السبت 11 مايو 2024

حكاوي ألف ليلة وعادل إمام!

كنوزنا20-11-2020 | 12:17

علي باب الله - محمود السعدني


الإرهاب هو لعبة الإدارة الأمريكية الحالية، وهي تستخدمه في السياسة، تخفيف به البعض، وتستخدمه أحيانا كسنارة لاصطياد البعض إلى صفها، وتحول الإرهاب في الفترة الأخيرة إلى قصص وحكايات كحكاوي ألف ليلة وليلة، كل ليلة قصة جديدة وحكاية مختلفة، ولكن كل الحكايات تنبع من تنظيم "القاعدة" أو على الأقل فإن مل أناع الإرهاب خارج من "القاعدة" أو له علاقة بها، وبالرغم من ثبوت عدم صحة هذا الزعم في أكثر من حادث، كما تبين في أحداث ميكروبات الجمرة الخبيثة، إلا أن الإدارة الأمريكية مازالت متشبثة بوجهة نظرها في أن كل ألوان الإرهاب مصدرها تنظيم القاعدة، وأن كل إرهاب يستهدف الولايات المتحدة وأمنها، وآخر حكايات الإرهاب ما أعلنته الأجهزة الأمريكية أخيرا في أحد المطارات، وكان عائدا من باكستان، وهو بالمناسبة أمريكي مسلم، وهو مشهور بشهادة الأجهزة بأنه كان عضوا بارزا في عصابات شوارع شيكاغو، المهم أنهم عثروا معه لحظة وصوله إلى المطار على قنبلة، وصفوها بأنها قذرة تحتوي على مواد نووية وباستطاعتها محو الحياة في مدينة كواشنطن، وعلى قناة سكاي للأخبار جاءوا بأحد خبراء هذا النوع من القنابل وسألوه.. هل تم صنه هذه القنبلة بمساعدة فنية من خبراء دول محور الشر كالعراق أو إيران، وأجاب الرجل بصراحة.. إن صنع هذه القنبلة بالصعوبة التي يتصورها البعض، والمواد التي صنعت منها يمكن الحصول عليها بسهولة وهي مستخدمة في تشغيل أجهزة الأشعة المستخدمة في المستشفيات، والسؤال الذي لم يطرحه المذيع على الخبير، هل بلغ العته بإنسان أن يصل إلى مطار أمريكي قادما من باكستان وهو يحمل معه قنبلة قذرة أو حتى نظيفة؟ ولكن نقول لمين ونعيد لمين، ويبدو أن حكايات الإرهاب يجب ألا تنقطع في أي وقت، بل يجب أن تردد على الأسماع في كل الأوقات، إن الإرهاب هو كلمة السر التي تربط الشعب الأمريكي بحكومة الحزب الجمهوري، وتتيح لها السيطرة على العالم كله، بالتخويف أو التركيع أو الإغراء.

هل فينا نحن المصريين أو حتى العرب من يجهل قدر ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق أو ينكر إنجازاته الفنية والثقافية ومؤلفاته التي ليس لها حصر، والحمد لله لأن الوزير ثروت عكاشة نال أخيرا جائزة مبارك وهو يستحقها بجدارة استحقاق، ولكن بصراحة شعرت بالغضب من لهجة الاشمئناط والتعالي التي كتب بها بعض الكتاب مستنكرين ترشيح عادل إمام لجائزة مبارك الفنية في مواجهة الدكتور ثروت عكاشة، والعبد لله لا يرى في ترشيح عادل إمام مايستحق هذه النغمة من التعالي والاستنكار، وإذا كان لا أحد ينكر على ثروت عكاشة أنه لعب دورا كبيرا ومؤثرا في حياتنا الفنية والثقافية، فلا أعتقد أنه يوجد بيننا من ينكر على عادل إمام أنه فنان من نوع رفيع وأنه قفز بفن السينما خطوات واسعة إلى الأمام، وأنه استطاع بموهبته أن يصل إلى قمة لم يصل أحد إليها من أبناء جيله، وترشيحه لجائزة مبارك الفنية نهاية طبيعية لمشواره الطويل خصوصا أنه لم يخطر على باله أنه مرشح في موةاجهة ثروت عكاشة أو تحديا له ولدوره الكبير في تاريخنا الفني،  كما أن عادل إمام لم يرشح نفسه ولكنه رشحه الآخرون، وعيب أن ينظر بعضنها إلى الفنان هذه النظرة المتدنية خصوصا عادل إمام، صاحب التأثير الطاغي على الشعب المصري والعربي، حتى أن وصف الزعيم الذي أطلقه على نفسه في أحد أفلامه صار شعارا لعشرات المحلات والقهاوي في طول مصر وعرضها، إن عادل إمام بالفعل ليس مجرد فنان ولكنه زعيم فني بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى.

ومبروك للدكتور ثروت عكاشة حصوله على جائزة مبارك التي يستحقها عن جدارة، وهارد لك لعادل إمام الذي لم ينل الجائزة هذا العام، وأتعشم أن يفوز بها في العام القادم، وتحية لكل الفائزين بجوائز مبارك وجوائز الدولة التقديرية، وأخص بالذكر الدكتور عبدالقادر القط والأستاذ علاء الديب والشاعر فاروق جويدة والأستاذ أسامة أنور عكاشة.

    Dr.Radwa
    Egypt Air