثنائية فى أفلام "بين القصرين "، "السفيرة عزيزة
"، "الزوجة 13"، "الزواج على الطريقة الحديثة "، وأيضا
برع فى تقديم الشخصيات النسائية مثل دوره فى فيلم "سكر هانم" وبعدها قدم
نفس الشخصية فى مسرحية بعنوان " فتافيت السكر
".
وقدم كذلك التراجيديا فى أواخر حياته من خلال أعمال تليفزيونية مثل
"أولاد أدم" "الشهد والدموع"، "زينب والعرش ".
وبالرغم من الضحك والكوميديا، إلا أن عبدالمنعم إبراهيم عاش حياة
مليئة بالكوميديا السوداء؛ حيث توفت زوجته متأثرة بالمرض وذلك بعد أن أخبره الطبيب
أنها لن تعش أكثر من ستة أشهر.
توفى أيضا شقيقه فى منتصف الثلاثين وترك له أسرة مكونة من 6 أفرد ووالدتهم
وكان هومن يعولهم.
وتزوج بشقيقة زوجته المتوفية إلا أنه طلقها بعد يومين للتشابه الكبير
بينها وبين زوجته الراحلة.
يظل عبدالمنعم إبراهيم علامة مميزة فى عالم الكوميديا بالسينما
المصرية ومع مرور السنوات ما زالت أعماله ترسم البسمة على وجوهنا.