الخميس 23 مايو 2024

في ذكرى ميلادها.. نجوى سالم يهودية على الجبهة المصرية!

كنوزنا17-11-2020 | 22:05

تحل اليوم ذكرى ميلاد فاتنة من فاتنات السينما والتي تميزت عن الكثير منهن بالشهامة والمرؤة والإنسانية، وهي الفنانة الجميلة نجوى سالم التي رغم شهرتها وحضورها الطاغي إلا أن حظها في الفن كان قليلا، وخصوصا السينما .. وإن كانت أدوارها قليلة سينمائيا ولم تنل البطولة فإن ذلك يعود إلى ميراثها المسرحي الذي انتقل معها إلى السينما ، فقد كانت من بطلات فرقة الريحاني حتى مطلع الستينيات، ومع بداية التليفزيون عام 1960 بدأ يعرض أفلامها التي أصبحت أدوراها فيها نمطية بين البنت الدلوعة أو البلهاء وذلك بسبب إصرار المخرجين على حبسها في هذا الدور.

 

لا يوجد أفضل من كتاب الممثلون اليهود في مصر، وهو من روائع إصدارات دار الهلال للكاتب الصحفي أشرف غريب، كي نطوف بين صفحاته لننشر الأسرار عن حياة نجوى سالم .. أكد الكاتب في الفصل الخاص بنجوى سالم أنها ولدت في المنزل رقم 576 في شارع بورسعيد منطقة غمرة بحي الظاهر بالقاهرة، وولدت لأب لبناني يعمل إسكافيا وقد تزوج من إسبانية يهودية ، وأنجبا نظيرة موسى شحادة وهي التي أصبحت نجوى سالم فيما بعد، وكانوا يدللونها باسم "نينات"، وبعدها رزق الوالدين بشارل ويوسف.

 

ظل الوالدين على ديانتهما اليهودية حتى رحلا تباعا في مطلع الستينيات، ورغم ديانتهم اليهودية القرائية إلا أنهم جميعا لم يكن لديهم ميلا للطقوس اليهودية المعتادة، وأكد ذلك الناقد المسرحي المعروف عبد الفتاح البارودي الذي تزوج نجوى سالم 17 عاما حتى رحيلها، فقال أن نجوى لم تدخل في حياتها أبدا المعبد اليهودي ولم يكن بها شئ من طباع تلك الطائفة، وأكد أنها اعتنقت الإسلام عام 1960 وتزوجها عام 1970 وأعلن عن زواجهما بعد رحيلها عام 1987.

 

كانت نجوى سالم قبل إسلامها تذبح عجلا في الليلة الختامية لمولد السيدة زينب، وكانت حريصة على زيارة كنيسة سانت تريزا وإيقاد الشموع بها إلى أن اختارت الإسلام دينا لها وبدأت تؤدي العبادات، حيث كانت تصلي وتصوم وتزكي، وهذا ما لفت انتباه البارودي إليها من حسن التدين والاستقامة ودفعه للزواج منها، وكان أيضا بمثابة السند والمخفف من آلامها النفسية التي أصابتها، فقد حاولت الانتحار عدة مرات، إحداها عند رحيل والدتها حيث ابتلعت كمية من الإسبرين وتم نقلها إلى مستشفى الأمراض النفسية بحلوان، ومرة أخرى بسبب الاكتئاب الذي أصابها من عدم استعانة المخرجين بها.

 

تمتعت نجوى سالم بالأصالة والوفاء لكل من عرفها وأيضا نجوم الفن، فهي الوحيدة التي لازمت الفنان عبد الفتاح القصري محنته ومرضه وسعت إلى جمع التبرعات مع هند رستم له، وبعد أن فقد القصري البصر والذاكرة وتنكر له الأقارب وهدم بيته تمكنت من تخصيص شقة له بمساكن الشرابية من صلاح دسوقي محافظ القاهرة، وحصلت على تليفزيون هدية للقصري من صلاح عامر رئيس مؤسسة السينما، وقبل رحيله أوصاها على شقيقته بهية فكانت لها خير معين، ولم تترك القصري وتنقلت به بين المستشفيات حتى رحيله، وقامت بدفنه مع شقيقته وأربعة رجال فقط.

 

في الكتاب أسرار أخرى كثيرة .. ودعونا ننتقل من دورها الإنساني إلى دورها الوطني، ففي بداية السبعينيات أنشأت نجوى سالم فرقة مسرحية باسمها لتقدم عروضها على مسرح معهد الموسيقى بشارع رمسيس وفي ذلك الوقت الذي يواكب حرب الاستنزاف كانت نجوى على أن تذهب بفرقتها إلى الجبهة المصرية لكي اقدم عروضا مسرحية للترفيه عن جنودنا ، وعلاوة على ذلك أشرفت على حفلات غنائية خصصت عائدها لصالح المجهود الحربي والتسرية عن الجنود .. أما المحاربين القدماء فقد خصصت لهم عشرين مقعدا في الصف الأول من مسرحها .. وبعد حرب أكتوبر كانت تستقبل يوميا في مسرحها سبعين ضابطا وجنديا من أبطال النصر، وتقدم لهم التحية في نهاية كل عرض.

 

مع جهودها على الجبهة المصرية كرمها قائد المنطقة في السويس بدرع القوات المسلحة، وقبل رحيلها كرمها الرئيس السادات في عيد الفن عام 1978 فتبرعت بمائتي جنيه من قيمة التكريم لصالح مشروع الوفاء والأمل الخاص بمصابي حرب أكتوبر .